كرامي: التنمية الأكاديمية والشخصية معاً هي الطريق إلى تعليم نوعي ومستدام

أطلقت وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي وسفير اليابان في لبنان ماسايوكي ماغوشي والقائمة بأعمال مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت الدكتورة ميسون شهاب، برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي الإجتماعي في احتفال نظمه المركز التربوي للبحوث والإنماء في مبنى دار لويس أبو شرف للمعلمين والمعلمات في جونيه، بحضور رئيسة المركز التربوي البروفسورة هيام إسحق ورؤساء المكاتب والوحدات في المركز، مديرة الإرشاد والتوجيه الدكتورة هيلدا الخوري، رئيس منطقة جبل لبنان التربوية جيلبير جلخ ومديرة مكتب كرامي مايا مداح.
أما وزيرة التربية فقالت: “يسعدني أن نلتقي اليوم، في اليوم العالمي للصحة النفسية، لإطلاق برنامج يحمل في جوهره رسالة وعي وإنسانية وتكامل بين الجسد والعقل والروح، برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، المدعوم من حكومة اليابان عبر منظمة اليونسكو”.
اضافت: “إن هذا البرنامج يجسد قناعة راسخة لدينا في وزارة التربية، بأن جودة التعلم لا تقاس فقط بما يتعلمه الطالب من معارف بل بما يحظى به من توازن نفسي واجتماعي يمكنه من أن يتعلم، ويفكر، ويعيش بكرامة. وهذا ما تؤكده رؤية وزارة التربية 2030 التي جعلت المتعلم في قلب العملية التربوية،
واعتبرت أن التنمية الأكاديمية والشخصية معا هي الطريق إلى تعليم نوعي ومستدام. فالمدرسة، في رؤيتنا، ليست مكانا لتلقين المعارف بل فضاء لبناء الإنسان المتوازن، الواثق، القادر على التفكير النقدي، المتمسك بقيم المشاركة والتضامن والانتماء”.
وتابعت: “من هنا، تتكامل هذه المبادرة مع ورشة تطوير المناهج التربوية التي يقودها المركز التربوي للبحوث والإنماء تحت مظلة الوزارة، فالمناهج الجديدة تعتمد مقاربة ترتكز على المتعلم وتنسج بين المعارف والمهارات والقيم والرفاه وتدرج التربية على الصحة النفسية والمهارات الحياتية والوقاية ضمن متطلبات التعلم في جميع المراحل. كما تعنى ببناء قدرات المعلمين وتطوير أدوات التقييم، وتفتح المجال أمام المدرسة لتكون بيئة حامية دامجة تشجع الشراكة مع الأسرة والمجتمع”.
وقالت: “في هذا الإطار، تعمل الوزارة من خلال جهاز الإرشاد والتوجيه على دمج خدمات الدعم النفسي والاجتماعي داخل المدارس الرسمية بشكل منهجي، من خلال جلسات متابعة فردية وجماعية للطلاب، وأنشطة وقائية تعزز المهارات الحياتية والقدرة على التكيف، إلى جانب تدريب المعلمين على رصد الحالات التي تتطلب تدخلا”.
اضافت: “كما نطور آليات الإحالة والتنسيق مع الوزارات المعنية بهدف بناء شبكة حماية تربوية متكاملة، تجعل من المدرسة بيئة آمنة داعمة للطفل والمراهق في آن واحد. ونحن في الوزارة نؤمن بأن الشراكة هي طريقنا نحو الأثر العميق والمستدام. لذلك نعزز التعاون مع المجتمع المدني والمنظمات الوطنية والدولية، حرصا على توحيد الجهود وتوجيهها بما ينسجم مع نهج الوزارة ورؤيتها. فالعمل التربوي في هذا المجال ليس مبادرات متفرقة، بل منظومة متكاملة تتطلب انسجاما وتنسيقا بين جميع الفاعلين. بهذا فقط نضمن استجابة منظمة وفاعلة، ونبني أثرا يتجاوز المشروع إلى ثقافة مدرسية شاملة في كل مدرسة لبنانية”.
وختمت: “الشكر الجزيل لحكومة اليابان، ممثلة بسعادة السفير، على دعمها المتواصل للمشاريع التربوية في لبنان، وأجدد التزامنا بمواصلة هذا التعاون البناء في كل ما يخدم النهضة التربوية الشاملة وفاقا لأولويات الوزارة وخططها الاستراتيجية. كما أعبر عن تقديري العميق لكل الشركاء الذين يرافقوننا في مسيرة تجديد المدرسة اللبنانية – مدرسة وطنية عادلة، دامجة، مستقبلية، تجعل رعاية الإنسان في صلب رعاية المعرفة”.
ثم جالت وزيرة التربية وسفير اليابان وممثلة اليونسكو والوفد في الغرفة الخضراء، بحضور ومشاركة تلامذة إحدى المدارس الرسمية الذين قدموا التلامذة مع معلماتهم ومدرباتهم عرضا حول نظافة البيئة البرية والبحرية ونظافة الهواء، كذلك نظافة المياه وترشيد استهلاكها، وإعادة تدوير المواد واستخدام الطاقة النظيفة من كهرباء ناتجة عن الطاقة الشمسية ومراوح الرياح، ثم انتقلوا إلى الخيمة الزراعية حيث شاركوا في زراعة نباتات منزلية مفيدة للطعام



