نيويورك تايمز: ترامب وجه سراً باستخدام القوة ضد عصابات المخدرات

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلا عن مسؤولين أميركيين مطلعين قولهم، إن الرئيس دونالد ترامب وقّع سراً توجيهاً لوزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” لبدء استخدام القوة العسكرية ضد بعض عصابات المخدرات في أميركا اللاتينية، بعد أن صنفتها إدارته كـ”منظمات إرهابية أجنبية”.
ويُعد القرار الذي يمنح الجيش الأميركي تفويضاً رسمياً لتنفيذ عمليات عسكرية مباشرة في البحر وعلى الأراضي الأجنبية ضد هذه العصابات، الخطوة الأبرز حتى الآن ضمن حملة الإدارة الأميركية المتصاعدة للحد من تهريب “الفنتانيل” وغيره من المخدرات. وبدأت قيادات عسكرية أميركية بالفعل في إعداد خيارات ميدانية لملاحقة هذه الجماعات، بحسب مصادر “نيويورك تايمز”.
لكن الخطوة أثارت تساؤلات قانونية بشأن ما إذا كانت عمليات الجيش الأميركي قد تُعتبر “قتلًا خارج إطار أي نزاع مسلح مُصرّح به من الكونغرس”، خاصة في حال استهداف مدنيين أو مشتبه بهم جنائياً لا يشكلون تهديداً وشيكاً على واشنطن. ولم يتضح بعد موقف المستشارين القانونيين في البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية حول هذه النقطة، أو ما إذا كانت وزارة العدل قد أصدرت رأياً قانونياً بهذا الشأن.
وكان ترامب قد عزز منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) إجراءات مكافحة التهريب على أنواعه، فأمر وزارة الخارجية بتصنيف عصابات المخدرات كـ”منظمات إرهابية”، ونشر قوات الحرس الوطني وقوات أخرى على الحدود الجنوبية الغربية للبلاد. وفي فبراير (شباط) الماضي، صنّفت الخارجية الأميركية عصابتي “ترين دي أراغوا” و”مارا سالفاتروتشا”(MS-13) وجماعات أخرى كـ”منظمات إرهابية”، معتبرة أنها تشكل “تهديداً للأمن القومي يتجاوز الجريمة المنظمة التقليدية”.
وقبل أسبوعين، أدرجت الإدارة الأميركية عصابة “دي لوس سولس” الفنزويلية على قائمة الإرهاب، متهمة الرئيس نيكولاس مادورو ومسؤولين بارزين بقيادتها. ويوم الخميس، أعلنت وزارتا العدل والخارجية الأميركيتان مضاعفة المكافأة إلى 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال مادورو، الذي تتهمه واشنطن بالضلوع في تهريب المخدرات، مؤكدة أنه “لن يفلت من العدالة”.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، في بيان أن “الأولوية القصوى للرئيس ترامب هي حماية الوطن”، مضيفة أن تصنيف هذه العصابات كمنظمات إرهابية “خطوة جريئة لحماية أمن الأميركيين”.