هذه كواليس لقاءات لاريجاني بعون وسلام.. وبري مرتاح لنتائج الزيارة

كتبت الجمهورية:
غادر الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبنان، وظلت زيارته ومضامينها محور تفاعل سلبي وإيجابي في كل الأوساط السياسية. ونقل قريبون من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ»الجمهورية» ارتياحه الكبير إلى حصيلة اجتماعه مع المسؤول الإيراني. وأشار هؤلاء إلى انّ لاريجاني أبلغ إلى بري «انّ إيران لا تريد أن تتدخّل في شؤون لبنان، لكن رأينا أن لا تتخّلوا عن مقاومتكم لانّها عنصر قوة لكم».
كذلك دعا لاريجاني خلال لقائه بري إلى «ان يخفف اللبنانيون من خلافاتهم قدر الإمكان لأنّها تفيد عدوهم بينما وحدتهم تحصّنهم ضدّه».
وخلافاً لكل ما أشيع من أجواء سلبية عن زيارة لاريجاني، قالت مصادر إطلعت على ما دار في لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة لـ«الجمهورية»، إنّ أجواء هذه اللقاءات لم يتخلّلها أي تشنج بالحجم الذي أشاعه البعض. واكّدت انّ المسؤولين اللبنانيين عبّروا عن آرائهم حول التطورات الجارية والظروف التي أملت اتخاذ القرار الحكومي في شأن حصرية السلاح بيد الدولة، وفي المقابل أبلغ المسؤول الإيراني اليهم موقف بلاده الرسمي في هذا الصدد، خصوصاً عندما فاتحه بعض المسؤولين في المواقف الإيرانية التي سبقت وصوله ورفضت قرار نزع سلاح «حزب الله»، فقال إنّه زار لبنان لنقل الموقف الرسمي الإيراني من هذا الأمر، وهو «أنّ إيران ترى أنّ المقاومة حققت للبنان مكتسبات وينبغي الحفاظ عليها، خصوصاً في ظل التطورات الإقليمية الجارية والتغول الإسرائيلي وعدم صدقية الولايات المتحدة الأميركية في دورها، حيث أنّها منحازة كلياً لإسرائيل، وأنّ الأخيرة تخوض الحروب في المنطقة لمصلحة الادارة الإميركية». واضاف: «خلافاً لما سمعتم من مواقف، إنني هنا لأعبّر عن الموقف الرسمي الإيراني، وهو أنّ إيران لا تتدخّل في أي شيء يتفق عليه اللبنانيون، فهي تؤيّد المقاومة وتعتبرها قوة للبنان، ولكنها لا تتدخّل في ما تتفق عليه الحكومة اللبنانية مع المقاومة».
وذكرت المصادر «انّ لاريجاني سمع من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون شرحاً لحجم الضغوط التي يتعّرض لها لبنان، ورافقت اتخاذ القرار بحصرية السلاح بيد الدولة، مؤكّداً حرصه على الحوار مع الجميع لإيجاد المخرج اللازم لهذا الموضوع. ودعا إيران التعامل مع لبنان من دولة إلى دولة، وأبدى ارتياحه إلى ما عبّر عنه ضيفه الإيراني، حيث تبادل الآراء معه «بطريقة هادئة وانسيابية، لينتهى اللقاء بينهما بتأكيد لاريجاني استعداد بلاده لدعم لبنان في كل المجالات».
أضافت المصادر أنّ اللقاء بين سلام ولاريجاني ساده بعض الفتور، لكن لقاء الأخير مع بري «كان حميماً»، حيث أشاد بـ«دور رئيس المجلس المحوري والحكيم في هذه المرحلة الحساسة»، مشدداً على «ضرورة المحافظة على وحدة الموقف الشيعي، لأنّه قوة للبنان مثلما هي المقاومة قوة للبنان، فإذا ضعفت ضعف لبنان».