“فايننشال تايمز”: أوروبا لا تستطيع خوض حرب تجارية مع واشنطن لأنها غير موحدة

رأت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، في تقرير نشرته الخميس، أنّ “أوروبا دخلت الصيف، واحتمال انفصال عبر الأطلسي يلوح في الأفق، بينما لا تزال مستقبلات أوكرانيا وحلف الناتو والتجارة غير مؤكدة”.
وفي التفاصيل، ذكرت الصحيفة أن “أوروبا اضطرت، لإرضاء غرائز دونالد ترامب، للرضوخ، ودفع ما لا يقل عن 3 أمور”.
الأولى، بحسب التقرير، كانت الدفع لحلف “الناتو”، حيث تعهدت بمئات المليارات، لإنفاق إضافي على الدفاع والأمن.
ثم لأوكرانيا، حيث التزمت بدفع ثمن الأسلحة التي تحتاجها الولايات المتحدة.
والثالثة، كانت هذا الأسبوع في مجال التجارة، حيث سمحت للولايات المتحدة، بمضاعفة الرسوم الجمركية من جانب واحد، على الرغم من الوعود الأوروبية بشراء أكثر من 1.3 تريليون دولار من الطاقة والأسلحة الأميركية، واستثمارات على الأراضي الأميركية.
واستناداً إلى ذلك، اعتبرت “فايننشال تايمز”، أن أكبر تكتل للتجارة الحرة متعددة الأطراف في العالم، فشل في الدفاع عن التجارة.
كذلك، أشار التقرير، إلى أنّ الدول الأوروبية، لا تستطيع خوض حرب تجارية مع الولايات المتحدة، لأنها منقسمة، حيث أنها تفتقر مجتمعةً إلى القوة الاقتصادية، والقوة العسكرية، والرؤية العالمية المشتركة، للدفاع جماعياً عن القيم والمصالح المشتركة.
وتابع: “لا تستطيع أوروبا استغلال فنّ صفقة ترامب التجارية، الذي يمزج الجغرافيا السياسية، والقوة الصلبة، والأنا، في العملية التكنوقراطية، التي صُمّم الاتحاد الأوروبي من أجلها”، مشيراً إلى أن “أميركا كانت تعلم ذلك، وبقية العالم يدركه الآن”، ومعتبراً أن “راحة أوروبا وُلدت من عجزها، وصُنعت من إذلالها”.
وحمل التقرير سؤالاً إذا ما كان الاسترضاء القسري سيدفع أوروبا أخيراً، إلى اعتبار نفسها قوة جيوسياسية، أم أنه سيُرسّخ الانقسام والتبعية الأوروبية.
وفي الإجابة على هذا السؤال، قال إن المؤشرات ليست واعدة جداً، مضيفاً أن “الدول الأوروبية ملتزمة بزيادة إنفاقها على الدفاع والأمن، لكن تحفيز المشتريات الوطنية المشتركة هو أقصى ما يمكن أن تحصل عليه، وفي غضون ذلك، وبعد 3 سنوات ونصف من الحرب، لا تزال أوروبا عاجزة عن إنتاج الأسلحة الضرورية لأوكرانيا”.
ولفتت “فايننشال تايمز”، إلى أن تعزيز السوق الداخلية الأوروبية، كقوة جيوسياسية جاذبة في قطاعات الطاقة والدفاع والاتصالات والمالية، لا يحظى بتأييد سياسي يُذكر، على الرغم من أنه حظي بتأييد قوي في تقارير مؤثرة.
وفي الختام، استشهد التقرير بحديث لأحد الآباء المؤسسين للاتحاد الأوروبي، وهو جان مونيه، حيث قال إنّ “أوروبا ستُشكل في الأزمات، وستكون خلاصة الحلول المُتبناة لتلك الأزمات”، مضيفاً عليه قول بول هنري سباك، أحد مؤسسي التكتل، إن “هناك نوعان فقط من الدول في أوروبا: دول صغيرة، ودول صغيرة لم تُدرك بعد أنها صغيرة”.
واستخلص أنه “لكي تنتهي معاناة أوروبا، يجب على دولها الرائدة أن تتذكر سباك وتُعيد تعلّم دروس مونيه”.
يُذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن، قبل أيام، عن اتفاق تجاري جديد مع أوروبا، يتضمّن فرض رسوم جمركية بنسبة 15%، وشراء كميات كبيرة من الطاقة والعتاد الأميركي، واستثمارات أوروبية بقيمة 600 مليار دولار داخل الولايات المتحدة.