عربي و دولي

خبير: روسيا تفوز بـ”السباق العالمي” في القطب الشمالي

أفاد ديفيد أفير، الخبير المتخصص بالشؤون الروسية، بأن الغرب يواجه تحديات كبيرة في “حرب عالمية جديدة” تشتعل في القطب الشمالي، وروسيا تنتصر بالفعل بفضل تكنولوجيا كسر الجليد التي تمتلكها.

وقال أفير لصحيفة بريطانية:”بينما يواجه الغرب العديد من التحديات في تأكيد مصالحه في أقصى الشمال، وضعت روسيا نفسها استراتيجيًا في طليعة السباق من أجل الهيمنة في القطب الشمالي”.

وأضاف: “وأحد المجالات الرئيسية التي أخذت فيها روسيا زمام المبادرة هي تكنولوجيا كسر الجليد”.

وأشار أفير إلى أنه في “الحرب العالمية” المستمرة من أجل السيطرة على القطب الشمالي وموارده الطبيعية وطرق التجارة، تنتصر روسيا بالفعل، حيث تمتلك أكبر أسطول حديث في العالم.

وتقتبس الصحيفة كلمات نيكولا خوان، خبير الدفاع والأمن الأوروبي في المعهد التحليلي البريطاني: “تتمتع روسيا بميزة كبيرة (في القطب الشمالي) مع العشرات من كاسحات الجليد العاملة، بما في ذلك تلك التي تعمل بالطاقة النووية… تمتلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة كاسحة جليد عاملة واحدة واثنتين على التوالي. ومن المحتمل أن تكون هذه هي الفجوة الرئيسية في القدرات بين حلف شمال الأطلسي ومنافسيه في الوقت الحالي”.

وأشارت صحيفة “ديلي ميل” إلى أن روسيا استثمرت “مبالغ ضخمة من المال” في تطوير البنية التحتية العسكرية في الدائرة القطبية الشمالية منذ عام 2014.

واشتكى المحلل الحالي لمركز “سيفيتاس”، روب كلارك، من قدامى المحاربين في الجيش البريطاني: “نحن بحاجة إلى الاعتراف بالتهديد الذي تشكله الهيمنة الروسية في القطب الشمالي، فبينما تتجه كل الأنظار نحو أوكرانيا، تقوم روسيا باختبار جيل جديد من الغواصات النووية والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في القطب الشمالي وتزيد من وجودها في المنطقة”.

وميزة أخرى لروسيا في المنطقة، يدعوها أفير إلى السيطرة على الطرق البحرية الشمالية، والتي، حسب قوله، يمكن أن تصبح طريقًا جديدًا للتجارة الدولية.

وقال: “يمتد الطريق على طول الساحل الروسي في القطب الشمالي، وبالتالي يقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لروسيا، ما يسمح للبلاد بالسيطرة على أنشطة الشحن والملاحة وتنمية الموارد وفقًا للمادة 234 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار”.

وفقا لأفير، فإنه في هذا الصدد يتعين على السفن الأجنبية أن تطلب الإذن بالتنقل في هذه المياه من روسيا، وتساعدها كاسحات الجليد الروسية على طول الطريق.

وفي وقت سابق، أعلنت واشنطن توسيع الجزء الخاص بها من الجرف القاري في القطب الشمالي، الذي يحتل منطقة تقع أساسًا في القطب الشمالي وبحر بيرينغ، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية متزايدة تطالب بها أيضًا كندا وروسيا.

بدوره، أوضح رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف أن الغرب يزيد من وجوده العسكري في خطوط العرض العليا للقطب الشمالي ويطور البنية التحتية العسكرية. وفي الوقت نفسه، لم تنشر روسيا قواتها هناك لاستعراض القوة، بل لضمان أمن التنمية الاقتصادية في المنطقة، بما في ذلك الملاحة في مياه طريق بحر الشمال وتنفيذ مشاريع في مجال التنقيب وإنتاج النفط والغاز.

وفي وقت سابق، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تنمية منطقة القطب الشمالي بأنها أولوية بالنسبة لروسيا، مضيفا أنه يتم تنفيذ مشاريع استثمارية كبيرة بنشاط، مثل مركز بناء الهياكل البحرية ذات السعة الكبيرة لشركة “نوفاتيك”.

بدوره، أشار السفير المتجول لوزارة الخارجية الروسية، نيكولاي كورشونوف، إلى أن روسيا سترد على تعزيز الإمكانات العسكرية لحلف شمال الأطلسي في القطب الشمالي بمجموعة من الإجراءات، بما في ذلك التدابير الوقائية.

المصدر: سبوتنيك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى