لبنان

7 نقاط في مذكّرة لبنان.. ماذا عن خصوصيةّ موقف الرئيس برّي اليوم؟

كتب محمد بلوط في الديار: 

عكس البيان المقتضب الذي صدر عن رئاسة الجمهورية بعد لقاء الرئيس جوزاف عون مع الموفد الاميركي توم باراك امس خلاصة موقف لبنان من ورقة الافكار الاميركية الاخيرة بشأن تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والقرار 1701 .

لكن العبارات التي تضمنها البيان غلب عليها الطابع العام والعمومي حرصا على سلامة عملية المفاوضات المستمرة والمرشحة ان تشهد جولات عديدة في المستقبل .

ويظهر بين سطور هذا البيان عناصر وثوابت الموقف اللبناني لا سيما من خلال التأكيد على “صون السيادة على الحدود الدولية كافة”.

وقبل الحديث عن رد لبنان وموقفه والنقاط التي يرتكز عليه مشروع المذكرة الذي تحدث عنه بيان قصر بعبدا، لا بد من تناول اجواء زيارة باراك الثالثة للبنان ونتائجها المحتملة .

تؤكد المعلومات التي تسربت عن اجتماعي الموفد الاميركي مع كل من الرئيسين عون ونواف سلام انه لم يحمل معه اي جديد في خصوص سعي الادارة الاميركية لانجاح تنفيذ اتفاق وقف النار الذي يعتبر اساس مهمته .

ويقول مصدر مطلع ان باراك، كما جاء في الزيارة السابقة، لم يحمل في زيارته اليوم اية ضمانات اميركية لالزام اسرائيل بتنفيذ الاتفاق المذكور والانسحاب من الاراضي المحتلة، لا بل انه قال علنا في مؤتمره الصحفي بعد لقاء رئيس الحكومة امس انه لا يعرف الضمانات التي يسأل عنها، مقدما تبريرا ضعيفا ومثيرا للسخرية بان اميركا لا تستطيع ان ترغم اسرائيل على القيام باي شيء، وانها “ليست هنا لكي ترغم اسرائيل على القيام باي شيء”.

ويسأل المصدر “من يصدق ان الادارة الاميركية عاجزة عن الضغط على اسرائيل لتأمين الضمانات للبنان؟”، مشيرا الى ان هذا الكلام يضعف موقعه كوسيط او راعي لتنفيذ الاتفاق، ويؤكد ان الجانب الاميركي يوجه كل الطلبات الى لبنان ويتواطأ مع العدو الاسرائيلي الذي يمارس الاعتداءات اليومية ويحتل ارضا لبنانية يضرب عرض الحائط كل الاتفاق .

وفي الوقت نفسه يعتبر المصدر ان اعلان باراك في مؤتمره عن “ان اتفاقية نزع سلاح حزب الله هي مسألة داخلية لبنانية للغاية” يحمل اكثر من تفسير. ووفق التفسير المباشر والايجابي فان هذا الكلام يعتبر اقرار صريحا وواضحا بان موضوع معالجة سلاح حزب الله متروك للحكومة والدولة اللبنانية، وبالتالي فان جدولة هذه العملية وحسمها بيدها ولا تخضع لروزنامة اخرى يضعها الموفد الاميركي او غيره .

اما من وجهة نظر اخرى فان كلام باراك هو كلام ديبلوماسي، باعتباره انه في لقاءاته تطرق ويتطرق اليوم الى اثارة ما سمي بالاطار الزمني لانهاء هذه العملية وحسمها، وبالتالي فان تاكيده على ان نزع السلاح شأن لبناني ياتي من باب تحميل السلطات اللبنانية مسؤولية هذا الموضوع .

ما هي نقاط وعناصر موقف لبنان؟

تحرص مصادر قصر بعبدا على الاكتفاء بالمعلومات الرسمية، لكنها تلفت الى ان المذكرة التي سلمها الرئيس عون للموفد الاميركي باسم الدولة اللبنانية “تضمنت النقاط الاساسية لموقف لبنان في شأن تنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701، والاجوبة على الملاحظات الاميركية حول كافة الامور المطروحة بشأن لبنان بما فيها الخطوات الاصلاحية المطلوبة”.

ووفقا لهذه الاوساط فان مشروع المذكرة اللبنانية ركز بشكل لا يقبل التأويل او الالتباس على التلازم بين مسألة بسط سلطة الدولة اللبنانية، والانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة ووقف كل اشكال الاعتداءات والانتهاكات للسيادة اللبنانية .

