الصحة

البزري: تم احتواء انتشار وباء الكوليرا في لبنان

قال النائب في البرلمان اللبناني عبد الرحمن البزري وهو اختصاصي أمراض معدية، إنه يمكن القول إلى حد كبير أنه تم احتواء انتشار وباء الكوليرا في لبنان ولكن تبقى موجودة ولو بنسبة قليلة.

وأضاف البزري في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، أنه “تم احتواء وباء الكوليرا في لبنان وبقي محصورًا في مناطق صغيرة، ونسبة الإصابات الجديدة انخفضت ونسبة الوفيات تقريبًا شبه انعدمت وكذلك نسبة الدخول إلى المستشفيات انخفضت كثيرًا”.

ورجّح الأسباب إلى “التنسيق الحاصل بين مختلف إدارات الدولة من أجل تأمين الطاقة الكهربائية للصرف الصحي أو للمياه وغيرها، والإجراءات التي قامت بها وزارة الصحة وتحرك المجتمع الدولي لأنه بالأساس كان هو المسؤول عن دخول الكوليرا إلى لبنان نتيجة إهماله لواقع الكوليرا في سوريا”.

ولفت البزري إلى أن “الكل يعلم أن الكوليرا كانت موجودة في سوريا والمجتمع الدولي لم يتحرك كثيرًا، ومن ثم تدخل بسرعة للمساعدة في عمليات المياه وتنقيتها وتنظيف الصرف الصحي وتحسين واقع المخيمات التي تضم لاجئين سوريين إضافة إلى اللقاحات التي أتت إلى لبنان والتي تعطى في المناطق المنتشرة فيها الكوليرا”، مشيرًا إلى أن الكوليرا موجودة في جزء من البقاع وجزء من الشمال خصوصًا بمحاذاة الحدود السورية أو المناطق التي فيها كثافات سكانية سورية أو كثافات لبنانية مخطلتة بالسوريين، أما في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فلا يوجد مشكلة كوليرا.

وعن واقع القطاع الصحي في لبنان، اعتبر البزري أن “القطاع الصحي في لبنان معظمه خاص، 85% من الطاقة الاستشفائية في لبنان طاقة خاصة، مستشفيات ومراكز طبية خاصة وغيره، لذلك عندما يتدهور الوضع المالي والاقتصادي يتأثر القطاع الصحي في لبنان أكثر لأنه قطاع موجود ويقدم خدمات طبية عالية الجودة ولكنها مرتبطة بالربح أيضًا، لذلك عندما يتراجع الوضع الاقتصادي يتأثر هذا القطاع أكثر”.

ورأى البزري أن “المريض يعاني لأن قدرته على الدفع وشراء الأدوية والاستشفاء انخفضت كثيرًا والمستشفيات تعاني لأن كلفة الإدارة والدواء ارتفعت والدولة تعاني لأن كل الجهات الضامنة سواء كانت وزارة صحة أو ضمان أو صناديق أخرى نسبة تغطيتها لم يعد لها قيمة”، مشيرًا إلى أن “اليوم القطاع الصحي في لبنان في وضع لا يحسد عليه وهو مرتبط بالدرجة الأولى بالانهيار الاقتصادي والمالي ومرتبط بالدرجة الثانية بتراجع الإدارة للدولة مما انعكس عليها تراجع في إدارة القطاع الصحي”.

وأضاف: “كنا نفتخر بأنه لدينا أفضل استشفاء وتدخلات طبية ولكن لم يكن لدينا رعاية صحية أولية جيدة، الاستشفاء أصبح مرتفع التكاليف والمعالجة مكلفة والرعاية الصحية الأولية لم ننشطها وهنالك خطر جدي لأن هناك قسم كبير من أطفالنا غير ملقحين باللقاحات الضرورية”.

أما على صعيد هجرة الطاقم الطبي إلى الخارج، فرأى البزري أن “أي هجرة للخارج سواء طبية أو غير طبية مرتبطة بالواقع السياسي والمعيشي والأمني، في لبنان الأمن ليس سيء إلى حد معين، الوضع الاقتصادي سيء جدًا، وهناك انسداد في الواقع السياسي ولا يوجد علامات أفق بحل سياسي جدي طالما أن هناك طبقة سياسية تدير شؤون البلد وهي نفسها التي سببت بخرابه، لذلك اليوم لا يوجد ما يشجع خاصة الأجيال الصاعدة أو الذي يريد إعالة عائلته بالبقاء في لبنان، من هنا انعكس على القطاع الصحي”، لافتًا إلى أن “الهجرة كانت كبيرة على مستوى الأطباء والممرضين والمسعفين والتقنيين والإداريين، واليوم بدأنا نلمس علامات استقرار لأن الواقع المالي أصلح نفسه بالنسبة للأطباء والممرضين وغيرهم في بعض المستشفيات وليس جميعها، وبدأنا نرى أن بعض من اختبر الهجرة في الخارج لم يرتاحوا لها وقسم منهم بدأ يفكر بالعودة ولكن بشكل عام لا زال الخروج والنزف أكثر من العودة”.

Sputnik News

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى