عربي و دولي

مجلس الأمن الروسي: علاقاتنا مع الولايات المتحدة في أدنى مستوى منذ الحرب الباردة

اعتبر سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تراجعت إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة.

وقال باتروشيف، خلال مقابلة مع صحيفة “كوميرسانت” الروسية نشرت اليوم الأربعاء، ردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا والولايات المتحدة على وشك دخول فترة مواجهة طويلة الأمد: “هذا ما لا نريده على الإطلاق. لا توجد لدى الشعبين الروسي والأميركي اليوم أسباب للعداء، لا تفصلنا الإيديولوجية مثلما كان ذلك سابقا، بينما هناك مجال واسع للتعاون”.

وأضاف باتروشيف: “الحاجة إلى تعاوننا تزداد بسبب الجائحة، التي تؤدي إلى تفاقم التحديات والتهديدات للاستقرار العالمي. هناك تصاعد للتوتر العسكري السياسي في عدد من المناطق، وتنام لقوة الإرهاب الدولي والتطرف، وتصعيد للخلافات بين الدول، وذلك إضافة إلى الفقر والمجاعة والأوضاع البيئة الصعبة”.

وأشار باتروشيف إلى أن “الوضع السياسي اليوم بالفعل ليس جيدا، والعلاقات بين البلدين تراجعت إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة”.

وأضاف مع ذلك: “لكن تاريخ العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، الذي يرجع إلى سنوات طويلة، يظهر أن دولتينا أبدتا في اللحظات الحاسمة القدرة على ترتيب التعاون على الرغم من الخلافات”.

وتابع: “لهذا السبب نتوقع تغلب المنطق السليم في واشنطن لينطلق حوار روسي أميركي جوهري حول القضايا، التي لا يمكن حلها بشكل فعال على الإطلاق دون عمل مشترك بناء بين بلدينا”.

لا ننتظر إعتذارا لبوتين
وقال باتروشيف، إن الكرملين لا ينتظر من الرئيس الأميركي، جو بايدن اعتذارا عن تصريحه حول الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وقال باتروشيف ردا على سؤال حول ما إذا كان الكرملين يتوقع اعتذارا عن تصريح بايدن: “لا، والأميركيون، كما تظهر ممارساتهم، غير قادرين مبدئيا على الاعتراف بذنبهم أيا كانت الملابسات”.

وأشار باتروشيف إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الأب، “أعلن أمام الجميع أن أميركا لن تقدم أبدا أي اعتذار لأحد”، مبينا: “من الأبسط بالنسبة إلى النخبة الأميركية وضع نظرية معقدة توضح سبب ضرورة التصرف بطريقة أو بأخرى، يمكنني أن أطلق على هذا الأمر تسمية متلازمة هيروشيما”.

وأشار في هذا السياق إلى عمليتي إلقاء الولايات المتحدة قنابل نووية على مدينتي هيروشيما وناغاساكي اليابانيتين أواخر الحرب العالمية الثانية، رغم أن الاتحاد السوفيتي كان على وشك إطلاق حملة واسعة في مانجوريا ضد القوات اليابانية، بينما كانت سلطات اليابان مستعدة للاستسلام.

وشدد على أن هذه الضربات لم تكن هناك أي ضرورة لشنها، وعلى الرغم من ذلك تصر الولايات المتحدة على أنها كانت أمرا لا مفر منه، وأضاف باتروشيف: “يجري أمام أعيننا إعادة كتابة التاريخ”.

وتعهد بايدن خلال مقابلة مع قناة “ABC” يوم 17 آذار بأن بوتين “سيدفع ثمن التدخل الروسي” في الانتخابات الأميركية، كما صرح ردا على سؤال حول ما إذا كان يعتبر نظيره قاتلا بـ”نعم”.

وردا على هذه التصريحات، التي أثارت ردود أفعال واسعة على نطاق دولي، اقترح بوتين على بايدن إجراء محادثات على الهواء مباشرة في أقرب وقت لمواصلة المناقشات بين الطرفين عوضا عن “تبادل الانتقادات غيابيا”.

لا نخطط للتدخل في أوكرانيا
وأكد سكرتير مجلس الأمن الروسي أن بلاده لا تخطط للتدخل في النزاع المتصاعد بمنطقة دونباس شرق أوكرانيا رغم أن روسيا تتابع عن كثب تطورات الأوضاع هناك.

وقال باتروشيف، ردا على سؤال حول ما إذا كانت لروسيا “خطوط حمراء” يمكن أن يؤدي تجاوزها إلى التدخل في النزاع شرق أوكرانيا: “لا، لا توجد لدينا مثل هذه الخطط. لكننا نتابع الأوضاع عن كثب. وسيتم اتخاذ إجراءات دقيقة انطلاقا من تطورات الأحداث”.

وأشار باتروشيف إلى أن أنه على يقين بأن تصاعد النزاع في المنطقة “ناجم عن مشاكل حادة داخل أوكرانيا حيث تسعى السلطات إلى صرف الاهتمام عنها بهذه الطريقة”، مبينا: “يقومون بحل قضاياهم على حساب دونباس، في الوقت الذي يستمر فيه منذ زمن طويل تدفق رأس المال من البلاد إلى الخارج، والاقتصاد لا يزال حيا فقط بسبب قروض أجنبية ثقيلة وسط زيادة الديون. أما بقايا الصناعة التي لا تزال قيد الحياة، فتقوم كييف ببيعها للأجانب بأسعار مشجعة كما يقال الآن”.

وتشهد منطقة دونباس شرق أوكرانيا أزمة عسكرية سياسية منذ العام 2014 على خلفية تغيير السلطة في العاصمة كييف نتيجة احتجاجات واسعة شاركت فيها بشكل نشط القوى القومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى