الراعي يُعلِن رسمياً “مذكرة لبنان والحياد الناشط”
أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، خلال مؤتمر صحفي من الديمان اليوم، “رسمياً “مذكرة لبنان والحياد الناشط” التي تمّ نشرها باللغات الـ 3 العربية والفرنسية والانجليزية”
وأشار الراعي إلى أن “المذكرة تبدأ بتوضيح معنى “الحياد الناشط”، والمكوّن الأول هو عدم دخول لبنان في تحالفات ومحاور وصراعات سياسية وحروب إقليمية ودولية وامتناع أي دولة عن التدخل في شؤونه أو استخدام أراضيه لأغراض عسكرية”
وأضاف، “المكوّن الثاني هو تعاطف لبنان مع قضايا حقوق الإنسان وحرية الشعوب خصوصاً الشؤون العربية التي تُجمع عليها دولها والأمم المتحدة”، وقال: “ميزة لبنان التعددية الدينية والثقافية والحضارية تجعل منه حكماً أرضاً للتلاقي والحوار بين الديانات والحوارات والثقافات عملاً بقرار منظمة الأمم المتحدة”
وأردف، قائلًا: “البُعد الثالث هو تعزيز الدولة اللبنانية لتكون دولة قويّة عسكرياًَ وبجيشها ومؤسساتها وقانونها وعدالتها ووحدتها الداخليّة لكي تضمن أمنها الداخلي من جهة وتدافع عن نفسها بوجه أيّ اعتداء بري أو بحري أو جوّي يأتيها سواء من إسرائيل أو من غيرها من جهة أخرى”
ولفت إلى أنّ “الحياد يتطلّب أيضاً معالجة الملفات الحدودية مع إسرائيل على أساس خط الهدنة وترسيم الحدود مع سوريا أيضاً”، مُشيراً إلى أنّ “موضوع الحياد ليس من اختراعنا إنما هو واقع عاشه لبنان منذ عام 1920 حتى أوائل السبعينات”
وشدّد على أنّه “من المعروف عن لبنان منذ القدم حياده وعدم انحيازه و”إعلان بعبدا” تضمّن بوضوح عبارة تحييد لبنان وهو أُرسل إلى الأمم المتحدة وتمّ توزيعه كوثيقة رسمية وتبنّته الأمم المتحدة كنصّ من نصوصها”، معتبراً أنّه “بفضل السياسة الحكيمة تمكّن لبنان من الحفاظ على وحدة أراضيه رغم جميع الحروب وكلّ البلدان المتاخمة لإسرائيل خسرت أجزاء من أراضيها بإستثناء لبنان”
وأكّد أنّ “المخرج الوحيد لخلاص لبنان هو بالحياد لذلك لقي ترحيباً من قبل الشعب اللبناني لأنّه يعرف معناه جيّداً”، مشيراً إلى أنّ “الحياد يُنقذ وحدة لبنان أرضاً وشعباً ويحيي الشراكة الوطنية المسيحية الإسلامية المتصدعة في كثير من الأمكنة”
وأضاف، “الحياد يجعل مشاركة جميع المكوّنات أكثر ليونة وإيجابية إذ يعطّل الإنحياز والجنوح في ممارسة الصلاحيات والسلطة أيّاً تكن هوية المسؤول السياسية والطائفية”
وأشار إلى أنّ “الحياد يعزز الإقتصاد من خلال تعزيز الإستقرار السياسي، خصوصاً من ناحية القدرات المصرفية والمالية التي تجعل لبنان خزنة الشرق الأوسط نتيجة الثقة به”