لبنان

الردّ اللبناني أُُنجز.. وهذه أبرز نقاطه

كتبت الديار:

على ايقاع تقلبات الوضع السوري وتطور المواجهات في السويداء، يمضي المشهد اللبناني بحثاً عن كيفية سدّ اي ثغرة في الداخل، قد تنفذ منها محاولات نقل الفتنة السنية ـ الدرزية الى مناطق لبنانية تتسم بحساسية معينة، على وقع حركة الاتصالات والاجتماعات المتنقلة بين المقرات الرئاسية والروحية، فيما تتخذ الأجهزة الامنية والعسكرية اقصى درجات الحذر والحيطة، لوأد اي محاولة من هذا القبيل على طول المساحة اللبنانية.

غير ان هذا المشهد لم يسرق عل ضخامته وخطورته، من اهتمام المبعوث الاميركي الخاص الى دمشق توماس برّاك، الموجود في نيويورك، بالملف اللبناني، رغم اعتبار الكثيرين بثانويته امام ما يحدث في بلاد الشام، انطلاقا من ان حرب 2024 وما تبعها من اتفاقات وتداعيات، كان هدفها الاساس الوصول الى اللحظة السورية الحالية.

في كل الاحوال، وعشية عودة برّاك الى لبنان، كثفت اللجنة المكلفة درس الرد الاميركي الوارد في 11 ورقة، من اجتماعاتها واتصالاتها، تزامنا مع الخطوط المفتوحة مع كل من واشنطن وباريس، واحدى العواصم العربية الفاعلة، للرد على الرد، بعدما باتت الدولة اللبنانية محشورة في “بيت اليك”، في ظل اصرار واشنطن على “مطالبة الدولة بتحديد أطر ومهل وتواريخ لحصر السلاح بيدها”، حيث ما عاد بالامكان الافلات من هذا الشرط.

وفي هذا الاطار، تكشف مصادر مواكبة للاتصالات مع واشنطن، بان الدولة اللبنانية ابلغت المعنيين موافقتها على تسليم السلاح من الصواريخ الدقيقة والمسيرات، وفق توزيع جغرافي معين ، والاهم استعداد الحكومة لعقد جلسة ببند وحيد يتعلق بحصر السلاح بيد الدولة، على ان تصدر القرارات باجماع الوزراء، بمن فيهم وزراء الثنائي، قبل عودة براك خلال الاسبوعين القادمين، وهو ما كانت تبلغته جهة سياسية لبنانية من قبل زائر اجنبي قبل ايام، دفعتها الى التخفيف من لهجتها، مشيرة الى ان الحركة الداخلية تواكبها سلسلة لقاءات ومشاورات، تجري في اكثر من عاصمة في الاقليم ومراكز القرار الدولي.

وتابعت المصادر، بان براك الذي تسلم خلال وجوده في بيروت ورقتين مكتوبتين، الاولى من بعبدا والثانية من اليرزة، حيث عقد اجتماعا تقنيا مع قائد الجيش العماد جوزاف هيكل، الذي سيكلف بوضع آلية وجدول واضح، لتسليم الصواريخ والمسيرات بالتنسيق مع حزب الله، على ان يكون اول كانون الاول موعدا نهائيا.

المصادر التي ابدت خشيتها من ان تكون الخطوة اللبنانية في اطار سياسة كسب الوقت، في ظل اقرار الجميع داخل لبنان وخارجه، بعدم قدرة السلطة اللبنانية على الوفاء بما تعهدت به، وتنفيذ اي برنامج قد تضعه، لسببين اساسيين:

  • الاول: عدم استعداد “اسرائيل” لتنفيذ الجزء المتعلق بها، خصوصا ان الورقة الاميركية تتحدث عن ان الخطوة الاولى يجب ان تكون لبنانية، خصوصا ان “تل ابيب ” غير مستعجلة لحسم الملف اللبناني، فهي تملك حزاما امنيا مع جنوب لبنان، ومنطقة فارغة من اي وجود لحزب الله بعمق 20 كيلومترا، هي جنوب الليطاني، وطالما انه يحظى بالغطاء الاميركي والدولي، للاستمرار بسياسته في استنزاف الحزب دون كلفة تذكر. وبالتالي فان موضوع اي حرب “اسرائيلية” جديدة امر مؤجل بحكم الامر الواقع، الذي تحكمه معادلة المناطق العازلة، التي بدأت “تل ابيب” بتنفيذها من الناقورة الى الحدود الاردنية، وصولا بعدها الى التنف. ليبقى السؤال الاساسي، هل تضغط اميركا فعليا على “اسرائيل” لاجبارها على تنفيذ الجزء الخاص بها من الاتفاق؟ الجواب وفقا للسوابق التاريخية غير مشجع.
  • الثاني: يرتبط بحزب الله، الذي اكدت قياداته وعلى رأسها امينه العام الشيخ نعيم قاسم، بان لا سلاح للتسليم، فكيف سيكون عليه الامر اليوم بعد الاحداث التي تشهدها السويداء، وموجة التسليح التي تشهدها المنطقة؟

عليه، تختم المصادر بان كل ما تقدم يبقى في باب الافتراض والحبر على الورق، ومزيدا من الكسب الوقت، ذلك ان تطبيقه وفقا للجدول المحدد اي قبل مطلع كانون الاول القادم، امر شبه مستحيل في ظل الاوضاع الاقليمية المشتعلة وخلط الاوراق الجاري من حول لبنان، وكذلك في ظل عدم حسم الملف الايراني، الذي يبدو انه وضع في الثلاجة، في ظل عدم الاستعجال الاميركي لبته راهنا بعد الضربات الاخيرة. فماذا ستكون التداعيات مع انتهاء فترة السماح التي اعطيت للبنان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى