عربي و دولي

الأخبار: تململ في “إسرائيل”: لن يكون ثمّة نصر… أعيدوا الأسرى فحسب

كتبت الأخبار: 

مع اقتراب الحرب الوحشية الإسرائيلية على قطاع غزة من عتبة الشهرين، بدأ الداخل الإسرائيلي يتململ من قيادته إلى حرب لا تظهر لها نهاية، ولا إمكانية للنصر فيها. ويأتي ذلك بالتزامن مع تشقّقات داخل الحكومة وحزب «الليكود» الذي يقوده رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ليتقدّم هذا الداخل على الإدارة الأميركية التي لا تزال تبحث عن الأعذار والتبريرات للمجازر التي يرتكبها قادة العدو، رغم محاولة الظهور بمظهر الذي «يدقّق» في عمليات القصف على القطاع. وفي الوقت الذي يتمسّك فيه قادة إسرائيل، في محاولتهم للهروب إلى الأمام، بمواصلة طرح سقف عالٍ لأهداف الحرب، تتصاعد المطالب السياسية والإعلامية بوقف هذه الأخيرة، والبحث عن طريقة لخفض سقف الأهداف، ووضع قضية الأسرى في رأس سُلّم الاهتمام.ويلمح كاتب المقال الافتتاحي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم بارنياع، إلى أن «ما يحكم خطط الجيش في استئناف الحرب، ووضع هدف اجتياح خانيونس من دون خطة لليوم التالي، هو استمرار عملية الانتقام والثأر، وليس خدمة إستراتيجية معينة»، مشيراً إلى «قرب نفاد دعم دول الغرب، بما فيها الولايات المتحدة»، معتبراً أن «من المشكوك فيه أن يكون لإسرائيل أكثر من أسبوعين للقتال، وأن يكون ممكناً خلالهما تحقيق الأهداف الواسعة التي أعلنت عنها القيادة السياسية في بداية الحرب. وبالتالي لن يكون هناك نصر، ومن الأفضل تخفيض مستوى التوقّعات، والتوجه بأسرع ما يمكن إلى مسيرة التعافي والترميم، أولاً وقبل كل شيء لإعادة المخطوفين».
كذلك، تدعو صحيفة اليمين «إسرائيل اليوم» المؤيدة لنتنياهو، إلى الحذر من السقف العالي للأهداف. ويكتب أيال زيسر فيها أنه «من الأفضل أن تقول القيادة للجمهور الحقيقة، ما هو ممكن، وما هو غير ممكن أن تحقّقه في عملية عسكرية»، مشيراً إلى أن «هناك انطباعاً آخذاً في التعزّز بأن جولة المواجهة الحالية بين إسرائيل وحماس تقترب من نهايتها. ورغم استئناف الحرب في نهاية الهدنة، يدور الحديث عن نهاية رمزية ومحدودة، وليس خطوة تستهدف الوصول إلى الحسم».

لكنّ وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، واصل عناده، قائلاً، أمس، إنه يتوقع أن «تستمر الحرب في شدّتها الحالية شهرين آخرين على الأقل»، ونقلت عنه شبكة «إي بي سي» الأميركية، تأكيده أن «إسرائيل ستقاتل في غزة لعدة أشهر وستقوم بعمليات تطهير وتقضي على جيوب المقاومة».

وما كان يُفترض أن يتأجّل إلى نهاية الحرب من الخلافات، يبدو أنه لم يعد بالإمكان إخفاؤه؛ إذ قالت الصحيفة نفسها، إن المؤتمرات الصحافية المنفصلة لنتنياهو وغالانت كانت مجرد رأس جبل الجليد في التوتر بينهما، وإن الإسرائيليين على موعد مع جولة أخرى من التوتر بين الشريكين الأساسيين في حرب غزة والمسؤولين عموماً عن أمن إسرائيل. وبالإضافة إلى ذلك، تراجع التماسك داخل «حزب الليكود»، بسبب الشكوك حول مستقبله، وخاصة في حال بقي نتنياهو. وأفاد موقع «واينت» بأن أحد أعضاء الحزب في «الكنيست»، من دون ذكر هويته، يفكّر في الانشقاق عنه وإجراء اتصالات حول انتقاله إلى صفوف «حزب المعسكر الوطني» الذي يرأسه بيني غانتس. ويشهد «الليكود» حالياً شبه تمرّد على خلفية تعديل ميزانية الدولة بسبب الحرب، والذي تبيّن أنه شمل تحويل مليارات الشواكل إلى أحزاب الائتلاف «الحريدية» والاستيطانية، في محاولة من نتنياهو لكسب تأييد هاتين الفئتين. وإذ تعالت المطالب داخل الحزب باستقالة نتنياهو بعد الحرب مباشرة والتوجه إلى انتخابات عامة، فإن موقع «واينت» نقل عن مصادر تحدّثت إلى رئيس الحكومة في الأيام الأخيرة، قولها إن الأخير غير معنيّ بإجراء انتخابات أو حل «الكنيست»، وإنما محاولة الاستمرار بالتركيبة الحالية، والتوضيح لوزرائها أن حلها يعني أنهم لن يعودوا إلى مناصب وزارية في أعقاب انتخابات جديدة.
في المقابل، ظلّت الإدارة الأميركية، ورغم الضغوط الداخلية عليها، تبحث عن أعذار للجرائم الإسرائيلية، وإن بدأت تسعى إلى الظهور بمظهر من «يدقّق» في عمليات القصف على قطاع غزة. وإذ أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، أن بلاده تتوقّع امتناع إسرائيل عن ضرب مناطق حدّدتها بنفسها على أنها مناطق يُحظر استهدافها، عاد إلى نغمة تحميل «حماس» مسؤولية استمرار الحرب، بزعمه أنها «ترفض إطلاق سراح النساء المدنيات». واعتبر أن من «السابق لأوانه إصدار حكم شامل» على الهجوم الإسرائيلي الجديد على غزة. وفي الاتجاه نفسه، ذكر موقع «واينت» أن مسؤولين أميركيين سعوا إلى الحصول على تفسيرات من الجيش الإسرائيلي حول الضربات الجوية الأخيرة التي نفّذها في مخيم جباليا، والتي أسفرت عن وفاة عدد كبير من الأشخاص، وخصوصاً حول الأسباب التي تقف وراء الضربات والمنهجية المعتمدة للقيام بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى