اللواء عثمان: الصيف كان واعداً والسياحة لم نر مثيلاً لها منذ أعوام
دعا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الى “الوقوف صفا واحدا”، وقال: “كان الصيف واعدا بالفعل. حركة سياحية لم نر مثيلا لها منذ أعوام ونشاط في مطار رفيق الحريري الدولي لامس أرقاما قياسية وفرض بالضرورة التعجيل في التوسعة. كل ذلك في جو من الاستقرار والأمن الذي كان ممكنا البناء عليه للرهان على خريف معتدل على المستويات كافة سياسية واقتصادية واجتماعية”.
وأضاف عثمان في كلمة في العدد الجديد لمجلة “الأمن” الصادر صباح اليوم: “لا شك في أننا ما زلنا بعيدين من الخروج من عنق الزجاجة، لكننا كنا نقترب على مهل لكن بثبات من تنفس الصعداء وبدء العد العكسي للخلاص من أزمة اقتصادية، وخصوصا بعدما أدرك الجميع، المسؤولون والمواطنون، أن الاصلاحات لا مهرب منها بعد اليوم، وكلما أسرعنا في التعامل معها إيجابا كلما خففنا عن أنفسنا وعن بلدنا أثمانا ربما ما عدنا قادرين على تحملها”.
وتابع: “لا بد هنا من وقوف اللبنانيين جميعا، وبعيدا من كل صغائر انقساماتهم، صفا واحدا لحماية بلدهم ووطنهم لئلا يحسب العدو الصهيوني واهما أن في إمكانه أن يتسلل بعدوانه عبر معابر خلافاتهم اليومية التي مهما كبرت تظل تافهة أمام خطر يتهددهم جميعا وهم يتحضرون للمئوية الأولى لوطنهم الصغير بالجغرافيا المارد في التاريخ. نواجه إسرائيل كل لحظة كلما عملنا جميعا لرص صفوفنا الداخلية، وكلما عمل الواحد منا ما هو مطلوب منه وأنجز ما هو مسؤول عنه، وكلما استقامت مؤسسات الدولة في إنجاز مهماتها بعيدا من الالتهاء باتهامات وتلفيقات باطلة لا تفيد بشيء بل تفقدنا منعة التوافق الوطني. فلبنان لم يكن يوما كبيرا بمساحته وثرواته الطبيعية بل بأهله”.
وقال: “كان الصوت عاليا بالدعوة إلى خطة طوارئ اقتصادية لأسباب موجبة بقوة، وكان السياق يدفع في اتجاه إعادة ترتيب الأولويات ليكون السلم السياسي في المقدمة كحصيلة لإدراك الجميع أن السفينة توشك على الغرق ولن ينجو أحد على متنها. ومع دخول حسابات إقليمية في أكثر من جهة على المشهد اللبناني تخوف كثيرون من ارتدادات سلبية على سلم أولويات اللبنانيين. هذا التخوف لا بد من أخذه في بالاعتبار على كل مستويات الدولة بحيث تقوم كل مؤسسة شرعية بمهماتها على أكمل وجه، وبمسؤولية أعلى من أي وقت من دون الالتهاء وإضاعة وقت ثمين جدا في مهاترات لا طائل منها.لذلك المطلوب اليوم من مؤسسة قوى الأمن الداخلي المزيد من العمل وحفظ القانون وتطبيقه من دون مسايرة أو محاباة”.
وأضاف: “كنا بدأنا ورشة إصلاحية وعملية تنقية داخلية وكان الأمل كبيرا أن تنتقل العدوى إلى مؤسسات أخرى وعلى رغم الصعاب والعراقيل والحملات الظالمة والافتراءات الكثيرة، سنبقى مثابرين على تنفيذ ما بدأناه غير آبهين لأصوات النشاز التي نسمعها من هنا أو هناك وصولا إلى الارتقاء بقوى الأمن الداخلي إلى مصاف المؤسسات العالمية ولتكون نموذجا للمؤسسات في الدولة اللبنانية”.