لبنان

65% نسبة تراجع كمية المياه في بحيرة القرعون: المعامل الكهرومائية مهدّدة بالتوقف

كتب فؤاد بزي في الأخبار: 

بدأت النتائج الكارثية لتراجع كمية المتساقطات في موسم الشتاء الماضي بالظهور. مع تعمّق أشهر الجفاف الصيفية، انخفض منسوب المياه في بحيرة القرعون بمقدار 15 متراً مقارنةً بالعام الماضي، وتراجعت كميّة المياه في البحيرة بنسبة 65%، من 183 مليون متر مكعّب في المدّة نفسها من العام 2024 إلى 63.3 ملايين متر مكعّب في العام الحالي.

وبحسب المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، أدّى تراجع منسوب المياه إلى توقّف تصريف مياه النهر عند السدّ، ما يعني توقّفاً كاملاً للجريان في الحوض الأدنى لليطاني. وهو ما سيؤدّي في النتيجة إلى تفاقم آثار الجفاف على ضفاف النهر، ولا سيّما في المناطق الزراعية التي تعتمد على مياه القرعون للري أثناء الصيف.

وفي سياق مرتبط، سيتسبّب تراجع مستوى المياه في البحيرة بتراجع كميّة الكهرباء المنتجة من معامل الكهرباء المائية الثلاثة التابعة للمصلحة: عبد العال وبولس أرقش وشارل الحلو. وبلغ مجمل إنتاج هذه المعامل من الكهرباء في حزيران الماضي 12 ميغاواط ساعة فقط، بتراجع نسبته 76% بالمقارنة مع إنتاجها أثناء المدّة نفسها من العام 2024، حينما بلغت 50.4 ميغاواط ساعة. ويذكر في هذا الإطار أنّ إنتاج هذه المعامل في تراجع مستمر منذ بداية العام 2025، من 26.6 ميغاواط ساعة في كانون الثاني الماضي إلى 4.1 ميغاواط ساعة في نيسان الماضي.

لذا، عمدت مصلحة الليطاني، بالتنسيق مع مؤسسة كهرباء لبنان، إلى إيقاف معمل عبد العال كلّياً، وتشغيل معملي أرقش والحلو بشكل جزئي. وتشغيل المعملين مرتبط بالمياه المتوافرة من نبع عين الزرقا ونهر بسري.

وبحسب مصلحة الليطاني، ستستغل فترة إيقاف عبد العال لصيانة التجهيزات فيه، وستبقى واحدة من المجموعات الإنتاجية بحالة جهوزية لتشغيلها في حال طلبت مؤسسة كهرباء لبنان.

كما يذكر أنّ التراجع في إنتاج هذه المعامل المائية سيؤدّي أولاً إلى انقطاع الكهرباء عن قرى مجرى النهر التي تستفيد من ساعات تغذية إضافية تصل في بعض الأحيان إلى 20 ساعة يومياً.

وسيدفع فقدان الكهرباء في هذه المناطق إلى أزمة كبيرة بسبب عدم وجود مولّدات خاصة، أو ما يسمّى بـ«اشتراكات الأحياء»، نظراً لتوافر التغذية الكهربائية فيها لساعات أطول. وعلى سبيل المثال، تراجعت ساعات التغذية في قرى إقليم التفاح من 20 ساعة يومياً إلى 12 ساعة.

وبحسب سكان المنطقة، لا توجد اشتراكات مولّدات خاصة، أو حتى بنية تحتية لنقل الطاقة إلى البيوت، غير التمديدات الخاصة بمؤسسة كهرباء لبنان في قرى كفرحونة والريحان وسجد وعين بوسوار وعين قانا. لذا، يتوقّع السكان «أوضاعاً صعبةً» خلال الصيف، مستبعدين قدرة المقيمين على تركيب محطات طاقة شمسية منزلية لتوليد الكهرباء بسبب ارتفاع كلفتها.

كما ستتراجع قيمة المبالغ التي تحصّلها المصلحة من بيع إنتاج معاملها من الطاقة إلى مؤسسة كهرباء لبنان.

فبموجب عقد اتفاق رضائي، اشترت المؤسسة الطاقة المنتجة من معامل المصلحة مقابل 2.5 سنت لكلّ كيلواط ساعة في العام 2024.

ومنذ بداية العام الجاري، ارتفع سعر الكيلوواط ساعة إلى 3 سنتات، ولكنّ الارتفاع ترافق مع انخفاض في قدرة المعامل الإنتاجية. وتفيد بيانات المصلحة، في هذا السياق، أنها باعت المؤسسة في العام 2024 حوالى 641 مليون كيلوواط ساعة بقيمة 16 مليون دولار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى