لبنان

المكاري في لقاء حول “الانتحار والتغطية الاعلامية”: البلد يمر في ظرف صعب جدا ومسؤولية الاعلام كبيرة

عقد لقاء اعلامي مصغر، بدعوة من وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، يتعلق بالانتحار والتغطية الإعلامية. حضره رؤساء تحرير الاخبار ومديرو البرامج في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، وبمشاركة ممثل عن البرنامج الوطني للصحة النفسية – وزارة الصحة العامة ربيع شماعي ورئيسة جمعية “امبرايس” ميا عطوي وممثل عن جمعية “أطباء الجلد للتوعية على أهمية إشراف الاختصاصيين على عمليات التجميل غريس عبيد والدكتور سلام عيتاني.

كما حضر مدير “الوكالة الوطنية للاعلام” زياد حرفوش ومديرة البرامج في “اذاعة لبنان” ريتا نجيم.

بداية تحدث الوزير المكاري، وقال:” وزارة الاعلام هي بيت جميع الاعلاميين ومنها ننطلق بكثير من النشاطات التي لها علاقة بحياتنا السياسية والاجتماعية واليومية لجميع اللبنانيين”.

البلد يمر في ظرف صعب جدا وهناك الكثير من الاماكن في لبنان التي تشهد مآسي ومشاكل اجتماعية وبؤس، لكن علينا ان نظل نتمتع بالامل لان الحياة لا تتوقف”.

أضاف :”الانتحار هو موضوع لحدث اقمناه في وزارة الصحة وبالتعاون معها منذ أشهر عدة ويتعلق بالصحة النفسية. أنا كوزير للاعلام وكرئيس لمجلس ادارة “تلفزيون لبنان”، فإن موضوع كيفية تعاطي الاعلام مع أخبار حوادث الانتحار دقيق جدا، وكيفية تغطية الخبر يؤثر على موضوع الانتحار. فمن شأنه ان يخفف من هذا الامر، إلا انه في المقابل قد يكون مسهلا ايضا.

في منطقة زغرتا التي أعيش بها، انتحر فيها 3 اشخاص خلال أسابيع، أحدهم يبلغ 80 عاما والآخر 25 والثالث 20. وهذا الموضوع جعلني كمسؤول، أن يكون علي واجبات ان أقوم بها”.

وتابع :”هناك مسؤولية على وسائل الاعلام خصوصا لجهة تصوير الجثث ومناظر من غير المسموح للناس ان تشاهدها، لجهة احترام الميت او المصاب، وهذا كله في وزارة الاعلام نلتزم به. مع العلم أن اغلبية وسائل الاعلام اللبنانية تعمل بحرفية وبكل اخلاقية، ولا ارى ان لدينا مشاكل جدية بالموضوع. الا ان الحديث عن عدد من المواقع الالكترونية والمنصات على مواقع التواصل الاجتماعي.

آمل أن يبقى هذا التنسيق والتعاون بيننا وبين وسائل الاعلام اللبنانية، لان دور الاعلام في البلد أساسي جدا”.

ثم تحدث الطبيب النفسي ومدير البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة ربيع شماعي، فأشار الى ان “اجتماع اليوم هو لاستكمال عمل البرنامج مع الاعلاميين”. واعتبر ان “اشكالية الانتحار مهمة للاعلام وللصحة النفسية، إلا ان هناك نوعا من التناقض الظاهر بين تأدية دورنا كإعلاميين على اكمل وجه وحماية الاشخاص”.

وقال:”هذا التناقض هو في الظاهر ولكن يمكن ان نقوم بهذا الدور في أفضل طريقة من خلال تغطية الخبر وفي الوقت نفسه حماية الاشخاص.

ظاهرة الانتحار ليست جديدة، ففي كل 40 ثانية نفقد انسانا في العالم، اي الانتحار يحصد 800 الف حالة سنويا ويشكل اول 3 أسباب وفاة من عمر 15 الى 24 سنة، و90 في المئة منهم يعانون اضطرابات نفسية، وهناك شخص من اربعة سيعاني في فترة من حياته اضطرابا نفسيا، ولكن عندما نعالج هذه الاضطرابات النفسية ونقيم حملات توعية عن الانتحار ونسلط الضوء على الخدمات المتوافرة يمكن تفادي حالات كثيرة من الانتحار.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فان للاعلام دورا اساسيا وجوهريا في الحماية والوقاية من الانتحار، وبحسب كيفية التغطية نشهد ارتفاعا في نسبة حالات الانتحار او تدنيا فيها”.

اضاف:” ما يسهم في ارتفاع نسبة الانتحار خلال التغطية الاعلامية ومن دون قصد او معرفة بخطورة ذلك هو نشر صورة المنتحر والوسيلة المستخدمة في عملية الانتحار وتصوير الانتحار على انه عمل بطولي او جبن او انه حل او ربطه بسبب واضح او نشر آخر رسالة كتبها خصوصا اذا كان شخصية معروفة مما يزيد نسب الانتحار. اما اذا تمت تغطية الانتحار مع التشديد على انه حدث مأسوي لشخص لم يجد حلا لمشاكله ولو استطاع ان يشكو لأحد لما كان أقدم على الانتحار”.

ولفت شماعي الى ان” معاناة المنتحر لا تنتهي بل تنتقل الى العائلة مما يزيد خطر الانتحار فيها. وكذلك على وسائل الاعلام الذكير دائما بالخدمات الموجودة في لبنان وابرزها خط الدعم النفسي والوقاية من الانتحار الذي تديره وزارة الصحة بالتعاون مع جمعية EMBRACE من خلال الاتصال على الرقم 1564 المتاح 24/24، ومن خلال اتصال اي شخص يعاني اضطرابا نفسيا يمكن ان ينقذ حياته”.

واشار شماعي الى ان “البرنامج نظم دورات تدريبية لعدد من الاعلاميين حول كيفية تغطية اخبار الانتحار وتخللتها كيفية العناية الذاتية للصحافيين لان العمل الاعلامي يشكل عبئا على الصحة النفسية عند العاملين في مجال الاعلام”.

وأشار الى ان “منظمة الصحة العالمية وضعت دليلا باللغتين العربية والانكليزية يتضمن ارشادات علمية حول كيفية تغطية خبر الانتحار والمصطلحات التي يمكن استعمالها”.

ولفت الى ان ” عدد حالات الانتحار في لبنان غير دقيق، لان قوى الامن الداخلي تسجل العدد من خلال الحالات التي أبلغت عنها ولكن تبقى هناك حالات غير معروفة في ظل غياب نظام رصد دقيق”.

وبدورها، قالت ميا عطوي:”اشكر جهود الاعلاميين جميعا الذين يتعاونون معنا في الجمعية ولاسيما في الامر المتعلق بالوقاية من الانتحار”.

وتابعت: “يصادف العاشر من الشهر المقبل، اليوم العالمي للصحة النفسية. وقد ذكر الدكتور شماعي الاحصاءات حول العالم وفي لبنان، والامر هو انه يتوفى كل يومين شخص نتيجة الانتحار في لبنان وهذا الرقم هو رقم تقريبي والرقم الارجح هو أعلى بكثير.

وهنا تقع المسؤولية على دور الاعلام في هذا الاطار وقد أظهرت الابحاث العالمية كم هو مهم دور الاعلام فهو يمكنه ان يخفض هذا الرقم او في المقابل يمكنه ان يزيده”.

اضافت: ” يلعب “خط الحياة” دورا كبيرا في الوقاية من الانتحار لكنه يبقى وسيلة واحدة في هذا الشان. وهذا الخط يعمل 24/24 ويتلقى 1300 اتصالا في الشهر، ومع هذا لا يمكنه ان يلعب الدور الاساس بمقدار ما يمكن للاعلام ان يؤثر ولاسيما في كيفية تغطية الاخبار المتعلقة بالانتحار. ونحن بدورنا كتبنا سياسة عامة في هذا الشأن مع معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت وهو كان بعنوان الاعلام يمكنه ان يكون “خط حياة” وذلك اذا اتبعنا الارشادات التي وضعتها منظمة الصحة العالمية في هذا المجال”.

