المؤتمر العامّ لتيار المستقبل: مقرّرات متّخذة سلفاً
سيكون المؤتمر العام الثالث لتيار «المستقبل» المُزمع عقده نهاية الشهر الجاري مختلفاً عن المؤتمرات السابقة. المقرّرات التي ينتظرها جمهور التيار وُضِعت مسبقاً، وهي أقرب إلى فرض «إدارة» ونظام جديدين من خلال التعيينات لا الانتخابات
لكنّ المضمون شيء مختلف كلياً. يقول المطلعون في التيار إن «المقرّرات التي ستخرج عن المؤتمر وُضعت سلفاً»، وأن الاتجاه، حتى الآن، هو «لحلّ الأمانة العامة والمكتب السياسي، واستبدالهما بالمكتب الرئاسي ونوابه، أي الرئيس الحريري وإلى جانبه 3 أو 4 أسماء، اثنان منهما على الأرجح هما الأمين العام للتيار أحمد الحريري، ورئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد هامشية، على أن تنضوي المنسقيات في مختلف المناطق تحت سلطة المكتب الرئاسي». كما أن هذه المرة لن تكون هناك انتخابات كما في المؤتمرات السابقة وإنما تعيينات للمنسقيات، إذ بحسب العارفين، يريد الحريري تغيير الطاقم القديم كله بعد اكتشافه بأن جزءاً كبيراً «فاتح على حسابه» ويتخذ من موقعه التنظيمي في التيار منصة لتحقيق مكاسب شخصية، فيما البعض يتواصل مع خصوم الحريري سراً.
يجري التداول بفكرة ترشيح محمد الحوت للانتخابات النيابية في حال فقد موقعه الحالي
العمل داخِل تيار «المستقبل» لا يقتصر على التحضير للمؤتمر. واضح أن الرئيس الحريري، لا يريد تكرار خطأ الانتخابات النيابية الماضية. يدور نقاش حالي بين الحريري والمقرّبين منه بأفكار لا تزال مجرد افتراضات تنطلق من فكرة عدم الوصول إلى ما قبل شهرين أو ثلاثة من موعد الانتخابات النيابية من دون أن يكون التيار قد تحرّك بعد. في الواقع، بدأ عدد من نواب «المستقبل» وشخصيات مقرّبة من الحريري، بالعمل باكراً، نتيجة الأزمة المعيشية التي يعاني منها جمهور التيار كما سائر اللبنانيين، بالإضافة إلى جائحة «كورونا». ولبعضهم نشاط لافت على مستوى اللقاءات والجولات مع الناس. وما يفكر فيه الحريري هذه المرة، هو اختيار أسماء تكون رافعة للوائحه الانتخابية، لا الاعتماد على اسمه فقط، انطلاقاً من تماسها الدائم مع الناس كهاشمية مثلاً الذي صارَ رقماً صعباً داخل التيار، وخاصة في العاصمة، وهو من يتولّى الكثير من الأمور المالية والمساعدات على الأرض، أو أسماء رجال أعمال تركوا في ذاكرة جمهور التيار في مختلف المناطق «سيرة ارتبطت بالرئيس رفيق الحريري»، أو لهم «إنجازات في القطاع الاقتصادي» أو «رمز للنجاحات» من وجهة نظر هذا التيار، طبعاً، على سبيل المثال رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، في حال حصول تطورات من الآن حتى تاريخ الانتخابات أدّت إلى تغييره.
الأخبار _ ميسم رزق