عربي و دولي

تقديرات إسرائيلية: المواجهات على الجبهة الشمالية قد تتحول إلى حرب واسعة مع حزب الله

ذكرت صحيفة “معاريف”، اليوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي يستعد إلى “رد كبير” موجه ضد حزب الله على خلفية التصعيد في هجماته ضد أهداف إسرائيلية على طول المناطق الحدودية شمالي البلاد، فيما أشار تقرير صحافي إلى “تقديرات إسرائيلية بأن حربا واسعة النطاق قد تنشب ضد حزب الله على الجبهة الشمالية”.

وخلال الفترة الماضية، تباينت التقديرات الإسرائيلية بشأن احتمال نشوب حرب بين “إسرائيل” وحزب الله، على الرغم من التصعيد الذي تشهده المناطق الحدودية جنوبي لبنان في الأيام الأخيرة.

وكانت العديد من التقديرات تشير إلى أن “إسرائيل” تفضّل عدم فتح جبهة حرب إضافية، والتركيز في حربها على قطاع غزة، كما أن حزب الله ليس معنيًا بدخول حرب في الوقت الراهن، غير أنه سيناريو نشوب الحرب ظَلّ ماثلا.

ويبدو أن التقديرات التي أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، تشير إلى تغير في قراءة تل أبيب لعمليات حزب الله في المناطق الحدودية، بحيث صارت تعتبرها تصعيدا مقصودا وتدريجيا من جانب حزب الله.

وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن التقديرات في تل أبيب باتت تشير إلى أن “الحرب قد تتسع شمالاً ضد حزب الله”، وأضافت أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستواصل الاستعداد وتبقي على حالة الجاهزية القصوى لحرب متعددة الجبهات.

ووصفت صحيفة “معاريف” الأوضاع قرب المناطق الحدودية بأن “أي جندي أو مدني بات يتعرض لخط نيران حزب الله، فإن المقاتلين على الجانب اللبناني يستغلون ذلك لصالحهم”.

ورغم الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف حزب الله خلال التصعيد الجاري، إلا أن الجيش الإسرائيلي يرصد تحسنا تدريجيا في أداء المجموعات المسؤولة عن إطلاق الصواريخ المضادة للمدرعات التابعة لحزب الله.

وأشارت الصحيفة إلى مخاوف لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية في ظل الشعور بدعم السيطرة على الوضع على الجبهة الشمالية الذي يبدو أنه وصل إلى مرحلة “الغليان”.

ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإن أي حادثة على الحدود بات من الممكن أن تؤدي إلى “تدهور من قبل الطرفين إلى حرب واسعة النطاق خلال وقت قصير”.

وتواجه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية معضلة، في ظل تزايد احتمالات التصعيد على الجبهة الشمالية وضرورة الاستعدادات لمثل هذه السيناريو من جهة، والرغبة في التركيز على سير العمليات العسكرية في قطاع غزة، من جهة أخرى.

ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يبحث بـ”مجموعة متنوعة من الخيارات لتوسيع الهجمات في لبنان دون التصعيد إلى حرب واسعة النطاق”.

وأشارت الصحيفة إلى مداولات أمنية متواصلة حول ما إذا كان يتوجب على تل أبيب “تغيير أسلوب ومنطق العمل الحالي”، والهادف إلى استنفاد العملية البرية في قطاع غزة، ونقل ثقل عمليات الجيش الإسرائيلي للجبهة الشمالية.

وبحسب “معاريف”، فإن “هذه المعضلة تصبح أكثر إلحاحا مع تصعيد حزب الله عملياته العسكرية”.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة ،بنيامين نتنياهو، سُئل وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، مساء السبت، عن “الخط الأحمر” الذي قد يتجاوزه حزب الله ما سيؤدي إلى اندلاع حرب شاملة على الجبهة الشمالية.

فأجاب غالانت في رده على أحد الصحافيين: “إذا سمعت أننا هاجمنا في بيروت، ستفهم أن حزب الله تجاوز الخط الأحمر”.

ويعكس ذلك تغييرا في التقديرات الراجحة لدى المستوى الأمني الإسرائيلي، التي كانت قد أشارت قبل نحو أسبوعين، إلى أن حزب الله لن يتدخل، لكنه يأخذ بعين الاعتبار أيضًا احتمالات وجود فشل استخباري، وعليه لم يستبعد خيار الحرب.

وكان حزب الله قد أكد، في بيان صدر عنه في وقت سابق، اليوم، “استهداف قوة لوجستية تابعة لجيش الاحتلال كانت بِصدد نصب أعمدة إرسال وأجهزة تنصت وتجسس في تجمع مُستحدث قرب ثكنة دوفيف”.

وغداة شنّ حركة حماس هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بدأ حزب الله قصف مواقع إسرائيلية من جنوب لبنان بشكل يومي. كما نفذت حركتا حماس و”الجهاد الإسلامي” عمليات تسلل وإطلاق صواريخ عدّة انطلاقا من الأراضي اللبنانية.

وتردّ “إسرائيل” باستهداف تحركات مجموعات حزب الله قرب الحدود وتشن قصفًا على مناطق لبنانية على طول الشريط الحدودي. وفي ظل التصعيد، أجلت إسرائيل عشرات آلاف السكان من التجمعات الواقعة على طول الحدود مع لبنان.

وأسفر التصعيد عن مقتل ستة جنود إسرائيليين على الأقل ومدنيين اثنين وفق الجيش الإسرائيلي ومسعفين، فيما أصيب العشرات بجراح متفاوتة الخطورة.

واستشهد 91 شخصًا في الجانب اللبناني، بينهم نحو 70 مقاتلاً في حزب الله و11 مدنيًا على الأقل، ضمنهم مصور لدى وكالة أنباء “رويترز” وامرأة مع حفيداتها الثلاث.

وفي وقت سابق الأحد، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته هاجمت مجموعة من الناشطين كانوا يخططون لشن هجوم من الأراضي اللبنانية وإن طائرة مسيرة هاجمت مجموعة أخرى قرب الحدود ليلا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى