المشرفيه: نحن في صدد العودة تدريجاً إلى الحياة الطبيعية
شارك وزير السياحة والشؤون الإجتماعية البروفسور رمزي المشرفية، في الجلسة الطارئة الإفتراضية للمجلس الوزاري العربي للسياحة عن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، التي عقدت عبر شبكة الإتصال برئاسة وزير السياحة بالمملكة العربية السعودية أحمد بن عقيل الخطيب.
وألقى المشرفية كلمة قال فيها: “أود أن أشكر وزارة السياحة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وعلى رأسها معالي الوزير أحمد بن عقيل الخطيب، على تنظيم عقد دورة طارئة إفتراضية للمجلس الوزاري العربي للسياحة، بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والتعون معها، بهدف بحث تأثيرات جائحة “كورونا” على القطاع السياحي في الوطن العربي”.
وأضاف: “يعاني لبنان اليوم مشاكل إقتصادية واجتماعية كثيرة، وأتت جائحة الكورونا لتزيد من حدة هذه المشاكل، وتضع أعباء إضافية على كاهل الدولة والشعب.
منذ البداية، كانت مقاربتنا لهذه الجائحة مقاربة إحترازية وقائية لمنع تفشي الفيروس، وكانت التعبئة العامة هي الحل الأمثل للحد من التخالط الإجتماعي والجسدي، ولكي يبقى فيروس “كورونا” تحت السيطرة.
وتابع: “جهود جبارة بذلت في هذا الخصوص، بحيث تضافرت جهود الحكومة مع وعي المواطنين والتزامهم لنتمكن من تحقيق تقدم بارز ونوعي في السيطرة على هذه الجائحة ومنع تفشيها وانتشارها.
والآن نحن في صدد العودة التدريجية إلى نمط الحياة الطبيعية مع المحافظة على كل الإجراءات الوقائية، واحترام مختلف معايير منظمة الصحة العالمية وتوجيهات وزارة الصحة اللبنانية”.
وقال: “يشكل القطاع السياحي أحد أهم الركائز التي من شأنها انتشال لبنان من واقعه الصعب وإعادته لريادته وموقعه ودوره المحوري على خارطة السياحة العربية.
كان لبنان في العقود الماضية، درّة الشرق ومقصد الأخوة العرب، ومركز تلاقي الحضارات ونقطة حوار الثقافات وبلد التنوع والانفتاح وصورة تعكس الإعتدال والمحبة في عالمنا العربي الذي تعصف به الأزمات وتتزايد عليه المطامع والمؤامرات.
وفي خضم كل هذه التحديات، لا يوجد بديل لنا سوى التضامن والتكافل والتعاون والوقوف صفاً واحداً موحداً لمواجهة هذه المشكلات واجتراح الحلول التي تحمي عالمنا العربي وتضمن استقرارنا المشترك”.
وأضاف: “يشكل السياح الوافدون من السعودية خصوصاً والخليج عموماً رافداً أساسياً للقطاع السياحي في لبنان، ونحن حريصون أشد الحرص على تفعيل هذا الدور وتعزيزه، ونحن مستعدون لتأمين مختلف التسهيلات والخدمات التي تشجع السياح العرب على المجيء للبنان.
كذلك نشدد على أننا مستعدون أيضا لتبادل الخبرات وتنظيم دورات سياحية مشتركة للإفادة من التجارب وتوظيفها في خدمة القطاع السياحي في الدول العربية”.
وختم: “أشكركم جميعاً وأعلن موافقتي على مضمون البيان الصادر عن الجلسة، وأتمنى أن نستمر في التعاون على كافة الصعد والمستويات، لخدمة أوطاننا وتعزيز تضامننا لان ما يجمعنا كثير وكثير”.
وصدر عن الجلسة البيان الآتي البيان التالي: “إن المجلس الوزاري العربي للسياحة الذي تترأسه المملكة العربية السعودية في دورته الحالية، يعرب في جلسته الطارئة التي عقدت عبر شبكة الإتصال برئاسة معالي الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب وزير السياحة في بالمملكة العربية السعودية، عن تعاطفه العميق تجاه الخسائر في الأرواح البشرية التي تسببت بها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وما سببته من آثار سلبية على كل القطاعات الإقتصادية، وحصوصاً قطاع السياحة والسفر في الوطن العربي.
ووفقاً للتقرير الصادر عن منظمة السياحة العالمية (UNWTO) في أيار، فإن قطاع السياحة على المستوى العالمي سيخسر ما بين (850 مليون – 1,1 مليار) سائح دولي خلال العام الحالي 2020، وسيؤدي ذلك إلى خسائر متحققة في إيرادات السياحة ما بين (910 مليارات – 1,2 ترليون) دولار، وهناك نحو 20 مليون وظيفة مهددة بالخسارة على مستوى العالم خلال العام الحالي 2020 في القطاع السياحي الذي يعد أحد أهم القطاعات المولدة للوظائف في اقتصادات الدول العربية.
ويشيد المجلس الوزاري العربي للسياحة بالجهود التي اتخذتها الدول العربية لاحتواء تفشي الفيروس، ومنح الأولية لصحة مواطنيها، وفرض عدد من الإجراءات والسياسات للاسراع في التعافي من الآثار السلبية على منشآت القطاع السياحي فيها، وفي هذا الصدد، يؤكد المجلس أهمية اتخاذ الخطوات المكملة للجهود المتخذة في هذا الشأن:
– التعاون بين الدول العربية الأعضاء لتنسيق الجهود ورفع قيود السفر على مراحل عدة، مع الأخذ في الإعتبار الإحتياطات اللازمة للمساعدة في تخفيف الآثار السلبية لفيروس كورونا، سواء على الصحة العامة والمجتمعات، أو على اقتصاداتها.
– اهمية ضمان صحة وسلامة العاملين في قطاع السياحة والسفر وسلامتهم، وأهمية تنسيق الجهود لدعم الوصول إلى تعاف شامل ومستدام للقطاع.
– أهمية توفير بييئة سفر آمنة تساعد على إعادة بناء الثقة لدى السائح، وتشجيع السياحة الداخلية في الدول العربية، والعمل على استقطاب السياح الدوليين حال انتهاء أزمة تفشي الفيروس واعتبارهما جزءاً من خطط تعافي اقتصادات الدول العربية”.
– تعزيز التعاون مع المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، والإسترشاد بالبروتوكولات العالمية للسفر الآمن والعمل معاً كمنطقة للحصول على ختم السفر الآمن، والإطلاع على أفضل الممارسات التي يمكن اتخاذها لدعم القطاع الخاص.
– تعزيز التعاون مع القطاع الخاص للحد من آثار الضرر في قطاع السياحة والسفر، والمحافظة على الوظائف في القطاع، وتعزيز استخدام التقنيات الحديثة في إيجاد الوظائف في القطاعات الأكثر تضرراً مثل صناعة الطيران، ومساعدة شركات قطاع السياحة وخصوصاً المؤسسات المتناهية الصغر، والصغيرة، والمتوسطة، ورواد الأعمال، على مواجهة الأزمة، وعلى التكيف والإزدهار في مرحلة ما بعد الأزمة.
وأكد المجلس الوزاري العربي للسياحة أهمية تضافر الجهود بين مختلف القطاعات الحكومية في الدول العربية لدعم اقتصاداتها واتخاذ السياسات الكفيلة الإسراع في عملية التعافي من الآثار السلبية للجائحة، والمحافظة على مكتسبات القطاع السياحي”.