أوساط سياسية: مَن يجب تصديقه برّاك أم روبيو؟ أو “توزيع أدوار” بينهما!

جاء في الجمهورية:
قالت أوساط سياسية لـ«الجمهورية»، إنّ ردّي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام على تصريحات برّاك، يعكسان حجم الإنزعاج الرسمي من مواقفه الأخيرة، مشيرة إلى انّه لم يكن ممكناً السكوت عنها بعدما خرق الديبلوماسي الأميركي القواعد الديبلوماسية المفترضة في سياق إبداء رأيه.
ولفتت هذه الاوساط، إلى أنّ برّاك لم يكتف بتجاوز الشكل بل حوّر أيضاً المضمون، متجاهلاً ما تفعله الدولة اللبنانية لتنفيذ القرار 1701 وللوصول إلى حصرية السلاح، بينما لم تبادر تل ابيب بعد إلى اي خطوة ولو صغيرة في المقابل.
ولاحظت الأوساط، انّ تصريحات برّاك لا تنسجم مع ما صدر عن «مديره» وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي أكّد خلال لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في نيويورك أمس، استمرار الدعم الأميركي للبنان، منوّهاً بالجهود التي بذلها الرئيس عون والحكومة اللبنانية لتمكين لبنان من استعادة عافيته وتجاوز الظروف التي مرّ فيها.
وتساءلت الأوساط نفسها عمّن يجب تصديقه، برّاك ام روبيو، الّا اذا كان هناك توزيع ادوار بينهما، بحيث يبوح الأول بما لا يريد الثاني الإفصاح عنه في العلن أقلّه حالياً.
وإلى ذلك، تعلّق الأوساط المواكبة أهمية خاصة على اللقاءات التي يجريها الرئيس عون في نيويورك، لكونها مناسبة لفهم الموقف الأميركي على حقيقته وفي جوهره، خصوصاً بعد الالتباسات التي أثارتها المواقف الصاخبة التي أطلقها توم برّاك قبل أيام، ومن خلالها نسف تماماً كل احتمالات النجاح في الوساطة، وحمّل لبنان المسؤولية عن المأزق.
وتركّز الأوساط على فهم حقيقة الموقف الأميركي مما يجري حالياً في لبنان، وعمّا إذا كانت الإدارة الأميركية تتبنّى فعلاً مواقف برّاك، أو أنّه شخصياً ذهب بعيداً في إطلاق مواقف نافرة، تماماً كما فعل في محادثاته الأخيرة في بيروت، عندما أطلق نعوتاً قاسية اضطر إلى التراجع عنها والاعتذار في وقت لاحق.
لكن هذه الأوساط تعتقد أنّ الغضب الذي عبّر عنه تجاه الحكومة اللبنانية، واتهامها بالاكتفاء بإطلاق الوعود الكلامية في مسألة السلاح، يعبّران فعلاً عن استياء أميركي رسمي. وهذا ما سيتضح للرئيس عون في لقاءات نيويورك.