لبنان

MEA لا تبرمج رحلات إضافية لـ”زيارة الأربعين”: ضغط سياحي أم أميركي؟

كتبت زينب حمود في الأخبار: 

قبل نحو ثلاثة أسابيع من موعد «زيارة الأربعين» التي تصادف في 15 آب المقبل، وتشهد تدفق آلاف الزوار اللبنانيين إلى العتبات المقدّسة في كربلاء، تواصل شركة «طيران الشرق الأوسط» (ميدل إيست) برنامج رحلاتها الطبيعي إلى العراق، خلافاً لما جرت عليه العادة في الأعوام السابقة، عندما كانت الشركة تعلن «حال طوارئ» قبل شهرين إلى ثلاثة أشهر من موعد الزيارة وتبرمج رحلات إضافية إلى مطار النجف لنقل آلاف الزوار.

ويثير هذا التأخير شكوكاً بأن تكون وراء هذا التأخير ضغوطات أميركية كتلك التي تُمارس لتفتيش الطائرات القادمة من العراق بحجة تهريب الأموال.

وتعزّز هذه الشكوك الشبهات التي أحاطت بأداء الـ «ميدل إيست» عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على إيران عندما علِق مئات اللبنانيين في العراق نتيجة تعثّر حركة الطيران، من دون أن تتخذ الشركة أي إجراء لإعادتهم، أسوة بالعالقين في الكويت الذين أمّنت عودتهم من مطار الكويت الذي لا يبعد كثيراً عن البصرة، أو العالقين في أربيل الذين طلبت منهم التوجّه برّاً إلى ديار بكر في تركيا لنقلهم من هناك إلى بيروت.

ورغم التأخر في برمجة رحلات إضافية، قالت مصادر الشركة لـ«الأخبار» إنّ زيادة الرحلات خلال زيارة الأربعين «أمر مؤكد، ولكن ليس بنفس معدل الرحلات في السنوات الماضية». وعزت ذلك إلى أسباب عدة، من بينها «تزامن المناسبة مع ذروة الموسم السياحي الصيفي في منتصف آب، إضافة إلى تعطّل طيارتين من أسطول الشركة لم نوفّق في استئجار اثنتين تحلان محلهما». وأوضحت أن هناك «5 آلاف مسافر يرغبون في زيارة العراق على لوائح الانتظار، عدا عن الأعداد التي سجلتها الحملات، وسنحاول تأمين سفر العدد الأكبر من هؤلاء، ولكننا لن نتمكن من تلبية جميع الطلبات».

وزاد الطين بلّة توقف شركة طيران «فلاي بغداد» عن العمل لإدراجها على لائحة العقوبات الأميركية، إذ «كانت الشركة تؤمن نقل حوالى ثلاثة أرباع زوار الأربعين»، بحسب مصدر في «حملة محبي أهل البيت».

توقف «فلاي بغداد» وغياب المنافسة أديا إلى رفع سعر تذكرة السفر على «الخطوط الجوية العراقية» إلى 515 دولاراً، بعدما افتتحت الموسم السنة الماضية بـ 380 دولاراً وأقفلته على سعر 430 دولاراً.

وبعيداً من الأسعار، هل «العراقية» خيار مناسب بديلاً من «ميدل إيست» لجميع الزوّار؟ وهل يمكنها أن تغطي غياب «الشرق الأوسط» لجهة القدرة الاستيعابية؟ الإجابة عن السؤالين هي «كلا»، بحسب ممثل اتحاد وكالات السياحة والسفر زياد العجوز، مشيراً إلى أن «أكثر من 1000 مسافر ينتظرون تسيير الميدل إيست لرحلات إضافية».

وإلى غلاء أسعار التذاكر، «ارتفعت بدلات المبيت في الفنادق القريبة من العتبات بنسبة 35%»، وفق صاحب «مكتب السبيل للسياحة والسفر» محمد الدقدوق.

وعليه تراوح كلفة زيارة الأربعين هذا العام بين 1000 و1700 دولار، ما أدّى إلى تراجع الإقبال، كما يلاحظ أصحاب مكاتب تواصلت معهم «الأخبار».

كما إنّ التحدي الأكبر، بحسب الدقدوق، هو «تريّث الزوار قبل الحجز نظراً إلى احتمال تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، ولا سيما من الجانب الإسرائيلي والجماعات التكفيرية عند الحدود السورية، واحتمال إغلاق المجال الجوي».

هذا التردد يلقي بظلاله حتى الآن على أزمة انكفاء «ميدل إيست» عن المشاركة في زيارة الأربعين حتى الآن. لكن «الكارثة الحقيقية»، إذا لم تسارع «ميدل إيست» أو «العراقية» إلى برمجة رحلات إضافية، ستظهر قبل أسبوع من موعد الزيارة عندما يتدفق الآلاف لطلب تذاكر السفر».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى