وزير الاقتصاد من طرابلس: معرض رشيد كرامي الدولي لا يجب أن يبقى مجرد هيكل معماري جميل

اختتم وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور عامر بساط مهرجان “سلم ع طرابلس” في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، وقال في المناسبة : “في طرابلس… مدينة الروح، مدينة التاريخ، مدينة الناس الطيبين والطاقات الحقيقية. أنا اليوم، لا اشارك كوزير، أنا مشارك كلبناني مفتخر بمدينة اسمها طرابلس. طرابلس التي من حقها تكون على خارطة المهرجانات والسياحة الداخلية، ومن حقها ان نضيء عليها، لا على التاريخ، بل على بالمستقبل الذي نعمل عليه. ههذه المدينة ليست فقط مدينة الشمال، بل هي مدينة لكل لبنان. فيها من التاريخ ما يكفي ويملأ كتبا، ومن المستقبل ما يكفي ليوصف بأمل”.
اضاف: “ان طرابلس رغم كل التحديات لا تزال بتنتج، تعلّم، وتستقبل الناس بمحبة وشهامة. ومن هذا المنطلق، نحن كوزارة الاقتصاد والتجارة، مؤمنون بدورها كمركز إشعاع اقتصادي وثقافي وسياحي، ومصمّمون على العمل سوا لنصل لهذا الموقع. لا نريد طرابلس ات تكون منسية، نريدها دائما حاضرة، ليس على الخريطة الجغرافية، بل على الخريطة السياحية والثقافية والوطنية”.
تابع: “من قلب معرض رشيد كرامي الدولي، نختِتم اليوم مهرجان “سلّم عَ طرابلس”، ولكن فعليًا، هذا ليس ب ختام… هذه بداية. بداية لصيف حيوي، متنوّع، ومتليء ثقافة، فرحا، وتفاعلا. هذا المهرجان ما كان مجرد مهرجان، كان نبضة حياة، وكان برهانا ان طرابلس قادرة على ان تفرح، تبدع، وتجمع. اريد ان حيّي من كل قلبي كل القيمين عليه، من Aura Media للسيدة آية موسى والسيد عاصم حمزة، ولكل من اشتغل وتعب من أجل هذه الصورة التي رايناها ، وشكراً لكل الذين زاروا المعرض من كل المناطق ليقول: طرابلس بتستحق .هيك فعاليات مش بس تفرّح، وهي فعليًا تنشّط الاقتصاد، وتحرّك العجلة الإنتاجية، وتفتح فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وخصوصًا للشباب. ورغم كل الصعوبات، نحن مؤمنون إن رأس المال البشري اللبناني هو المحرّك الأساسي لاقتصادنا، وسييبقى دائمًا بقلب أي خطة نهوض، لأن طاقتنا البشرية هي أثمن ما نملك”.
واردف: “لبنان يمرّ بمرحلة دقيقة. الصدمات التي تعرض لها اقتصادنا على مدى السنوات الست الماضية مدمّرة: من انهيار مالي غير مسبوق وشلل سياسي وحرب شرسة. هذه الصدمات دفعت اقتصادنا إلى مستوى إنتاجي مأساوي بعيد كل البعد عن إمكاناته. وفي هذا السياق تعمل حكومة الرئيس نواف سلام جاهدة لتنفيذ اصلاحات مالية ومؤسساتية وقطاعية تهدف اولاً واخيراً إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات السبعة القادمة. وقد يسأل البعض: هل فعلا بقدرتنا أن نحقق هذا النمو السريع؟ جوابي: نعم. لدى لبنان ميزات تفاضلية مهمة: موقعه الجغرافي، قدرات قطاعه الخاص واغترابه الغني. ولكن ما يُعطي لبنان ميزته الاهم، وما نراهن عليه فعلًا، هو رأس المال البشري. هو أنتم. فالكفاءة، والقدرة، والمهارات، هي أهم ما نملك اليوم كبلد. إنها ميزتنا التنافسية في هذا العالم المتحوّل. ومن هذا المنطلق، فالثقافة والسياحة لا تعد فقط عمل نُكرّمه، بل حاجة وطنية، اقتصادية وجودية. اما المكان الذي نقف فيه اليوم فليس مكانا عاديا. معرض رشيد كرامي الدولي، صممه المهندس العالمي أوسكار نيمايير، هو معلم معماري وثقافي واقتصادي من الطراز الأول. كان حلما يتحقق من الستينات، ولكن الظروف جمّدته. اليوم، رجّع للمعرض نبضه ورجّعنا نذكّر الجميع أن هذا المعلم هو ملك عام، وإرث وطني، وواجبنا ان نحافظ عليه. معرض رشيد كرامي الدولي، لا يجب ان يبقى مجرد هيكل معماري جميل. يجب ان يرجع ليلعب دوره الكامل: ملتقى للثقافة، للسياحة، وللاقتصاد. ومن موقعنا كوزارة، أتخدنا ثلاث خطوات عملية: اول محور هو اننا على وشك تشكيل مجلس إدارة جديد يستلم زمام المبادرة لتفعيل المشاريع الحيوية والمهمة بالمعرض ويقود إعادة تنشيطه بحيوية. والمحور الثاني يتعلق بأهمية إعداد خطة تأهيل شاملة للمعرض، مكلفة لكننا نجرب بدعم من الاونيسكو ان نجمع المال لنقوم بهذا الشي، ونتوجه بالشكر لوضع هذا المعلم المهم ك World Heritage Site. ثالثا، نتطلع الى تفعيل المنشآت في المعرض وهذا لا يحصل الا بالتنسيق مع القطاع الخاص، و نفتّش عن شراكات فعلية مع القطاع الخاص والمؤسسات الثقافية، المحلية والدولية، لنعمل في هذا المكان لكي ينبض من جديد”.
أضاف: “مهرجان “سلّم عَ طرابلس” هو أول الطريق، أول فعالية من سلسلة فعاليات ستمتد على طول الصيف في المدينة. صيف طرابلس بدأ ، وإن شاء الله لن يوقف. سيكون هناك ان شاء الله حفلات، عروض، لقاءات، أسواق، معارض، ومناسبات لتفعل طاقة المدينة وتعود الناس لتزورها وتعيشها. لبنان لا زال قادرا على ان يفرح، وطرابلس لا تزال قادرة أن تْبدع، والمعرض سيرجع ليضيء. دعونا نكمّل سوا، نشتغل سوا، ونحلم سوا. شكراً ، من القلب، ونلتقي قريبًا في المحطة المقبلة … كمان هون، بطرابلس”.