لبنان

السفير الايراني: إيران لن تألو جهدا في تقديم أي دعم للبنان خاصة في مجال ​المحروقات​ والمشتقات النفطية

اشار سفير ​الجمهورية​ الإسلامية ال​إيران​ية ​محمد جلال فيروزنيا​ خلال احتفال بالذكرى الثامنة والثلاثين لاختطاف الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة وهم: محسن موسوي، أحمد متوسليان، كاظم اخوان وتقي رستكار مقدم، في مقر سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ​لبنان​ في ​بئر حسن​، قال السفير ال​ايران​ي “في الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لجريمة إختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين حيث افتقدنا منذ ما يناهز أربعة عقود رموزا كانوا رسل محبة وصداقة وأخوة للشعب اللبناني عندما امتدت يد الغدرالآثمة لتغييبهم قسرا عن أداء رسالتهم ​الإنسان​ية والدبلوماسية في توثيق العلاقات الأخوية بين إيران ولبنان لاسيما في ظرف خطير واستثنائي آنذاك فرضه الاجتياح الصهيوني للبنان وصولا حتى عاصمته ​بيروت​ قتلا وتدميرا للحياة والإنسان فواسى دبلوماسيونا إخوتهم اللبنانيين والفلسطنيين مشاركينهم صمودهم والمعاناة مقدمين ما أمكن من دعم ومساعدة ليكونوا فعلا نعم الناصر في الملمات”.

أضاف: “كما تعلمون فإن جريمة اختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين السادة القائم بالأعمال السيد محسن الموسوي وأفراد من الطاقم الدبلوماسي للسفارة: أحمد متوسليان، تقي رستكار مقدم وكاظم اخوان في لبنان سنة 1982 وهم في حماية جهاز أمن السفارات في لبنان وعند حاجز ​البربارة​ التابع لإحدى المجموعات اللبنانية هي جريمة كبرى خلافا لكل القيم الإنسانية والأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية لاسيما معاهدة فيينا التي أعطت الحصانة للدبلوماسيين وكامل الحماية والتسهيلات القانونية في أداء مهماتهم وواجباتهم. وهي جريمة بحق القانون الدولي لأنها ارتكبت خلافا لكافة المواثيق والعهود الدولية وشكلت انتهاكا فاضحا لحقوق الإنسان”.

وتابع: “اولا: إننا إذ نتقدم بالشكر للدولة اللبنانية والجهات المختصة لديها على حسن تعاطيها واظهار تعاطفها مع هذه القضية وكذلك للإجراءات التي اتخذتها خلال السنوات الماضية خصوصا الرسالة التي وجهتها في 13 أيلول 2008 الى الأمين العام للأمم المتحدة مؤكدة فيها على خطفهم على الأراضي اللبنانية، نحثها على بذل المزيد من الجهد والاستمرار في سعيها لمتابعة ملف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة المخطوفين في لبنان حتى وصول القضية الى نهايتها المرجوة.

ثانيا: بما أن عملية الخطف قد تمت على الأراضي اللبنانية وكان الدبلوماسيون الأربعة يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية والحقوق المندرجة ضمن اتفاقية جنيف الرابعة نناشد ​الحكومة​ وكافة السلطات المعنية فيها بأن تتابع الملف بجدية، وذلك بهدف ملاحقة الجهة الخاطفة تحت طائلة القوانين المرعية الإجراء .

ثالثا: في عام 1982 كان لبنان يعاني من الاحتلال الصهيوني حيث كان الخاطفون يتعاونون مع قوات الاحتلال. وعلى هذا الأساس نحمل الكيان الصهيوني المحتل المسؤوليات الحقوقية والقانونية والسياسية لهذا العمل الإرهابي كما نحمله جميع التداعيات المترتبة عليه.

رابعا: إن الدبلوماسيين الإيرانيين الذين اختطفوا في الأراضي اللبنانية، وبناء على بعض المعلومات التي توفرت في هذا المجال، سلموا الى الكيان الصهيوني الذي لا يزال يتنصل من مسؤولياته تجاه هذه الجريمة. وهذه القضية ستبقى قضية حية لأنها قضية حق وحرية وستبقى وصمة عار على جبين مرتكبيها.

خامسا: الجمهورية الإسلامية الإيرانية ما زالت تطالب ​الأمم المتحدة​ و​الصليب الأحمر الدولي​ وسائر المنظمات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان أن تقوم بواجباتها القانونية والأخلاقية لتحديد وضع هؤلاء الدبلوماسيين الأربعة. هذا الامر موضوع متابعة وعناية من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع كافة الجهات المعنية ومؤسسات ​المجتمع الدولي​ من أجل كشف ملابسات هذه القضية ومصير هؤلاء الدبلوماسيين الأربعة تمهيدا لعودتهم الى أهلهم وديارهم”.

