لبنان

هل انكسرت الجرة بين التيّار الوطني الحر وحزب الله؟

كتبت بولا مراد في الديار: 

زادت المواقف الاخيرة لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل من حجم الهوة الآخذة بالاتساع مع حزب الله. فخروجه لدعوة الحزب لتسليم سلاحه فورا والانخراط في مشروع الدولة، واعتباره ان هذا السلاح بات يؤدي إلى ضرر على لبنان، اثار استياء عارما في بيئة الحزب، ودفع الوزير السابق عن الحزب مصطفى بيرم للرد على باسيل قائلا انه “لولا المقاومة ورجالها لما كانت هناك دولة وانتظام دستوري، ولكان “الإسرائيلي” في بيروت، كما حصل في دولة شقيقة مجاورة لنا”، مشددا على ان “اي جهد يجب أن يوجه نحو العدو ووقف عدوانه”.

واتهم مناصرو الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي باسيل بـ”قلة الوفاء”، واعتبروا انه “بعدما انتفت مصلحته مع الحزب، بات يبادر الى التهجم عليه وطعنه بالظهر”.

وكان لافتا بمواقف باسيل الاخيرة انه زايد على رئيس الجمهورية بملف سلاح الحزب، علما انه وخلال عهد الرئيس السابق ميشال عون لم تُعقد ولا جلسة واحدة لبحث الاستراتيجية الدفاعية. اذ قال باسيل: “الرئيس جوزيف عون أخذ الموضوع بصدره، لكن لم يتحقق أي شيء في هذا الأمر، ونحن لسنا مع إبقاء الحوار حول السلاح عملية شراء وقت”. وبهذا الموقف يكون رئيس “الوطني الحر” يتلاقى مع رئيس “القوات” سمير جعجع بالمطالبة بتحديد مهل لسحب سلاح الحزب، ما يطرح من قبل الحزب وجمهوره علامات استفهام كثيرة.

ويبدو ان باسيل يعتبر ان مهاجمة الحزب وسلاحه علنا وبشراسة مصلحة له، في مرحلة تتجه خلالها منطقة الشرق الأوسط الى خارطة نفوذ جديدة، تسيطر عليها دون منازع الولايات المتحدة الاميركية، التي ما زالت تدرجه على لائحة عقوباتها. فحتى انه ردا على سؤال عن التحالف مع حزب الله في الانتخابات المقبلة قال: “لن يكون لنا حليف معين في الانتخابات النيابية المقبلة، بل سنرى المصلحة الانتخابية ولا احد يفرض علينا شيئا”.

ويرى الناشط السياسي انطوان نصرالله ان “التيار” والحزب لا يستطيعان ان يستغني أحدهما عن الآخر وبالتحديد في الانتخابات المقبلة، ويقول لـ”الديار” انه، بالسياسة حزب الله بحاجة الى الوطني الحر، لذلك سيسامح مرة جديدة باسيل على مواقفه ويضعها في اطار شد العصب المسيحي، لانه لم يعد لديه غطاء مسيحي وهو بحاجة الى هذا الغطاء”. ويضيف: “اما انتخابيا فالتيار بحاجة اكثر الى الحزب لتحسين عدد نوابه”.

وفيما يقف “التيار” راهنا وحيدا ومن دون حلفاء، لا يجد الحزب الا حركة “أمل” في صفه، ما يحتّم عليهما صياغة تحالفات اكبر تخدمهما في اللعبة السياسية الداخلية، وبخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية. الا ان تجاوز الطرفين الاساءات ضد بعضهما بعضًا لن يكون بالسهولة التي يتوقعها كثيرون، بخاصة انه وعلى مستوى الجمهور العوني وجمهور الحزب فان الهوة اوسع بكثير منها على مستوى القيادتين، ما سيحتم على الارجح عملا مضنيا خلال الاشهر الـ١١ التي تفصلنا عن موعد الاستحقاق النيابي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى