جابر: نحاول بناء الدولة ولكن هل سيسمح لنا العدو بذلك؟

رعى وزير المالية ياسين جابر حفل اطلاق كتاب “النبطية قبل وبعد العدوان والتراث المعماري المفقود” للباحث علي حسين مزرعاني، الذي اقيم في مركز كامل يوسف جابر الثقافي في النبطية.
وقال وزير المالية: “نحن في الحكومة نعمل على اعادة العافية الى هذه الدولة، وبالنظر الى السنوات الماضية، لا أعتقد ان هناك دولة في العالم- وهذا ما نثيره دائما مع الوفود التي تأتي لزيارة لبنان- تعرضت لما تعرض له لبنان، فمن الانهيار المالي عام 2019، زلزال كبير أطاح بأموال المودعين واصحاب اموال طائلة اصبحوا بعيشون على فتات 300/400 دولار شهريا، ثم في العام 2020 انفجار نصف نووي دمر قسما كبيرا من مدينة بيروت ودمر المرفأ وسقط فيه شهداء وضحايا وما زالت هذه القضية اليوم عالقة. عام 2021 الكورونا وما تلاها من اقفال المرفأ والمطار وكل البلد تعطل، وفي نهاية 2022 حصل الفراغ الرئاسي وحكومة تصريف اعمال وشلل سياسي في البلد، وفي عام 2023 حرب ما زلنا نعيش آثارها حتى اليوم، كل ذلك تعرض له هذا البلد وطبعا تحمله وقاوم قدر الامكان الشعب اللبناني”.
اضاف: “اليوم أعتقد أنه حان الوقت لكي نعيد بناء المؤسسات، وأقول صراحة، ان ما اكتشفته خلال تسلمي وزارة المالية هو حجم الاذى اللاحق بالادارات العامة في لبنان وبالمؤسسات الرسمية، والذي لا يعلمه الكثير من اللبنانيين، فخلال السنوات الست او السبع الماضية، تراجعت امورنا بشكل كبير ولدينا مهمة كبيرة تتمثل بإعادة بناء هذه المؤسسات والادارات كي يعود لبنان لما كان عليه، إذ يملك ثروة بشرية هائلة، والاف الشباب المتعلم من أصحاب الاختصاصات في الخارج، وقد حان الوقت لنفتح لهم مجالات في بلدهم. ونتمنى ان نقوم بما علينا لنقل الحداثة الى ادارتنا بعد أن نقلت العالم في مكان آخر، ونحن بقينا متأخرين بسبب الظروف الصعبة التي مررنا بها” .
وتابع: “تحية لشهداء النبطية ولكل الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان الاسرائيلي في هذه الفترة وفي الفترات السابقة والعدوان مستمر، للاسف. وأجدد قولي بأننا نحاول بناء الدولة ولكن هل سيسمحون لنا بذلك؟ هذا العدو الاسرائيلي المستمر في عدوانه، هل سيتركنا نعمل؟ مثال على ذلك ما حصل في عيد الاضحى المبارك عندما تمت الاستعدادات لاستقبال السياح وجهزنا المطار وغيره، واذ بالعدو الاسرائيلي ينفذ قبل اربعة أيام من العيد 20 غارة جوية على الضاحية الجنوبية من دون سبب، إلا تعطيل هذه الحركة الاقتصادية في هذه المناسبة. ان هذا العدو مستمر في غيه، ونأمل أن نتمكن من الوصول الى حلول تضع حدا لهذا الاجرام. عندما نشاهد ما يحصل في غزة وغيرها، نستغرب كيف يسمح هذا العالم بحصول المجازر التي تنقل مباشرة عبر شاشات التلفزة. للاسف الشديد هذا ما وصل اليه العالم، ولكن صمودنا مستمر بإذن الله”.
وقال: “بالعودة الى مناسبتنا اليوم، أقول ان علي مزرعاني هو هدية دير سريان للنبطية، فشكرا لبلدتك الام دير سريان. لقد ترافقت معك منذ ثلاثين عاما مع دخولي الحياة السياسية، وانا اراك تلتقط الصور وتحفظ الارشيف وتنشر الكتب، وتعود لتعرفنا على حياة اجدادنا وآبائنا، ومستمر بهذه الرسالة التي نذرت نفسك لها، ألف شكر لك. واليوم بإصدارك الجديد تعود لتذكرنا ايضا بما فقدناه من ابنية تراثية وسوق خلال العدوان الاسرائيلي الذي دمرت غاراته الجوية كل شيء”.