ولفت الى انه “إنطلاقا من هذا الملف الحقوقي والإنساني الذي نعنى به سويا في البلدين الشقيقين، أود أن أؤكد على عمق العلاقات الراسخة بين ايران ولبنان. من هنا، لا بد من التوقف أمام الظروف الحساسة التي يمر بها لبنان والمنطقة حاليا، حيث أن الأميركيين، ومن خلال سياساتهم وممارستهم، يدفعون بدول المنطقة ومنها لبنان نحو الإنهيار الإجتماعي والإقتصادي والسياسي. كما أن التدخل في الشؤون الداخلية كافة لبلدان المنطقة والشؤون الاقليمية، والحيلولة دون السير الطبيعي للنشاطات الإقتصادية، والتعاون الاقتصادي بين بلدان المنطقة، وتشديد العقوبات، و​سياسة​ التهديد والابتزاز، ما هي إلا خطوات تستند الى مشروع اميركي للمنطقة من أجل خدمة مصالح الكيان الصهيوني و​صفقة القرن​ المشؤومة . هذه السياسات والممارسات الأميركية هي جريمة ترتكب بحق بلدان المنطقة وشعوبها. والاميركيون يتحملون المسؤولية الكاملة لكافة التداعيات و​الآثار​ المترتبة على هذا التوجه المدان. ​الادارة الاميركية​ ترفع بشكل مضطرد وتيرة ارهابها الاقتصادي ضد شعوب المنطقة ودولها. ولا شك أن النتيجة الطبيعية لمثل هذه السياسات والتحركات الأميركية هي إستعداء شعوب هذه المنطقة أكثر فأكثر. فهذه الشعوب لن تسمح بحال من الأحوال بتحقق الأهداف الاميركية والصهيونية الكامنة في هذا السلوك المتمادي. الاميركيون يدعون كذبا أنهم يحاربون الفساد. فهم وسياساتهم وحلفاؤهم علة الفساد في بلدان هذه المنطقة. فهم أينما حلوا حل معهم الفساد. انهم اذا دخلوا قرية أفسدوها. إن ​الولايات المتحدة الاميركية​ هي اكبر راع للفساد في ​العالم​ أجمع. فكل الانظمة الفاسدة هي حليفة وربيبة الأميركيين. إذ أن التواجد الأميركي في بعض بلدان المنطقة يعتبر من اهم عوامل الفساد والافساد. اي ان كف اليد الاميركية عن شؤون المنطقة وشجونها هو المدخل الطبيعي ل​مكافحة الفساد​. الأميركيون يدعون كذبا أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان وأنهم حريصون على ​الشعب السوري​ و​الشعب اللبناني​ وسواهما من شعوب العالم. وحقيقة الأمر أنهم لا يكترثون ولا يعيرون أدنى إهتمام لشعوب المنطقة وحقوقها ومصالحها. ومن الامثلة التي تعبر بشكل صارخ عن استهتار الاميركيين بحياة شعوبنا هي الذكرى السنوية التي تصادف في مثل هذه الايام للجريمة النكراء التي ارتكبتها البوارج الحربية الاميركية في مياه ​الخليج الفارسي​ عندما اسقطت ظلما وعدوانا ​طائرة​ مدنية ايرانية فقتلت أكثر من 290 انسانا بريئا، لتضيف بذلك وصمة عار جديدة الى سجلها الحافل بمثل هذه الارتكابات”.

وإذ رأى أن “الشغل الشاغل للاميركين هو نهب الثروات الطبيعية التي هي ملك لأهل هذه المنطقة”، قال: “وما ​قانون قيصر​ وأخواته إلا أداة لتجويع الشعب السوري والشعب اللبناني، وأي كلام آخر هو محض أكاذيب أميركية مختلقة. ألم يعلنها ​ترامب​ بكل صراحة أنه يريد الحصول على ​المال​ السعودي. ألم يقل علنا أن ​الجيش الأميركي​ سيبقى في ​سوريا​ و​العراق​ لأن عينه على ​الثروة النفطية​ في هذين البلدين. على أي حال، فالقاصي والداني يعرف أن الاميركين هم رمز الفساد و​الارهاب​ والجرائم ضد الإنسانية ورعاية الكيان الصهيوني والاعتداء والاحتلال وإبادة دول المنطقة وشعوبها. الكيان الصهيوني يسعى في هذه المرحلة لضم ​الضفة الغربية​ وغور الأردن في إطار صفقة القرن المشينة تحت الرعاية الاميركية. في المقابل، فإن ​الشعب الفلسطيني​ والفصائل الفلسطنية ​المقاومة​ لن يسمحا على الاطلاق لهذا الكيان الغاصب أن يمضي قدما في هذه الممارسات العدوانية التي من شأنها أن تقضي على القضية الفلسطنية، لا سمح الله، إن مرت وهي لن تمر. ومن المؤكد أن إرادة الشعب الفلسطيني الحي وغضبه العارم في شتى أنحاء الأراضي المحتلة وعلى صعيد المنطقة، سيغيران المعادلات على الارض، وسيشعلان نارا يحرق لهيبها وجه هذا الكيان الذي لن يحصد هو وأسياده إلا الندم”.

اضاف: “الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى الرغم من أنها إحدى الدول المستهدفة بشكل أساسي بالسياسات الاجرامية الأميركية والارهاب الاقتصادي الاميركي، ستبقى دائما الى جانب لبنان، حكومة وشعبا، بكل ما أوتيت من قدرات وإمكانات، وهي لن تألو جهدا في تقديم أي دعم ومساعدة إليه، في ظل الظروف الصعبة الراهنة، خاصة في مجال ​المحروقات​ والمشتقات النفطية. وبالإضافة الى المؤازرة والتعاون في المجال الإقتصادي، فإنها مستعدة تماما لدعم الشعبين اللبناني والفلسطيني في مواجهة عدوانية الكيان الصهيوني وممارساته الظالمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى