نجل السيد نصر الله يستعيد ذكريات أيام والده الأخيرة بعد عام على رحيله…

كشف جواد نصر الله، نجل الأمين العام الراحل لحزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله، في حديث مع وكالة “رويترز”، تفاصيل عن الأيام التي سبقت اغتيال والده في الضاحية الجنوبية لبيروت في أيلول 2024، مشيراً إلى أنّ تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية (البيجر) التي كانت بحوزة عناصر الحزب فجّر غضب والده، قبل أن تغتاله إسرائيل بعد أيام قليلة.
وقال جواد: “باعتقادي الشخصي، لو فقد ولداً من أولاده مقابل أن يَسلم كل من أصيب في تفجير البيجر، لكان أهون على قلبه”، مضيفاً أنّ والده كان “غضبان وعتبان، معتبراً نفسه مؤتمناً على هذا الدم”.
في أيلول 2024، أدى اختراق أمني إلى تفجير أجهزة البيجر في مختلف المناطق اللبنانية، ما أسفر عن استشهاد 39 شخصاً وإصابة أكثر من 3400 آخرين، بينهم مدنيون وأطفال، كانوا بالقرب من تلك الأجهزة. بعد ذلك بأيام، استهدفت غارات إسرائيلية مجمعاً في الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى اغتيال نصر الله الذي قاد الحزب لأكثر من 30 عاماً.
وأشار جواد إلى أنّ العائلة تلقت نبأ الاغتيال عبر نشرة الأخبار “مثلها مثل كل الناس”، لافتاً إلى أنّها اضطرت إلى كتمان حزنها في مكان النزوح الذي لجأت إليه: “كان البكاء صامتاً، الحزن هادئاً، وسكون وظلام مطبق… لم نكن قادرين أن نصرخ أو نعبّر عن إحساسنا”.
وأوضح جواد أنّ آخر لقاء جمعه بوالده كان قبل نحو ثلاثة أشهر من الاغتيال، في فترة شديدة التعقيد أمنياً، تزامنت مع تدخل حزب الله لدعم حركة “حماس” في غزة بعد هجوم السابع من تشرين الأول. وقال: “حياته اليومية كانت محكومة بالظرف الأمني، كل يوم بيومه، ما في شيء ثابت”.
وأضاف أنّ الاشتياق ما زال حاضراً رغم مرور عام: “من لحظة الاستشهاد إلى الآن الفقد موجود، لكن نحن مسرورون له أنه ارتاح بعد عناء سنوات طويلة ونال مراده”.
أشعل اغتيال نصر الله والحرب التي تلت غضباً واسعاً في لبنان، وأدت الغارات الإسرائيلية إلى استشهاد أكثر من 4000 شخص وتدمير مساحات كبيرة من الجنوب. الحرب هزّت موقع حزب الله الداخلي وأعقبها تشكيل حكومة جديدة في بيروت، رفعت شعار “حصر السلاح بيد الدولة”، فيما رفض الحزب تسليم سلاحه.
كما وأكد تمسّكه بموقف والده: “لا بأوهامك ولا بأحلامك… في أرض عم تحكم، في شعب، في تهديد، في واقع خلق في 1948 حدك”، مشدداً أنّ سلاح المقاومة باقٍ.