وتكشف مصادر مطلعة ان الرئيس عون شدد على ضرورة التزام اسرائيل ببنود اتفاق وقف النار ووقف اعتداءاتها والانسحاب من النقاط اللبنانية المحتلة، مجددا التاكيد وفق المعلومات الموثقة لدى اللجنة الخماسية برئاسة الجانب الاميركي ان لبنان نفذ التزاماته في جنوب الليطاني وانتشر الجيش اللبناني في المنطقة حتى الحدود، وان ما يعيق تنفيذ الاتفاق هو استمرار الاحتلال الاسرائيلي والاعتداءات اليومية على الجنوب .

وتقول المصادر ان مشروع المذكرة اللبنانية ينطلق من هذه الحقيقة للتاكيد على مطالب والتزامات لبنان التالية:

1ـ لبنان التزم باتفاق وقف النار، بينما ما تزال اسرائيل تواصل انتهاكاتها له على كل صعيد، وتحتل اراض حدودية لبنانية في الجنوب . وهذا يقضي باولوية العمل على التزام اسرائيل بالاتفاق المذكور والانسحاب واعادة الاسرى اللبنانيين.

2ـ ترجمة التعهد بمساعدة لبنان في اعادة اعمار ما هدمه العدو الاسرائيلي .

3ـ وقف الخروقات والاعتداءات والغارات الجوية الاسرائيلية التي ادت الى سقوط عدد كبير من الشهداء .

4ـ دعم الجيش اللبناني للقيام بمهامه ودوره، مع التأكيد على ما قام به وانجزه في الجنوب وخصوصا جنوبي منطقة الليطاني.

5ـ التزام لبنان باستكمال انتشار الجيش اللبناني في جنوبي الليطاني حتى الحدود، وعدم وجود اي سلاح غير سلاح القوى العسكرية والامنية الشرعية للدولة في هذه المنطقة .

6ـ التأكيد على ما ورد في خطاب القسم لرئيس الجمهورية وفي البيان الوزاري لجهة حصر السلاح بيد الدولة، وان تكون مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية اللبنانية .

7ـ استكمال الاصلاحات الاقتصادية والمالية التي بدأتها الحكومة بالتعاون مع المجلس النيابي .

واليوم يستقبل الرئيس نبيه بري الموفد الاميركي للبحث في كل ما يتصل بالمستجدات المتعلقة بمهمته والعمل على تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار.

وقال مصدر نيابي مطلع ان ليس هناك اختلافا في الموقف بين الرؤساء الثلاثة لكن هناك خصوصية في موقف الرئيس بري لاسباب عديدة ابرزها تواصله وعلاقته المميزة مع حزب الله، وما يمثله بصفته السياسية لا سيما للجنوب، وكذلك بصفته رئيسا للسلطة التشريعية.

ويضيف المصدر لذلك سيكون للرئيس بري مع الموفد الاميركي موقف مميز وله خصوصيته يرتكز بالدرجة الاولى على الاتي:

1 – الاولوية للمباشرة والتركيز من الجانب الاميركي على ممارسة الضغط على العدو الاسرائيلي للالتزام باتفاق وقف اطلاق النار ووقف عدوانه والانسحاب من الاراضي المحتلة واعادة الاسرى .

2ـ منذ الاتفاق المذكور لم يطلق لبنان طلقة واحدة على العدو الاسرائيلي، ونفذ ما هو مطلوب منه بانتشار الجيش جنوبي الليطاني وحصر السلاح بيده والقوى الامنية للدولة. لذلك فان الجهود يجب ان تنصب على اسرائيل للالتزام بالاتفاق وان تفعل اللجنة الخماسية .

3 – المباشرة فورا لتقديم المساعدات الدولية للبنان من اجل البدء بعملية اعادة الاعمار في الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت والاماكن التي تضررت من العدوان الاسرائيلي .

ويكشف المصدر النيابي عن ان جزءا من جواب وموقف الرئيس بري قد وصل الى الموفد اللاميركي قبل مجيئه لبيروت بايام وهو يتعلق بموضوع سلاح المقاومة وحزب الله شمالي الليطاني والذي لا يدخل في روزنامة المرحلة الراهنة طالما انه ما زال الاحتلال الاسرائيلي قائما والعدوان مستمرا، عدا عن انه خاضع للبحث في مرحلة اخرى بعد تنفيذ اسرائيل بنود اتفاق وقف النار في اطار استراتيجية الامن الوطني للبلاد .

وفي الخلاصة يقول مصدر سياسي مطلع ان زيارة بارك الثالثة “مش ثابتة”، وهي زيارة غير حاسمة، وان جولات جديدة ينتظر ان يقوم بها خلال هذا الصيف. لكن السؤال الاساسي المطروح، ماذا فعل باراك مع “اسرائيل” لانتزاع مطلب واحد منها يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى