البطريرك ميناسيان في قداس القيامة: لنعد إلى ضمائرنا ونبارك وطننا رغم الجراح

ترأس البطريرك روفائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك قداس أحد القيامة في كاتدرائية القديسين غريغوريوس المنوّر و إيليا النبي – الدباس، عاونه في الخدمة لفيف من الكهنة والشمامسة.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس ألقى البطريرك ميناسيان عظة جاء فيها:
“لقد سِرنا سويةً كل هذه الأيام، أيام الصوم الكبير وصولاً إلى جمعة الالآم خطوة خطوة وعشناها معه، مع فادينا يسوع في كل المراحل التي مر بها وتكلمنا عن كل الأوجاع التي حلت به ولا تزال تحل فينا من اجل هويتنا وانتمائنا المسيحي.
ولكن علينا ايضاً ان نعترف بأن المصائب والصعاب لن تأتينا من الخارج فقط بل تأتي من قبل إهمالنا لهذه الهوية والانتماء.
فإن حياتنا لا تطابق هويتنا في بعض الأحيان. لقد سهونا في حياة الرخاء واهملنا كل واجباتنا الروحية والإنسانية والاجتماعية، نسينا رسالتنا السماوية، نسينا اخوتنا في المصاعب والعذاب، نسينا الفقراء والمهجرين، نسينا المرضى والحبساء الأبرياء، فلذا أرى اليوم قيامة سيدنا يسوع المسيح مُناسبةً قيمة للعودة إلى ضمائرنا.
إني أردد هذه الكلمة في كل مناسبة وكل حديث. فبالعودة إلى ضمائرنا، نستطيع ان نفرح ونبتهج، لا ننتقد فقط بل ننظر ونرى إلى الحياة بالسعادة والإيجابية الموجودة في وحدة الكنيسة اليوم بمناسبة قيامة سيدنا يسوع المسيح، هذه الكنيسة الجامعة الرسولية في أصقاع العالم، أينما ذهبت واي كنيسة دخلت، من جميع الأطياف، تراهم يهللون ويمجدون قيامة فادينا يسوع.
أينما نظرت ترى الناس تشكر النعم السماوية التي تنالها في حياتها وتغمرها ببركات المخلص يسوع ولكننا لا ننتبه لها ولا نستفيد منها ولا نتمتع بها مثل هذا ليوم المبارك.
هل تستطيعون أن تشعروا بالفرحة والابتهاج وتنصتوا للترانيم السماوية التي ترنُّ في كل زاوية وساحة ليس على الأرض فقط بل وفي السماوات أيضاً.
هل خالج على بالكم ان تروا ما يجري حولنا من طرف جميع الأديان مسار سوي في العبادة الإلهية في الصوم والصلاة في الفرح الروحي والابتهاج؟
نعم هذه هي الإشارة الهامة التي ترشدنا إلى طريق الرب، لنتآخى ونعمل بجد للرجوع إلى يسوع المسيح القائم من بين الأموات، قائلين ما أكرمك يا رب على هذه النعم والبركات التي تَمنها علينا في هذه الحياة، في هذا الوطن الحبيب لبنان، الذي لا نكف عن انتقاده في كلّ شيء، لكنه يستحق الثناء لعطاءه الدائم لنا.
فبهذه المناسبة السعيدة فلنملأ سماءه بالبهجة والفرح، فنهلل ونبارك مجيئك وقيامتك من بين الأموات. لنهلل ونبارك ونشكرك على كل ما أعطيتنا في وطننا من السلام إلى دولة حرة مستقلة في دولة لها رئيسها كأب يرعى دياره وعلى حكومة تسعى لحل المشاكل والأشواك العالقة منذ زمن بعيد.”