مقالات

جريصاتي يربح انتخابات المجلس الأعلى للروم الكاتوليك قبل أن تبدأ

بعد ان كثرت التحليلات المتعلقة بانتخابات المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك، وما تخللها من تهويل وتضليل ومحاولات ايقاع الرأي العام في فخ الاخبار الكاذبة، وبعد ان اقفل باب الترشيحات ليل امس الثلاثاء ٢ الجاري، يمكنني بكل اطمئنان وراحة بال ان اتوجه بالتهنئة الحارة لمعالي الوزير سليم جريصاتي على النتيجة الرابحة التي حققها قبل خوضه غمار الانتخابات.
اولاً لأن من يخاصموه، رغم تجمعّهم فرادى وجماعات، هم في منتهى الضعف لأن تسديدة واحدة من الوزير جريصاتي كفيلة بانهاء الذين يصنفون انفسهم في صف الخصوم.
ثانيًا لأن الوزير جريصاتي ربح قبل ان يبدأ معركته حيث الخصم الذي يقف قبالته، رغم انه يحمل الاسم الاول نفسه، الا انه ليس بالثقل وبالحضور والوزن الثقافي والفكري ولا يحمل رصيد النجاحات التي لجريصاتي! Very Small Size فكيف يحافظ على الطائفة والمجلس، وكيف يؤتمن عليهما وهو لم يتمكن من المحافظة على ارث والده وجمع شمل عائلته!
ثالثًا لأن التهم التي ترمى بوجه جريصاتي كصديق للنظام السوري هي تهم مردودة لصاحبها لأن جريصاتي لم يزر يومًا عنجر ايام الوصاية خلافًا لسليم الآخر وبعض من يناصره اليوم وبينهم من اصبح اليوم نائبًا، كانوا يسعون باستمرار لتوثيق علاقاتهم بالنظام السوري كمدخل الى السياسة. ولم يصلوا يومًا ابعد من مكتب ضابط صغير اسمه عبدالله الحريري ومركزه في شتورة بعد طول انتظار ومهانة!
رابعًا- اما في ما يخص السيد ميشال فرعون، فقد نسي ربما ان والدته وزوجته التي هجرها هما من خيرة العائلات السورية التي ساعدت فرعون ليصل الى ما وصل اليه. ونسي ربما ان موعده الاسبوعي في عنجر كان كل يوم اثنين من كل اسبوع ليدفع بعضًا مما كسبه من ارباح في سباق الخيل في اليوم السابق. ونسي ان النشوة حملته للرقص في عرس ابنة رستم غزالي في خربة غزالي في درعا التي تبعد عن بيروت حوالي ٤٠٠ كيلومتر عام ٢٠٠٤. ونسي ان النظام السوري كان يأتي به وزيرًا، ونائبًا منذ عام ١٩٩٦. والكل يعلم انه لم يكن ليصل الى الوزارة والنيابة من دون رضا “ابو يعرب”.
خامسًا – اما بشأن التحليلات عن المجلس الاعلى والتهويل، فلولا شعور خصوم جريصاتي بالهزيمة ما كانوا ليلجأوا الى هذه الاساليب. فليس بالتهويل والعويل يمكن ازاحة سليم جريصاتي من المعركة.
وأخيرًا التهنئة الكبيرة لمعالي الوزير جريصاتي الذي لم يستطع كل فرقة “كشكش” التهويلية ان تستدرجه للخروج على ادبياته ولياقته وصمته والنأي بنفسه عن خوض المعارك الاعلامية ونشر الغسيل على السطوح. اذا أحيانًا يكون الخيار الافضل في الرد على المسيئين هو عدم الرد. فانتصارك بالصمت افضل بكثير من انحدارك بالرد لأن هناك اشخاص يستفزونك متقصدين حتى يخرجوا منك عصبيتك وانفعالاتك ثم يقولون: هذا انت، وهذه اخلاقك ليسهل عليهم اعتبارك استفزازيًا. لا يا اخوان. ليس هذا هو سليم جريصاتي ولا هذه اخلاقه ومعه جميع العائلات الزحلية التي ما زالت متمسكة بسلم قيم لا تحيد عنه. وصدق قول الشاعر:

“اذا ابتُليت بجاهل متحامل يجد المُحالَ من الامور صوابا.

اوليته مني السكوت وربما كان السكوت على الجواب جوابا”.

الكاتب: داني الرشيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى