لبنان

أرسلان: انفجار مرفأ بيروت “غير بريء”

أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، أن انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب الجاري “غير بريء، وما حصل غير طبيعي، وليس وليد صدفة”.
إرسلان أشار خلال زيارة وفد من شبكة “الميادين” إلى دارته أمس الإثنين، إلى أنّه لن يتعاطى مع قضيّة انفجار المرفأ، الذي وصفه بـ”زلزال بيروت”، على أنّه وقع بسبب “تلحيم” أو عن طريق الخطأ، متسائلاً “كيف سنعتبر ما حصل خطأً وهم يطالبون بالذهاب بالقضيّة إلى محكمة دوليّة؟”.
وشدد إرسلان في حديثه على فكرة طرح “الفيدرالية” و”الحياد” منذ حوالى سنة ونصف في لبنان، موضحاً أنّ هذا الطرح ازداد بعد انفجار مرفأ بيروت.
وأضاف إرسلان: “هذا كلام له دلالاته وأهدافه، ليس طرحاً بريئاً ويتعدى لبنان”، معتبراً أنّه البلد حالياً أمام خيارين، “الأوّل، هل سيتمّ إنقاذه بالتسليم باللامركزيّة الإدارية الموسعة والسياسيّة، والثاني هل سيتمّ تقوية السلطة المركزيّة على حساب سلطات الطوائف والأحزاب؟”.

في هذا السياق، تناول رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني ما تحدث عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى لبنان مؤخراً، عن “عقد سياسي جديد”، كاشفاً أنّه أرسل مذكرة إليه للاستفهام عن هذا العقد.

وتساءل إرسلان: “على ماذا يقوم هذا العقد الجديد؟ هل هو قائم على إزدياد الانقسام بين المسلم والمسيحي للوصول إلى المركزيّة الموسعة، أم يذهب باتجاه تقوية السلطة المركزيّة للدولة اللبنانيّة؟”.

إرسلان ذكر في هذا الإطار، بمطالبته منذ أيلول من العام 2009 بـ”عقد مؤتمر تأسيسي في لبنان لبناء الدولة وليس لزيادة الأعباء الطائفيّة والمذهبيّة التي أرهقت وأفلست الدولة”، مبرزاً أنّ البلد “يواجه أزمة حقيقيّة في بنية النظام، الذي لن يسمح لنا بالتقدم أيّ خطوة، ويقوم بتغطية كل أنواع الفساد”.

وفي إطار حديثه عن تشكيل الحكومة الجديدة، أوضح إرسلان أنّ “الجدل لم يصل بعد إلى شكل الحكومة سياسياً، بل لا يزال حول من سيكون رئيسها”، مستبعداً تشكيلها قريباً.
كما تحدث عن أنّه “من الواضح أن الفرنسيين ليسوا مع طرح سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وهم يتحدثون بمنطق أنه تمّ تجربته فلماذا الدخول مجدداً في هذه المغامرة؟”، مبرزاً أنهم يطرحون بدائل كنواف سلام “لكن لا يمكن المضيّ بها”.

وشدد ارسلان، على أنّ “تجربة حكومة التكنوقراط لم تنجح، ولا يوجد أي شخص غير مسيّس في لبنان”، مؤكداً أنّه لن يدافع عن النظام الحالي في لبنان، فـ”الدفاع عنه جريمة خاصةً أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، لكن استبداله بالمزيد من جذوره الطائفيّة والمذهبيّة كارثة”.

كما شدد ارسلان على أنّه “لا يؤمن بشيء اسمه إصلاح إقتصادي وإداري ومالي، كله كذب، هناك شيء إسمه اصلاح سياسي، وهو من يوصل إلى الاصلاحات الأخرى”.

وأضاف إرسلان: “الفساد في لبنان أصبح فساداً ضمن منظومة مقوننة، وليس فساد شخص واحد سرق من الخزينة. سياسة هذا البلد اتكلت على الاستدانة، ولم تتكل على أيّ مشروع إنمائي حتى لتعديل الميزان التجاري”.

إرسلان رأى أنّ ما يتمّ السعي إليه حالياً هو “شلّ الوضع المسيحي وعزله كليّاً، كما مطلوب رأس العهد، وليس استقالة ميشال عون، بل ضرب المؤسسات الدستوريّة وما تبقى منها”، محذراً أيضاً من أنّ لبنان سيشهد قريباً هجرة غير طبيعيّة وغير مسبوقة من كل الطوائف.

ورغم عدم استبعاده وقوع بعض الأحادث والمشاكل الأمنيّة المتنقلة أو الاغتيالات، إلاّ أنّ إرسلان شدد على أنّه لا خوف من الوضع الأمني “بل من الضغط الاقتصادي الاجتماعي الذي سيزداد في الفترة المقبلة”.

كما تطرق رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني خلال زيارة وفد “الميادين”، إلى قرار المحكمة الدولية في قضيّة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قائلاً: “قتلوا الحريري 30 مرة خلال 15 عاماً من التحقيق”.

ورأى إرسلان أنّ “حجم التوقعات المنتظرة من المحكمة الدولية كان كبيراً جداً لكنها أجهدت بالكامل”، مبرزاً أنها “كلفتنا 800 مليون دولار بدون أيّ نتيجة”.

كما ناقش إرسلان القرار المتعلق باستئناف حكم المحكمة من عدمه، مشيراً إلى أنّه “إذا استئنفنا فهذا يعني أننا معترفين بعملها بعد سنوات من رفضنا لها”.

وفيما يتعلق بطبيعة العلاقة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أكد إرسلان أنّ هناك الكثير من الأمور العالقة بينهما.

إرسلان ذكّر أنّه “في اجتماعنا عند رئيس مجلس النواب نبيه بري في 15 حزيران الماضي، كان الكلام واضحاً بأننا لن ننجز اتفاقاً سياسياً، لأننا لا نستطيع الاتفاق في السياسة ونحن مختلفين جداً”، مبرزاً أنّ أقصى حد ممكن الوصول إليه في العلاقة بين الطرفين “هو تنظيم الخلاف كي لا ينعكس دماءً على الأرض كما حصل في الشويفات وقبرشمون”.

وأوضح أنّه تمّ تشكيل لجنة وزاريّة من الطرفين بالإضافة إلى الوزير علي حسن خليل ممثلاً الرئيس بري، مؤكداً أنّ “هذه اللجنة ستنظر في كل المواضيع العالقة لبحثها”.

وشدد ارسلان على أنّ “القوّة الوحيدة في لبنان اليوم هي المقاومة، التي تشكل عنصر حماية للبلد”.

وقال إرسلان: “لولا المقاومة، لكنّا ترحمنا على حرب الـ1975 الأهلية”، مستبعداً عدواناً إسرائيلياً جديداً “لأن “إسرائيل” لو كانت قادرة لكانت فعلت ذلك ولن تنتظر أحداً”، مبرزاً أنها “في مأزق أمني كبير، ولا تستطيع بكل إدارتها العسكريّة أن تتحمل الخسائر المتوقعة من أيّ حرب مقبلة”.

وفي هذا السياق، تأسف إرسلان على التطبيع الإماراتي مع العدو الإسرائيلي، مشيراً إلي أنّ “القضيّة الفلسطينيّة وإن لم تعد أولويّة عند البعض، لكنها تبقى القضيّة الأم”.

إرسلان أوضح، أنّ “عمليّة التطبيّع أمر متوقع وقائم، وبرأيي سيزداد الإعلان عنها بوتيرة أسرع، وكأن هناك صف ينتظر بالدور للتطبيع”.

وقال إرسلان: “هناك أجندة لإقناعنا أن إيران هي التي تشكل خطراً على العرب، ثمّ تركيا، ومن بعدها تأتي “إسرائيل” في التصنيف الأخير”.

وناقش ارسلان مع وفد الميادين، فشل مخطط “الشرق الأوسط الجديد”، موضحاً أنّه “تمّ تجربة القرارات الدوليّة، والعدوان الإسرائيلي عام 2006، ودفع بعض الداخل للوقوق بوجه المقاومة، بالإضافة إلى الربيع العربي وضرب سوريا، ولم يتمّ الوصول إلى أيّ نتيجة لتحقيق الشرق الأوسط الجديد”.

واستذكر إرسلان كل الأحداث المهمة التي وقعت في السنوات الأخيرة، مبرزاً أنّ “المخطط للمنطقة ليس جديداً، وبدأت عملية تنفيذه منذ سقوط بغداد عام 2003”.

أمّا في لبنان فبدأت بوادر مخطط الشرق الأوسط الجديد “منذ عام 2004 عند صدور القرار 1559، بعد ذلك كان هناك سلسلة أمور، أولاً اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وبعدها عدد من الاغتيالات”، يقول إرسلان.

وبحسب إرسلان، هدف العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006، إلى “تنفيذ هذه الأجندة بالشق الميداني العسكري من خلال ضرب المقاومة، خاصة أن نتائج الأمر لن تكون محليّة فقط، بل سيكون ضرب لأيّ مشروع مقاوم في المنطقة”.

وأضاف: “انكسرت “إسرائيل” في حرب الـ33 يوماً، وقلت حينها أنّ انتصارنا عليها سنعرف أهميته مع مرور الوقت، حيث سندرك الضربة العميقة التي وجهناها كلبنانيين عبر المقاومة في عمق الشرق الأوسط الجديد”.

كما تحدث إرسلان عما حصل بخصوص المحكمة الدوليّة عام 2007، وأحداث عام 2008 “حيث كان هناك محاولة للإجهاز على المقاومة عبر القرارات الحكوميّة المتعلقة بقطاع الاتصالات، وكانت قرارات غبيّة لكن مدروسة”.

وأشار أيضاً إلى أنّه “بدأ بعد سنوات ما يسمّى بالربيع العربي، والمخطط المرسوم لإسقاط سوريا من المعادلة السياسيّة في المنطقة، باعتبار أنّه نسف مباشر لمعارضي خارطة الشرق الأوسط الجديد”.

رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني أكد للميادين أنّهم “حاولوا بشتى الطرق الإجهاز على سوريا، من خلال النزاع الطائفي والمذهبي، واستيراد الإرهاب من كل العالم إلى دمشق، وموضوع الأكراد والعراق وغيرها. لكن فشل المخطط وانضرب الارهاب التفكيري، الذي كان وجهاً لعملة واحدة مع إسرائيل”.

إرسلان أضاء أيضاً على التنسيق “الدقيق واليومي” الذي تمّ في منطقة جبل الشيخ، بين جبهة النصرة وتنظيم داعش والجيش الإسرائيلي، مبرزاً أنّ “حدود قرية حضر مع “إسرائيل” فتحت، وتمّ نقل جرحى جبهة النصرة بالإسعافات الإسرائيليّة إلى الداخل الإسرائيلي بشكل واضح، وهو أمر لا يمكن إنكاره”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى