49 مستوعباً خطراً في مرفأ بيروت .. والفوضى عارمة!
استدعى الحريق الهائل في المرفأ امس انعقاد المجلس الأعلى للدفاع مساء في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون.
وفي معلومات لـ”الجمهورية” أنه بعد كلمة كل من عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في مستهلّ الإجتماع، توالى قادة الأجهزة الأمنية على الكلام وعرض تقارير أولية أعدّوها لخلاصة أسباب حريق المرفأ واقتراحات المعالجة.
وقدّم رئيس المرفأ بضعة مقترحات لمعالجة الأوضاع مؤكداً أنّ الحريق حصل في أرض مستأجرة ضمن الأرض الحرة من شركة BCC Logistics، وقد حصلت عملية الصيانة لسقف أحد الكونتينرات الموجود في هذه الأرض، فتطاير وابِل من شرارات التلحيم داخل المستودع وأتت الشرارات على البضائع الموجودة فيه، وهي مواد غذائية تابعة للصليب الأحمر، وزيوت لقوات “اليونيفل”، وأدوات تجميل. فحصل اشتعال كبير، وقد أدّت المواد الموجودة داخل هذه البضائع إلى اشتداد الحريق وتمدده بمقدار كبير غير قابل للإطفاء بسهولة. كذلك تبيّن أنّ هناك إهمالاً على يد من أجرى الصيانة، وتم الإتفاق على أن تتولى الشرطة العسكرية التحقيق في هذا الحريق.
وتطرق المجتمعون إلى وجود كونتينرات تحتوي مواد خطيرة حيث كان هناك إجماع على ضرورة إجراء كشوفات على هذه البضائع وتقديم اقتراحات للتخلص منها، حيث تبيّن أنّ هناك 49 كونتينراً عليها ملابسات وتحتوي مواد قابلة للإشتعال، مع ضرورة إيجاد حل سريع لها بعد التواصل مع مالكيها ومنهم من تخلّف عن أخذ هذه البضائع ومنهم من أعلم أنه لم يعد يريدها فتقرّر إتلافها، وهي مستوعبات تخزّن مواد تحتوي “أسيد” و”أسيد فوسفوريك” وبطاريات وبنزين.
وعما إذا كانت الشركة التي تولت أعمال الصيانة والتلحيم قد حصلت على إذن مسبق؟ أجاب “رئيس الأرض” أنها “ملك الـBCC Logistics، ولا يفترض أن تحصل على إذن”. وهنا تطرق النقاش إلى الفوضى العارمة في المرفأ وإدارته، فانهالت المقترحات حول ما يمكن فعله.
وطلب رئيس الجمهورية تشكيل لجنة من وزير الأشغال وممثلين عن الأجهزة الأمنية الموجودة في المرفأ وإدارة المرفأ، لإعداد آلية جديدة تنظّم العمل فيه وتعتمد تنظيماً جديداً له تتحدد فيه المسؤوليات من كل الأطراف المعنية، حتى لا يتكرر ما حصل. ومن ضمن الإقتراحات قدّم رئيس حكومة تصريف الأعمال اقتراحاً بتشكيل جهاز أمن خاص بالمرفأ تماماً كما في المطار.
وقد طلب من اللجنة وضع تصور لتنظيم وضبط عمل المرفأ ورفعه بسرعة.
وأكد دياب ضرورة معالجة الكونتينرات الخطيرة والأولوية لتلك التي تحتوي على مواد قابلة للإشتعال.
وقد أخذ الحديث عن الكونترات والبضائع الموجودة فيها حيزاً كبيراً من النقاش، وخصوصاً الكشف على كل هذه البضائع ضمن آلية يتم فيها فحص الموجودات بموجب “سكانر”.