لبنان

مسار جلسة الحكومة اليوم يواجه اعتراضات لعدم مناقشة الردّ اللبناني؟

كتبت اللواء:

اذا صحت التوقعات، فإن مجلس الوزراء اليوم سيكون أمام خيارين لا ثالث لهما إما تجنُّب الخوض في تفاصيل الرد اللبناني على المقترحات الأميركية كما سلمها المبعوث الأميركي توماس باراك  الى المسؤولين اللبنانيين او طرح الملف من باب اخذ العلم. وفي هذه الحالة، لن يسلم المجلس من مناقشات حول أحقية البحث داخل السلطة التنفيذية وصدور القرار منها وفق ما طالب حزبا القوات والكتائب، وبالتالي قد تكون الجلسة امام سيناريو التفجير.

اما تجنُّب الحديث في الموضوع بشكل مستفيض، فذاك متوقع، غير ان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام اللذين اجتمعا قبل مجلس الوزراء لن يغيبا عن كلمتهما زيارة باراك وقراءتهما لها وبالطبع تشاورا في بعض الملفات. وهنا تبقى مطالبة وزراء حزب القوات في فتح باب النقاش على مضمون الرد الذي كان يفترض ان يخرج من مجلس الوزراء مجتمعا قائما وفق رأيهم، الا اذا تمت إتصالات لسحب فتيل التفجير. وقد تكون فرصة لهؤلاء الوزراء لتسجيل الموقف امام زملائهم الوزراء.

الى ذلك، يبدو المشهد المحلي  منذ ان تمت هذه الزيارة امام ترقب لنتيجة الرد اللبناني الذي في قراءته الأميركية الأولية جاء مرضياً. وهنا تفيد اوساط  سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان المسؤول الأميركي لم يتحدث اكثر من مرة عن الفرصة المتاحة لمجرد الكلام، انما تقصَّد الإشارة اليها كمهلة للعمل وتنفيذ المبادرات الفعلية لاسيما بالنسبة الى تعهد حصرية السلاح بيد الدولة وتطبيق القرار ١٧٠١، ومن المرتقب ان تحمل عودته المقبلة اجوبة اكثر وضوحاً على الرد اللبناني وعندها يعاين ما الذي تبدَّل، وما اذا كانت اللغة الديبلوماسية التي اختارها في جولته الأخيرة قد تبدَّلت هي الأخرى. وتقول ان امام مجلس الوزراء متابعة بعض التفاصيل لاسيما بالنسبة الى آلية تسليم السلاح وفق قاعدة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها عبر القوى الأمنية.

وتلفت الأوساط الى ان كلام رئيس الجمهورية امام  وفد أوروبي بشأن اطلاق مبادرة شاملة لدعم الجيش اللبناني بكل الوسائل ليس منفصلا عن موقفه بشأن أهمية دعم الجيش، وفي الوقت نفسه جاء تحذيره من ان الوضع الأمني يمكن ان يتراجع بشكل كبير في غياب الجيش، مؤكدة ان هناك ترقبا لما قد يقوله الرئيس عون في عيد الجيش الذي يحتفل به في ظل وجود رئيس للبلاد، مشيرة الى ان الخطاب الرئاسي في هذه المناسبة كان يعد خارطة طريق ولطالما شكل محطة لإطلاق مبادرة او رسالة محددة، وبالتالي فإن الرئيس عون قد يجمع في هذا الخطاب عناوين سياسية وعسكرية معا لاسيما ان له مواقف نوعية في كل مناسبة، وبالتالي يبقى اي كلام عن السلاح والجيش وارداً كما عن استمرار الخروقات الإسرائيلية.

وتؤكد ان النقطتين المتعلقتين بالإصلاحات والعلاقات اللبنانية-السورية مهمَّتان بقدر ملف حصرية السلاح وجميع هذه النقاط هي محور عمل  متواصل لكن ما من مدة زمنية لإنجازها، وقد يتطلب الامر مساهمة من الخارج، وهنا لا بد من التوقف عند دعوة رئيس الجمهورية الإتحاد الأوروبي الى عقد مؤتمر أوروبي ـــ عربي لإعادة بناء لبنان وإنعاش اقتصاده بالتوازي مع مسيرته نحو سيادته الكاملة أمنيا وعسكريا.

قد تمر فترة قبل ان يحضر المبعوث الأميركي مجدداً الى بيروت، وقد تحصل تطورات وقد لا تحصل، وكل ذلك مرهون بالحراك الداخلي، لكن صدى كلامه عن مسؤولية محلية في المباشرة بالتغيير يبقى يتردد، اما اعتراضات القوى السيادية على تجاوز مجلس الوزراء بشأن الرد اللبناني فقد تجد لها حلاً في نهاية المطاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى