لبنان

الرسالة الأميركية للبنانيين: “كرة الحل عندكم”.. والرئيس بري “لا تقدم”

كتب رضوان عقيل في النهار: 

وصلت الرسالة الاخيرة للموفدين الاميركيين توم براك ومورغان اورتاغوس الى المعنيين في لبنان: ان كرة نار سلاح “حزب الله” أصبحت عندكم وان مهمة الادارة الاميركية تنتهي عند هذه الحدود مع معرفتها المسبقة ان تطبيق ورقة الحكومة خطوة صعبة وتعترضها جملة من التعقيدات والحواجز. وفي انتظار تبيان حقيقة الموقف اللبناني الرسمي للمحطة الاميركية امس يخرج الرئيس نبيه بري بعدم حصول ” تقدم” مع براك حيث لم يأت من تل ابيب باجوبة مطمئنة ” بحسب ما تبلغت منه في زيارته ما قبل الاخيرة”. ويعلق بري بان اسرائيل لم تقدم اي خطوة لا بعدم التزامها اتفاق وقف اطلاق النار ولا انسحابها من النقاط ال 5. واضافة الى التهديدات الاسرائيلية لم يلمس بري بعد رؤية لبنانية موحدة في وجه التحديات الاسرائيلية “ومشكلتنا داخلية ايضا”.

ويبقى اهم ما تردد من تصريحات هو ما ورد لاورتاغوس “حان وقت الافعال” وان ادارتها قدمت وقالت ما عندها حيال رؤيتها لمستقبل علاقة لبنان مع اسرائيل وترسيمها “بعد نزع سلاح الحزب”. ويظهر في خضم مهمة الوفد الاميركي انه لا مفر في نهاية المطاف امام لبنان الا فتح قناة تواصل مباشر مع اسرائيل تقوم على التطبيع والوصول الى السلام ولو في السنوات المقبلة. وفي وقت لم يبد اي مسؤول لبناني توجها الى مثل هذا الخيار لكن مقاربة “حزب الله” على ضوء هذا الكلام من الوفد الاميركي الموسع ستزيد من تمسكه بثوابته حيال السلاح وتصديه لاسرائيل. ويأتي الكلام الاميركي بالدعوة الى لبنان نحو اسرائيل بكلام مباشر تماشيا المؤيدين لهذا الطرح الذين يعتبرون ان الملفات العالقة بين الجهتين لا يجب ان تبقى معلقة على شريط طويل من الخلافات يمتد منذ العام 1948 ولم يعد ينفع حلها بالواسطة مع اشارة من براك الى ان النظام الجديد في سوريا لا يشكل خطرا على لبنان مع ملاحظة استمراره في مغازلته الشيعة حيث تطمح ادارته ان لا تكون سياساتهم امتدادا لايران وخدمة مصالحها واستغلالها لهم في ملفها النووي وحضورها في الاقليم بعد تقهقرها في سوريا. وانه بعد سحب سلاح الحزب يمكن لمكونه وانصاره ممارسة حياتهم السياسية مثل بقية الافرقاء مع رفض الاميركيين مواصلة طهران “استخدام” هذا المكون في مشروعها في وقت لا يعارض فيه البيت الابيض معاودة الاتصالات مع الايرانيين. وجرى التوقف عند دعم واشنطن للتعددية في لبنان والمنطقة وهذا ما عكسه عنده السناتور غراهام وهو انجيلي ويكرر دفاعه عن المسيحيين في الشرق الاوسط، ولا سيما بعد التجارب المرة لهم في العراق وسوريا حيث لا يريد تكرار هذا المشهد في لبنان بحسب مصادر ديبلوماسية غربية مع سعي اميركي لتعاون كل المكونات اللبنانية وعيشهم تحت مظلة الدولة. وتتوقف المصادر عند انضمام السناتورين جين شاهين (اظهرت ليونة امام بري) وغراهام وعضو الكونغرس جو ويلسون الى الوفد في دلالة على اهتمام اميركي حيال لبنان وحصر كل سلاح لحزب والفصائل الفلسطينية تحت مظلة الدولة مع التذكير ان الثلاثة الاخرين هم من كبار المؤثرين في عملية تخصيص لبنان بالمساعدات المالية والجيش. ومن هنا تنتظر الادارة الاميركية اقدام الجيش اللبناني على وضع خطته وعرضها على طاولة الحكومة والموافقة عليها لتأخذ طريقها الى التطبيق. وتتوقف المصادر عند قبول نتنياهو بالتعاطي مع لبنان على قاعدة “خطوة مقابل خطوة”. وان براك واورتاغوس انتزعا منه هذا الموقف، ولا سيما ان حال لبنان وما خلفته عليه الحرب هو في موقع الخاسر. وعن تخصيص براك للمرة الثانية في خطابه الشيعة فانه “يأتي بهدف طمأنتهم وان المسؤولين في اسرائيل وسوريا لديهم الكثير من المشكلات التي لا تمكنهم من التدخل في لبنان في حال انتظمت فيه الامور واصبحت المهمة الامنية تحت سلطة الجيش”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى