حزب العمال الكردستاني يبدأ تسليم سلاحه اليوم في كردستان العراق

أفاد مراسل “الميادين” في تركيا بأنّ أول مجموعة من عناصر حزب العمال الكردستاني بدأت بتسليم أسلحتها، اليوم الجمعة، في خطوة أولى ضمن مراسم نزع السلاح التي تقام في إقليم كردستان العراق، تطبيقاً لقرار الحزب بإنهاء العمل المسلح.
وتشكّل هذه المراسم محطة مفصلية في مسار الانتقال من الكفاح المسلّح إلى العمل السياسي، بعد إعلان الحزب في 12 أيار/مايو الماضي حلّ نفسه رسمياً، تلبيةً لدعوة أطلقها زعيمه عبد الله أوجلان من سجنه في جزيرة إيمرالي في 27 شباط/فبراير.
ويُتوقّع أن تُقام مراسم اليوم في موقع غير محدّد قرب مدينة السليمانية شمال شرقي العراق، وسط حضور نواب من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، ثالث أكبر كتلة سياسية في تركيا، إضافةً إلى عدد من الصحافيين.
وفي تسجيل مصوّر مؤرخ بـ19 حزيران/يونيو، لكن بُثّ مؤخراً، قال أوجلان إنّ المرحلة الجديدة تتطلّب إنشاء آلية تضمن “إلقاء السلاح طوعاً”، والانتقال إلى العمل القانوني والسياسة الديمقراطية. وأضاف: “سيُحدّد الشكل المناسب لذلك، وستُتخذ خطوات عملية سريعة”.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول في حزب العمال الكردستاني، فضّل عدم كشف هويته، أنّ نحو 30 مقاتلاً سيقومون بكسر أو إحراق أسلحتهم “كبادرة حسن نيّة”، قبل أن يعودوا إلى الجبال، مشيراً إلى أنّ الخطوة تأتي في إطار تنفيذ اتفاق ضمني بين الحزب والدولة التركية.
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أكّد في تصريح أدلى به خلال عودته من قمة اقتصادية في أذربيجان، أنّ جهود السلام مع الكرد “ستتسارع قليلاً عندما تبدأ المنظمة الإرهابية تنفيذ قرارها بإلقاء السلاح”. وفي خطاب آخر أمام أعضاء حزبه الأربعاء، أعرب عن أمله في أن تُتوَّج هذه المرحلة بـ “نجاح سريع ومن دون حوادث”.
من جانبه، كشف مصدر أمني عراقي لـ”فرانس برس” أنّ عملية نزع السلاح “يُتوقّع أن تنتهي في العام 2026، على أن يتشكّل بذلك حزب سياسي جديد في تركيا”.
ويأمل الكرد في تركيا أن تفتح هذه الخطوة الباب أمام تسوية سياسية شاملة، تُنهي عقوداً من التوتر والتمييز، وتُمهّد لانفتاح ديمقراطي تجاه مكوّن يشكّل نحو 20% من سكان البلاد البالغ عددهم 85 مليون نسمة.