زاسبيكين: أتمنى خروج لبنان من أزمته من دون الإنزلاق إلى كارثة
استقبل رئيس حزب “السلام اللبناني” المحامي روجيه اده في دارته السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان، وجرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة ولطرح الحياد الذي أعلنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وقال اده بعد اللقاء: “نعيش اليوم مرحلة تاريخية في لبنان بعد طرح البطريرك الراعي موضوع الحياد، وقد وضعت سعادة السفير في أجواء هذا الطرح، وما يهمنا هو تحقيق الحياد العسكري، كي لا يكون لبنان ساحة حروب الآخرين، بل لبنان الرسالة، وذلك يتحقق من خلال وضع القرارات التي تعني سيادة لبنان والسلام العالمي، ولا سيما القرار 1701 تحت الفصل السابع، بحيث يفرض على إسرائيل بمجرد ترسيم الحدود الدولية وفق اتفاق الهدنة الذي يلتزمه الجميع، والذي صدقته الأمم المتحدة عام 1949”.
أضاف: “بالمختصر، التزام لبنان الحياد العسكري، من خلال تطبيق القرارات الدولية على المعنيين جميعاً، وبنوع خاص على إسرائيل، بحيث لا يحق لها استباحة مزارع شبعا وكفرشوبا ولا أي شبر من الأراضي اللبنانية عند حصول هذا الترسيم للحدود، كما أنه لا يحق لها استعمال الأجواء اللبنانية”، لافتاً إلى أن “إسرائيل تحتل اليوم هذه الأجواء وتتصرف كأنها ملكها، لذلك فإن سيادة لبنان تبدأ بتطبيق القرارات الدولية وإنهاء ترسيم الحدود كما يطالب الرئيس نبيه بري ممثلي الحكومة الأميركية الذين تواصلوا معه أخيراً، وقد يزور لبنان في الأيام المقبلة مندوب خاص من وزارة الخارجية الأميركية لمتابعة هذا الملف”.
واستبعد اده “اندلاع حرب على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية”، وأعرب عن ” قناعته بأن حزب الله واسرائيل سيلتزمان الإنضباط”
بدوره، تحدت السفير زاسبيكين عن العلاقة التي تربطه بلبنان واللبنانيين منذ السبعينات وقبل الحرب الأهلية، وقال: “كنت أتابع التطورات في هذا البلد عبر كل المراحل. واليوم أفتخر أن أنهي خدمتي الديبلوماسية من هذا البلد الذي يتميز بالحياة السياسية والثقافية والحضارة العريقة الكثيفة، فالمجتمع اللبناني مثقف ويتمتع بمعنويات عالية، وأتمنى الخروج من الأزمة التي يعيشها اليوم من دون الإنزلاق إلى كارثة، لأن التجربة السابقة في لبنان وفي دول عدة كانت مريرة. وأنا لا اعتبر أن مهمتي تنتهي مع المغادرة ولكن سأستمر في علاقات الصداقة لما فيه فائدة للبنان”.
وأكد “أن روسيا ملتزمة قرارات الأمم المتحدة وتسعى إلى تطبيقها وتؤيد الحدود السيادية، وأنها على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين”، معرباً “عن أسفه من كلام البعض أننا مع فريق ضد آخر”.
وقال:”مارست خلال ولايتي الديبلوماسية النهج الرسمي لبلدي المنسجم مع قناعتي بأن نتعاون مع الجميع بالمساواة، انطلاقاً من أن جميع المشاركين في الحياة السياسية اللبنانية يسعون إلى مصلحة لبنان، على الرغم من الخلافات السياسية العميقة، ولكن هناك المصالح المشتركة الكبرى ونحن على تواصل دائم مع الجميع، ولدى روسيا مصلحة موضوعية ترتكز على القواسم المشتركة بين اللبنانيين وبيننا وبين لبنان”.
وعن طرح البطريرك الراعي موضوع الحياد قال:”هذا الموضوع يعود للبنانيين لأن هذه الفكرة لديها عمق تاريخي، واللبنانيون يفهمونها أفضل من غيرهم، ومن الضروري إيجاد القواسم المشتركة بين جميع الأطراف الأساسية المعنية حول معنى هذا المفهوم مع الأخذ في الإعتبار أن التطورات في المنطقة تفرض نفسها على لبنان. لذلك لا يجب فقط طرح مبدأ الحياد، بل يجب إيجاد الفرص لتطبيقه، ويجب التشاور بين الجميع للوصول إلى قواسم مشتركة حوله”.
وشدد على “ضرورة التزام القرارات السيادية للأمم المتحدة في ما يتعلق بلبنان لجهة ترسيم الحدود البرية قبل البحرية، وهذا ما يطالب به لبنان مع اسرائيل”، متمنياً “إيجاد الحلول السريعة للخروج من الأزمة التي يعيشها لبنان، وإلا يحدث أي شيء يؤدي الى الخراب والفتنة، فالإمكانات متوفرة لدى اللبنانيين لتحقيق هذه الأمنية، كما أتمنى أن يبقى الشعب اللبناني كما هو بكل طوائفه محافظاً على مبدأ العيش المشترك”.
وفي ختام الزيارة أولم اده على شرف ضيفه.