وأردفت: “نحن نتطرق الى هذا الموضوع في كل مقابلة صحافية نجريها، ونأمل ان تكون الاخبار الاعلامية مطابقة دائما للاجراءات المتبعة في موضوع الوقاية من الانتحار. وقد شهدنا في اذار 2023 أعلى رقم وفيات ناتجة عن الانتحار وقد سجل نسبة عالية جدا مقارنة مع السنوات الخمس الماضية وللاسف كانت التغطية الاعلامية تتناول الموضوع عكس الارشادات. ولذا فانه من المهم جدا ان نتنبه لهذه الارقام خصوصا لاهمية دور الاعلام واتكالنا عليكم في هذا الإطار ونامل ان نغير القليل من نسب الانتحار في لبنان”.

وردا على على سؤال، قالت عطوي :” ان الخط يستمع الى كل شخص يعاني من أزمة نفسية او لديه افكار انتحارية، والمعروف ان الشخص عندما يتواصل مع “خط الحياة” يكون في حاجة ماسة لان يستمع الى احد وطبعا هناك توجيه الى مراكز تقدم خدمات نفسية او الى جمعيات تقدم هذه الخدمات مجانا. واليوم فان البرنامج الوطني للصحة النفسية يعمل في الوزارة لتتمكن مراكز الرعاية الصحية من تقديم هذه الخدمات النفسية مجانا ايضا، اذ يوجد في لبنان أكثر من خمسين مركزا للصحة النفسية ولكنها معلومات غير معروفة جيدا وعندما يتصل الشخص نعطيه “اللينك” للوصول الى أقرب مركز منه في المناطق وهي شبه مجانية”.

وأملت عطوي “أن تكون الاخبار الاعلامية مطابقة دائما للتوصيات العالمية المتبعة”. وقالت : لقد شهدنا في اذار 2023 أعلى رقم وفيات ناتجة عن الانتحار وقد سجل نسبة عالية جدا مقارنة مع السنوات الخمس الماضية للشهر نفسه، وللاسف كانت التغطية الاعلامية تتناول الموضوع عكس الارشادات خلال هذا الشهر بالذات. ولذا فانه من المهم جدا ان نتنبه لهذه الارقام خصوصا لاهمية دور الاعلام واتكالنا عليكم في هذا الإطار ونامل ان نغير القليل من نسب

من جهتها، قالت غريس عبيد:” نحن اصحاب اختصاص ودرسنا لسنوات طويلة، في حين ان هناك بعض الاشخاص غير المنتسبين الى النقابة يدعون على مواقع التواصل بأنهم اصحاب اختصاص.

هدفنا الاول والاخير حماية المواطن اللبناني والمرضى الذين يلجأون الى هؤلاء الاشخاص، تجنبا لتعرضهم للاذى الذي قد يؤدي الى الكثير من المشاكل ومنها حالات العمى من خلال تلك الحقن وحالات كثيرة لا يمكن معالجتها”.

أضافت :”نتمنى على وسائل الاعلام مساعدتنا في هذا الموضوع من خلال استضافة اصحاب الاختصاص وليس كل من يدعي بأنه يعمل في مجال حقن التجميل. كذلك يجب على وسائل الاعلام الاضاءة على مخاطر هذا الامر من خلال اجراء مقابلات مع أشخاص متضررين والاضاءة على ما يقوم به هؤلاء الذين يعملون بطريقة غير شرعية.

وقال سلام عيتاني: هذه الاجراءات يجب ان يقوم بها طبيب الجلد وطبيب الجراحة التجميلية. اما البقية فهم يعملون بطريقة غير شرعية ومنهم من لا علاقة لهم بالطب كالممرضين والصيادلة ومن غير المسموح ممارسة هذه الاعمال في ظل عدم معرفة المرضى لهذا الامر”.

وختم عيتاني :”علينا توعية الناس حول هؤلاء الذين يمارسون هذه الامور بطريقة غير شرعية خاصة ان الكثير من الناس لا تدرك المشاكل التي يتعرضون لها من خلال عمليات الحقن ومنها التشوهات التي تحصل في الوجه والعمى والتي رأينا حالات عدة منها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى