لبنان

أبو زيد: تعقيدات تأليف الحكومة بالجملة

رأى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبو زيد، أن ما يجري على مستوى المنطقة من رسم خرائط سياسية جديدة، يتطلب وجود لبنان على الطاولة، ممارساً دوره التقريري، لا أن يكون متلقياً للإرتدادات والتداعيات، خصوصاً فيما يتعلق بمصيره كدولة مستقلة ذات سيادة كاملة.

من هذا المنطلق الدقيق يرى أبو زيد أهمية الإسراع بتشكيل الحكومة، إنما ضمن معايير موحدة، قائمة على الشراكة الكاملة بين المكونات اللبنانية، ما يعني من وجهة نظره، أن حكومة من 18 وزيراً، تستبعد عنها حيثيات سياسية وطائفية أساسية، كالوزير السابق طلال أرسلان وطائفة الروم الكاثوليك، غير مستحبة، وتقحم البلاد في لعبة شد الحبال بما يؤخر التأليف، وبالتالي عملية الخروج من نفق الأزمات.

ولفت أبو زيد في تصريح لـ”الأنباء” إلى أن المخرج من أزمة التأليف، بيد من لديه الرغبة بممارسة الحكم، فالرئيس المكلف سعد الحريري طرح نفسه كمرشح دائم لرئاسة الحكومة، وتم تكليفه على أسس دستورية صحيحة، من هنا، على الرئيس الحريري أن يبادر إلى الإتفاق مع رئيس الجمهورية على صيغة حكومية عادلة، تطمئن الشعب اللبناني بأن المسار الإنقاذي انطلق، وسيصل إلى النتائج المرجوة، ليس فقط حيال إعادة إعمار ما هدمه انفجار مرفأ بيروت، إنما أيضاً حيال وقف التدهور النقدي والإقتصادي، ومكافحة الفساد، واستعادة المال المنهوب والمهرب.

ورداً على سؤال، أكد أبو زيد أن التوافق على تشكيل حكومة اختصاص، من غير الحزبيين والمرشحين للإنتخابات النيابية، موجود كعامل أساسي في تأليف الحكومة، لكن ما يجب الإضاءة عليه والإنتباه إليه، هو أن الإنتماءات السياسية في لبنان موجودة في كل بيت ودار، وفي كل النفوس والأذهان، وبالتالي ليس في لبنان من هو غير منتم أو مؤيد أو أقله متعاطف مع هذا الفريق السياسي أو ذاك، المهم أن تأتي التشكيلة الحكومية متجانسة، من اختصاصيين قادرين على التعامل مع صعوبة المرحلة بالوسائل التقنية والعلمية الصحيحة.

واستطرد أن تعقيدات التأليف بالجملة، فما أن تحل عقدة حتى يتم استنباط عقدة ثانية وثالثة، وكأن في الأفق سراً كبيراً يمنع وصول التأليف إلى الخواتيم المرجوة، مؤكداً أن العوامل الخارجية تؤثر على عملية تأليف الحكومة، لكن الأخطر منها هي العوامل الداخلية المتجسدة بمفهوم التمثيل لدى البعض، إذ لا يمكن إلغاء أحد أو محوه من المعادلة اللبنانية على قاعدة “أنا الأقوى والأكثر تمثيلاً في هذه الطائفة”، والعودة بالتالي إلى النظام الأكثري في التمثيل الحكومي والنيابي، “المرحلة صعبة ودقيقة للغاية، وتتطلب مشاركة كل المكونات لإخراج البلاد من دائرة الخطر”.

واختتم أبو زيد مؤكداً أن كل يوم تأخير في تشكيل الحكومة وفق الأصول والميثاق والمنطق التمثيلي، يدفع بلبنان واللبنانيين أكثر فأكثر بإتجاه الهاوية، معتبراً بالتالي أن الرئيس عون، لم يخطئ “بأننا ذاهبون إلى جهنم في حال بقي التوافق على تشكيل حكومة الإنقاذ رهن التجاذبات السياسية، ومقيد بالحسابات الخاصة”.

الأنباء الكويتية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى