تناغُم بين باريس والرياض حول الملف اللبناني..

كتب وجدي العريضي في النهار:
تستحوذ زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، باهتمام خاص في هذه المرحلة ، واللافت أنها تأتي بعد وصوله قادما من المملكة العربية السعودية، لما لذلك من دلالة وأهمية، بحيث علمت “النهار” من مصادر ديبلوماسية مقربة من الرياض، بأنه ثمة دعما سعوديا للبنان سيتفاعل في المرحلة القادمة بعد قرار مجلس الوزراء في الخامس من أب الماضي، أي حصرية السلاح، ناهيك عن مسألة أخرى تتمثل بكلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مجلس الشورى السعودي، حيث أكد دعم المملكة للبنان واستقراره وازدهاره. وبحث لودريان مع الموفد السعودي والمسؤول عن الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان، بكل تفاصيل الوضع اللبناني من جوانبه كافة وتحديدا التحضير للمؤتمرات الثلاثة التي تلعب فرنسا دورا أساسيا فيها وبالتنسيق والتماهي مع الرياض، إذ سبق لهما أن التقيا مرارا ما بين المملكة وفرنسا وبمشاركة وحضور السفير السعودي وليد بخاري، والمسؤول السابق عن الملف اللبناني نزار العلولا.
وتناول اللقاء بين بن فرحان و لودريان سبل دعم المملكة للبنان وما يتم التحضير له من مسيرة الاعمار والدول المانحة ودعم الجيش والذي يحظى بأهمية خاصة خليجيا وعربيا ودوليا، لما تشكل المؤسسة العسكرية من ضمانة للسلم الأهلي، حيث ثمة مهمات كبيرة ملقاة على عاتقها، وعلم من مصادر موثوقة أيضا، بأن لودريان وصل إلى بيروت مرتاحا لما سمعه في المملكة من مشاركتها في مؤتمر الدول المانحة وارتياحها للخطوات التي تمت في لبنان لاسيما موضوع حصرية السلاح.
وينقل عن المصادر المقربة من المملكة، بأنها قد تعيد تفعيل الـ 22 اتفاقاً ما بين لبنان والسعودية، وبمعنى أن ثمة سلسلة خطوات سعودية ستظهر تباعاً في المرحلة المقبلة.
رئيس لجنة العلاقات البرلمانية اللبنانية-الفرنسية النائب سيمون أبي رميا قال لـ”النهار”، أن معطياته تشير الى أن الموفد الفرنسي سيعود إلى لبنان بعد أسبوعين أو أكثر وسيمكث لفترة طويلة، ما يعني ان الدور الفرنسي آخذ بالتفاعل، ومعطياته في الوقت عينه كانت تشير إلى أن الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان كان سيأتي مع لودريان إلى العاصمة اللبنانية ، وثمة تواصل وتناغم وتنسيق بين المملكة وفرنسا حول الملف اللبناني على كل المستويات، وتعمل باريس لدفع السعودية في موضوع إعادة الإعمار، وثمة مساع لفصله عن مسألة السلاح، إلى ارتياح سعودي لقرار مجلس الوزراء بحصرية السلاح بيد الدولة، لكن يجب أن تعالج الأمور بحكمة، كي لا يقع البلد في المحظور، وبالتالي هناك سعي فرنسي يتابع أبي رميا، من أجل مشاركة المملكه لما لها دور مؤثر خليجيا وعربيا وإقليميا وبفعل علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر الدول المانحة، ويستطرد لافتاً، إلى أن هناك مؤتمرا لدعم الجيش وفصله عن المؤتمرات الاخرى، نظراً للدور الكبير الذي يضطلع به الجيش اللبناني، وبعد قرار مجلس الوزراء، وهذا الموضوع يحظى باهتمام فرنسي و خليجي.
ويخلص أبي رميا الى، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلف أيضا المبعوث الفرنسي لودريان بمهمة متابعة موضوع “الميكانيزم “، والذي يأخذ حيزا مهما كما أن ثمة متابعة فرنسية حثيثة للقوانين الإصلاحية، وعلى هذه الخلفية ستكون له لقاءات مع المختصين والمهتمين بالشأن المالي في الحكومة والمجلس النيابي .