لبنان

كرامي: مواقف براك منحازة وخطيرة.. والمطلوب اليوم التحلّي بالصبر والتمسّك بالوحدة الوطنية

في مقابلة مع إذاعة صوت كل لبنان، تناول رئيس “تيار الكرامة” النائب فيصل كرامي جملة من الملفات الداخلية والخارجية، منطلقاً من المواقف الأخيرة للموفد الأميركي براك، وصولاً إلى لقائه مع الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، والحديث عن موقعه السياسي في ظل التحولات التي تشهدها الساحة السنية.

رأى كرامي أنّ “المواقف الأخيرة للموفد الأميركي براك لا يمكن فصلها عن الانحياز الأميركي التقليدي لإسرائيل”، معتبراً أنّها “قد تشكّل تسهيلاً لعدوان إسرائيلي جديد وواسع على لبنان، أو مؤشراً إلى انتهاء المهلة التي منحتها واشنطن للبنان لتنفيذ ما تطلبه منه”. وقال: “ما قيل بالأمس ليس جديداً على السفير براك الذي سبق أن أعلن أنّ نتنياهو لا يعترف بحدود سايكس – بيكو، ويؤمن بإسرائيل الكبرى، ويعتبر أنّ بإمكانه توجيه الضربات متى شعر أنّ أمن إسرائيل مهدّد. هذا الكلام خطير، وظالم، ولا يوحي بأي شيء من الواقعية السياسية”.

ورفض كرامي تشكيك الموفد الأميركي بقرارات الحكومة اللبنانية، مؤكداً أنّها “اتخذت قرارات جريئة رغم إدراكها لما قد تخلّفه من تداعيات سلبية على الداخل”، مشيراً إلى أنّ هذه القرارات عكست “وحدة وطنية وتوافقاً عاماً بين اللبنانيين”. وأضاف: “التشكيك بقرار الحكومة مرفوض ومردود. كذلك القول بأنّ الجيش لم يفعل شيئاً فيه ظلم كبير. الجيش اللبناني يقوم بمهام جسيمة، والتشكيك بدوره أمر مرفوض تماماً”.

وفيما يتعلّق بالقرار الدولي 1701، أكّد كرامي أنّ “لبنان التزم بما يستطيع، سواء عبر منع الانقسام والفتنة الداخلية أو من خلال التمسك بتطبيق القرارات الدولية”. وقال: “السؤال الحقيقي يجب أن يُوجَّه إلى الولايات المتحدة: ماذا فعلت إسرائيل حتى الآن لتطبيق القرار 1701؟ لبنان قدّم كل ما بوسعه، بينما إسرائيل ما زالت تتنصّل من التزاماتها، سواء بالانسحاب من النقاط المتنازع عليها أو بوقف خروقاتها اليومية”.

وعن لقائه مع الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان، كشف كرامي أنّ اللقاء كان إيجابياً للغاية، وأكد خلاله الجانب السعودي دعمه الثابت للدولة اللبنانية ومؤسساتها، خصوصاً الجيش اللبناني. وأضاف: “المملكة شدّدت على التحضير لمؤتمر لدعم الجيش اللبناني ليستكمل مهامه، وأعادت التأكيد على ثوابتها: مكافحة الفساد، إقرار الإصلاحات، دعم مؤسسات الدولة، وتثبيت حصرية قرار الحرب والسلم بيد الدولة. هذه ثوابت سمعناها منذ أكثر من عشر سنوات، وهي مستمرة وتشكل أساس السياسة السعودية تجاه لبنان”.

واعتبر كرامي أنّ هذه المواقف “مرحّب بها ومشجّعة وهي تعكس حرص المملكة على وحدة واستقرار لبنان وحماية كل ابنائه”، وكنّا نتمنى ان نسمع هذه المواقف من الموفد الاميركي باراك لان ما صدر عنه يناقض تماما كل ذلك، والذي بدا وكأنّه يطيح بكل المسار الدبلوماسي الذي سلكه لبنان خلال الأشهر الأربعة الماضية، بما في ذلك التفاوض الذي جرى برعاية الرئيس نبيه بري”.

وحذّر كرامي من خطورة المرحلة الراهنة، داعياً اللبنانيين إلى التمسك بالوحدة الوطنية: “علينا في لبنان أن نتحلّى بالصبر ورباطة الجأش، وأن نحافظ على وحدتنا الوطنية. لا يجب أن ندخل في تفاصيل صغيرة قد تعكّر صفو الداخل. المطلوب إبقاء قنوات الحوار والتواصل مفتوحة بين جميع اللبنانيين، حتى نستطيع عبور هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة”.

وفي ختام المقابلة، ردّ كرامي على ما يُشاع حول تبدّل تموضعه السياسي وانحيازه من المقاومة إلى الجانب السعودي، أو استعداده لقيادة الطائفة السنيّة سياسياً. فقال: “هذا يحتاج إلى ساعات من النقاش، لكن باختصار نحن في تيار الكرامة منذ الأساس منحازون للدولة وخيارنا هو الدولة. لسنا في جبهة سنية مقابل جبهة شيعية، ولا نريد قيادة جبهات داخلية. نحن مع الوحدة الوطنية ومع استمرار الحوار، ولسنا في موقع العداء مع أي طرف داخلي. قد نختلف في وجهات النظر، لكن الهدف واحد وهو حماية لبنان”.

وختم كرامي مؤكداً أنّ “الأولوية اليوم هي حماية لبنان من الأخطار الخارجية، وتثبيت الاستقرار الداخلي عبر تعزيز الدولة ومؤسساتها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى