عربي و دولي

الأخبار: المقاومة العراقية تدشّن المرحلة الثانية: محاصرة إسرائيل… في المتوسط أيضاً

الأخبار- بغداد | تدرس السلطات العراقية التقدّم بشكوى إلى مجلس الأمن، على خلفية الاستهدافات المتكررة من قبل القوات الأميركية لمقرات رسمية تابعة لـ«الحشد الشعبي» والقوات الأمنية، وآخرها الغارات الجوية في محافظتَي الأنبار وبابل فجر أمس، والتي خلّفت شهداء وجرحى. وفي المقابل، كشفت فصائل «المقاومة الإسلامية» عن تدشين المرحلة الثانية من عملياتها العسكرية، والتي تتضمّن إطباق الحصار على الملاحة الإسرائيلية في البحر المتوسط وإخراج موانئ الاحتلال عن الخدمة. وكانت القيادة المركزية الأميركية قد أعلنت أن قواتها شنّت، بمفردها، غارات جوية ضد 3 منشآت تابعة لـ«كتائب حزب الله» في العراق، معتبرة ذلك رداً على الهجمات التي تشنّها المقاومة على مصالحها، بما فيها الهجوم بعدة صواريخ باليستية على قاعدة «عين الأسد»، والذي أسفر عن إصابة 4 جنود أميركيين. ولاحقاً، أفادت وسائل إعلام مقرّبة من «الحشد الشعبي» بأن طائرات أميركية شنّت 5 غارات على الكلية العسكرية داخل منطقة جرف الصخر، ومقر للعمليات في شمال بابل، مشيرة إلى استشهاد اثنين من قوات «الحشد» في هجوم أميركي ثانٍ على مدينة القائم الحدودية مع سوريا.
وتعليقاً على الهجمات، أكّد اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، أن الولايات المتحدة نفّذت ضربات جوية استهدفت بها وحدات عسكرية عراقية من الجيش و«الحشد» في محافظتَي بابل والأنبار، مؤكّداً أنه «سيتم التعامل مع مثل هكذا عمليات على أنها أفعال عدوانية». وقال في بيان: «إننا ندعو المجتمع الدولي إلى تولّي مسؤوليته في دعم السلم والأمن، ومنع كل التجاوزات التي تهدد فعلياً استقرار العراق وسيادته».
كذلك، اعتبر مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، على موقع «إكس»، استهداف مقرات «الحشد» «اعتداء وانتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية، لا يساعد على التهدئة».
وفي السياق نفسه، يتحدث مصدر حكومي، إلى «الأخبار»، عن أن «هناك مشاورات بين رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ووزارة الخارجية ومستشارية الأمن الوطني، لتقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد الولايات المتحدة وهجماتها السافرة على المقارّ التي يستخدمها الحشد الشعبي والجيش العراقي». ويضيف المصدر أن «الشكوى ستكون مشفوعة بتقارير سرّية عن الهجمات والانتهاكات التي تتحمّل مسؤوليتها الولايات المتحدة»، لافتاً إلى أنّ «السوداني ومستشاريه تحدّثوا مع مسؤولين أميركيين وأيضاً مع السفيرة الأميركية في العراق، ألينا رومانوسكي، عن وقف الهجمات ضد مقارّ الحشد، لأنها ستوسع من دائرة الصراع في المنطقة، وتعقّد جولة التفاوض الخاصة ببقاء قوات التحالف الدولي في البلاد».

وبعد القصف، كشف الأمين العام لـ«كتائب سيد الشهداء»، أبو آلاء الولائي، أن المقاومة العراقية شرعت في المرحلة الثانية من عملياتها، والمتضمّنة إطباق الحصار على الملاحة البحرية الصهيونية في البحر الأبيض المتوسط، وإخراج موانئ الكيان عن الخدمة. وأضاف، في بيان، أن «هذه العمليات ستستمر حتى فكّ الحصار الظالم عن غزة وإيقاف المجازر الصهيونية المروّعة بحق أهلها»، لافتاً إلى أن «المرحلة الثانية جاءت في وقت يعاود فيه الاحتلال الأميركي استهدافه للقوات الأمنية والحشد الشعبي في عدد من مناطق العراق». ويُعد استخدام الصواريخ الباليستية من قبل المقاومة العراقية بمثابة تصعيد جديد في الهجمات التي استُعملت فيها سابقاً صواريخ وطائرات مُسيّرة متواضعة التقنية. وتؤكد مصادر في «تنسيقية المقاومة»، لـ«الأخبار»، أن المرحلة الثانية ستتضمن هجمات غير مسبوقة على مستوى الأهداف واستخدام الأسلحة والصواريخ المتطوّرة، في إطار المواجهة الحرّة.
من جهته، يؤكد المتحدّث باسم حركة «حقوق» (كتائب حزب الله)، علي فضل الله، أنه «كلما زاد التصعيد من الجانب الأميركي، ستزداد ضربات فصائل المقاومة، وتحديداً كتائب حزب الله، في اتجاه القواعد والمصالح الأميركية سواء في الجغرافيا العراقية أو حتى في الجغرافيا المجاورة». ويتوقع، في حديث إلى «الأخبار»، أن «يكون هناك رد متكافئ من كتائب حزب الله، واستهداف دقيق، وتغيير للتكتيكات، وحتى تغيير في نوعية الأسلحة المستخدمة، علماً أن هنالك أجيالاً متعددة من الطائرات المُسيّرة، وهنالك أيضاً أجيالاً من الصواريخ. لذلك، ستزداد الضربات إيلاماً للجانب الأميركي، كلما ازداد استهتاره بالقوات الأمنية العراقية». ويشير إلى أن ما تمّ حتى الآن يُعتبر جهداً بسيطاً مما تملكه «كتائب حزب الله» على مستوى الإمكانات التقنية، متوقّعاً أنه في المرحلة الثانية «ستكون هناك مفاجآت».
أما القيادي في «الحشد الشعبي»، علي الفتلاوي، فيوضح أن «هناك أكثر من مرحلة للعمليات العسكرية التي تتبنّاها تنسيقية المقاومة ضد المحتل، ومراحل التصعيد مرتبطة مباشرة بأحداث قطاع غزة والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وبالتالي المقاومة متجهة نحو التصعيد المفتوح ضد المصالح الأميركية وحتى الإسرائيلية، وخاصة أنه في الوقت الحالي رصدت المقاومة على النطاق الميداني أهدافاً حيوية جديدة ستكون تحت نيران صواريخها». ويطالب الفتلاوي، في تصريح إلى «الأخبار»، الحكومة بأن «تكون جادّة في طرد الاحتلال من أراضينا. والكل بات يعرف أن مهمته ليست للتدريب والاستشارة، وإنما لقتل العراقيين من الحشد الشعبي والقوات الأمنية في القائم وجرف النصر وغيرهما من مواقع». ويشير إلى أنّ «المقاومة في صدد التعامل مع أسلحة حديثة وتقنيات متطورة، لشنّ عمليات نوعية ضد الأميركيين على مستوى العراق وسوريا، وكذلك في البحر الأبيض المتوسط والتكاتف مع اليمن لفرض حصار كامل على الاحتلال».
من جانبه، يقول القيادي في «الإطار التنسيقي»، النائب عامر الفائز، لـ«الأخبار»، إن «قادة الإطار في اجتماعاتهم الأخيرة تباحثوا في ملف وجود التحالف الدولي والحاجة إليه، والانتهاكات الأميركية»، لافتاً إلى أن «الحل المتفق عليه هو خروج قوات التحالف لانتفاء الحاجة منها». ويشدد على أن الحكومة يجب أن «تلتزم بالرغبة الشعبية وقرار البرلمان الذي يقضي بإنهاء الوجود الأجنبي، ولا سيما أن التأخير في تنفيذ القرار سيولّد نقمة شعبية، وسيزيد من مستوى الاستفزاز لدى محور المقاومة ضد الوجود الأميركي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى