لبنان

المساعدات الداخلة… ربع ما يحتاج إليه القطاع فقط!

غزة- الأخبار:

لا تزال الوقائع على الأرض تكذّب سيل التصريحات التي خرجت على ألسنة قادة الاحتلال وبعض الدول الغربية والعربية، حول دخول المساعدات إلى غزة للتخفيف من حدّة المجاعة. ذلك أن الإعلان المذكور يصطدم بأرقام تشير إلى عبور عدد قليل من شاحنات المساعدات إلى القطاع، في ظلّ الحاجة إلى كميات كبيرة منها لسدّ رمق الجوعى؛ علماً أن 133 فلسطينيّاً، من بينهم 87 طفلاً، قضوا جوعاً، وفقاً لأرقام وزارة الصحة في غزة.

وما دخل فعليّاً إلى القطاع، أول من أمس، لم يتجاوز الـ78 شاحنة، عبر معبر “كرم أبو سالم”، 36 منها لـ”برنامج الأغذية العالمي”، و6 شاحنات محمّلة بحليب الأطفال والحفاضات، و5 لـ”المطبخ العالمي”، إضافة إلى 47 شاحنة دخلت من “زيكيم”، 20 منها محمّلة بالطحين، و11 لـ”المطبخ العالمي”، بحسب ما أفادت به مصادر أمميّة تحدّثت إلى “الأخبار”.

وقالت المصادر: “كان مقرّراً دخول 200 شاحنة، أمس، من خلال معبر كرم أبو سالم، عن طريق الهلال الأحمر المصري، وإيصالها إلى اللجنة المصرية في خانيونس، في ظل توقّعات بدخول 105 شاحنات للأمم المتحدة، اليوم الإثنين”. كما من المقرّر أن تدخل 27 شاحنة، مقدّمة من الإمارات، تحمل أدوات لوجستية لإصلاح خط المياه الواصل من مصر إلى رفح، إضافة إلى 18 شاحنة وقود تحتوي على 600 ألف ليتر سمحت إسرائيل بإدخالها، على أن توزّع بحسب الاستجابة العاجلة، وفق تقدير الأمم المتحدة، وعبر وزارة الصحة والدفاع المدني ومصلحة المياه في غزة، تبعاً للمصادر.

لكنّ إسرائيل لا تزال ترفض، إلى الآن، إدخال غاز الطهو، الذي توقّف دخوله بشكل كامل اعتباراً من الثاني من آذار الماضي. وفي ما يخصّ التنسيق مع التجار، لا يزال الاحتلال يفرض قيوداً مشدّدة عليهم، ويرفض السماح لهم بإدخال بضائع من شأنها تخفيف حدّة المجاعة في غزة. ولا يتجاوز مجمل ما دخل إلى غزة، الـ300 شاحنة، أو ربع الكمية التي يحتاج إليها القطاع بشكل يومي لتحقيق الأمن الغذائي، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وقال المدير العام للمكتب الإعلامي، إسماعيل الثوابتة، لـ”الأخبار”، إن “غزة تحتاج فعليّاً إلى ألف شاحنة، يوميّاً، موزّعة ما بين مساعدات غذائية وطبية وخدماتية، إلى جانب احتياجها من الوقود”، لافتاً إلى أن “احتياجات القطاع أسبوعيّاً من الدقيق، تقترب من الـ400 ألف كيس، وما دخل لا يتجاوز الـ50 ألفاً منها”.

وعلى الرغم من الإعلان الإسرائيلي عن هدنة إنسانية في غزة أثناء توزيع المساعدات، فإن الاحتلال رفض تقديم ضمانات بعدم الاستهداف. وأعلن التجمّع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية في غزة، اتّخاذه إجراءات تتعلّق ببدء تأمين المساعدات في المنطقة الشمالية، وصولاً إلى إدخالها إلى مخازن المؤسسات الدولية. وقال رئيس التجمّع، علاء الدين العكلوك، في حديث إلى “الأخبار”، إن “هناك ترتيبات لاستكمال عملية التأمين أيضاً في منطقتَي وسط وجنوب غزة، على رغم عمليات الاستهداف الإسرائيلية، وعدم وجود ضمانات بعدم استهدافها”. وكانت قوات الاحتلال استهدفت بشكل مباشر عدداً من المواطنين في المناطق الخاضعة لهدنة إنسانية.

كذلك، لا تزال إسرائيل تصرّ على منع “الأونروا” من القيام بمهامّها لجهة تسلّم المواد الغذائية التي قالت إنها تمتلك منها ما يكفي لثلاثة أشهر كاملة، فيما علمت “الأخبار” أن الاحتلال أتلف نحو 10 آلاف طن من المساعدات التابعة للوكالة الأممية، عند معبر رفح، بحجّة انتهاء مدّة صلاحيتها. أيضاً، أعلنت قوات الاحتلال سماحها بإسقاط مساعدات من الجوّ، وأن دولاً مثل الإمارات والأردن ستبدأ في إنزالها، وهو ما ردّت عليه العشائر الفلسطينية، بالقول: “يكفينا ما يسقطه الاحتلال فوق رؤوسنا من قنابل”، بحسب بيان صادر عنها. وتسبّبت هذه المساعدات بإصابات مباشرة وبالغة، بعد سقوطها على خيمة في منطقة الكرامة شمال قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى