لبنان
الوزير مراد: لبنان لن ينهار
أعلن وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد “أننا في صدد تقديم إقتراح قانون الأسبوع المقبل له علاقة بمصادرة أموال العملاء الذين تواطأوا مع العدو الصهيوني على بلدهم وأهلهم، لتقديمها لشهداء لبنان، لأننا نؤمن ان المقاومة وجدت لتبقى وستبقى، ولأننا نؤمن بمقولة القائد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ان ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”.
وأكد أن “لبنان لن ينهار ولن نسمح له أن ينهار، ومصالحنا جميعا تقتضي ان يبقى لبنان واقفا في ظل الأزمات التي تحيط بنا”، مشيرا الى ان “العدو الإسرائيلي يحاول محاربتنا اقتصاديا، وهذا ما لمسته من خلال لقاءاتي مع عدد من السفراء، وان الحكومة بصدد استراتيجية لحماية لبنان في هذا الموضوع”.
كلام مراد جاء خلال لقاء سياسي نظمه “حزب الله” في باحة منزل جمال مراد في بلدة شحيم في اقليم الخروب، وحضره مسؤول الحزب في الجبل بلال داغر وفاعليات وأهالي. وكان اللقاء قد استهل بترحيب من صاحب الدعوة، وبآيات من القرآن الكريم للشيخ يونس بركات.
ثم تحدث الدكتور غازي مراد بإسم عائلة مراد، فرحب بالوزير والحضور، ورأى “ان زيارة ابن النائب عبد الرحيم مراد لشحيم ليست بغريبة عن بيت بني على الأصالة وتربى على القيم الدينية والأخلاقية والوطنية والإنسانية”، لافتا الى ان “رسالته علمية وثقافية وتاريخه العطاء”.
وأشاد بمراد ووالده و”اللقاء التشاوري”، مشيرا الى ان “اقليم الخروب ينتج الطاقات العلمية والثقافية والكوادر الوظيفية”، ومتمنيا ان يكون في الاقليم “فرع للجامعة اللبنانية الدولية كونكم من صناع صروح العلم”.
ثم ألقى داغر كلمة أكد فيها ان “ما يجمعنا مع أبناء الإقليم وقوفهم الدائم إلى جانب فلسطين وقضيتها، وانتم من قدم الدم والقلم والموقف الصادق معنا، وانتم طالما كنتم شركاء في انتصارنا على هذا العدو المتغطرس منذ البدايات إلى الاندحار في العام 2000 إلى تموز 2006”.
أضاف: “عهدنا أن نبقى دعاة الوحدة الوطنية والإسلامية، أما بخصوص ظروفنا واوضاعنا المحلية، فسنبقى نجاهد في المعركة الاصعب، في معركة مكافحة الفساد، لأن الوضع الاقتصادي والاجتماعي صعب ودقيق جدا، ولكن لن نعرف اليأس والسوداوية والتشاؤم ونمد يدنا لكل شريف وصادق وغيور وحريص على هذا الوطن وشؤونه وشؤون أبنائه”.
ثم تحدث الوزير، فشكر الجميع على تلبيتهم الدعوة، وعاد بالذاكرة الى صغره “عندما كنت أزور بلدة شحيم مع والدي للإطلاع على مشروع خالد بن الوليد”، وقال: “عندما كبرت وأصبح الملف بين يدي، كنت أسأل عن سبب إختيار والدي لهذه المنطقة، وإكتشفت انه إختارها لعدة أسباب، فمنطقة اقليم الخروب هي ركيزة الدولة برجالها وأهلها، الذين هم المفاصل الأساسية بالدولة اللبنانية، والسبب الثاني سياسي، كون هذه المنطقة هي من الأوئل التي حملت راية جمال عبد الناصر”.
أضاف: “ورثت من والدي كل ما يتعلق بالشأن العام وخدمة الناس، وأنا على مسيرته أمشي في كل المناطق وخادم لكل الناس، لأنني أعلم وجع الناس وأشعر به، ومن أجل هذا، غدا سأذهب الى منطقة عكار، منطقة لا تنتخبني، وهي تشبه البقاع وتوأم له بالحرمان، واني ذاهب الى عكار حتى أسمع وأرى ولكي أكون صوتهم على طاولة مجلس الوزراء، واقدم لهم الخدمة، فنحن كحكومة من واجباتنا متابعة مشاكل الناس. ولأننا نشعر بآلام الناس ووجعهم وهمومهم، ولا سيما بهذا الظرف الإقتصادي الصعب، أعلنا عن 3300 منحة ل1100 بلدية في لبنان من الجامعة اللبنانية الدولية، ونحن لا نعرف الأشخاص، وهم من كل الطوائف ومن كل المناطق اللبنانية، وبعدها اعلنا لكل مدراء المدارس الرسمية والمعاهد الرسمية والخاصة 3 منح للأول والثاني والثالث، وعدنا وأضفنا عليها لكل البقاع ومخاتير البقاع وأولا المتقاعدين في الجيش وموظفي وزارة الدفاع، لأننا نؤمن أن التعليم حق للجميع، ومن هذا المبدأ يبني عبد الرحيم مراد المؤسسات التعليمية على كل جغرافية لبنان للوصول الى كل المواطنين دون استثناء، ونأمل ان تساعدنا الظروف ونقدم أكثر”.
وتابع: “من شحيم ومن اقليم الخروب، أعلن من المنطقة التي حملت راية جمال عبد الناصر، اننا بصدد تقديم إقتراح قانون له علاقة بمصادرة أموال العملاء الذين تواطؤوا مع العدو الصهيوني على بلدهم وأهلهم، لتقديمها لشهداء لبنان، وهذا إقتراح قانون سوف نقدمه الإسبوع المقبل، اذا تمت تلبيتنا من قبل الذين يقومون بكتابته، لأننا نؤمن ان المقاومة وجدت لتبقى وستبقى، ولأننا نؤمن بمقولة القائد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ان ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، فمن هذا المنطلق، نعلن دائما اننا مع المقاومة في فلسطين وفي لبنان، ومع كل انسان يحمل السلاح ضد العدو الصهيوني حتى لو كان يونانيا، فنحن معه طالما يقاتل العدو الصهيوني، ونؤمن ان مزارع شبعا هي عربية والجولان وغور الأردن كذلك، وان القدس ستبقى عاصمة فلسطين، ولن يستطيع العدو تهويد اي منطقة من هذه المناطق، لأن ارادة المقاومة أقوى من العدو، واثبتت الأيام هذا الموضوع، ان النصر قريب وآت، ولن يقف شيء امامنا، لأن هذا الأمر مكتوب علينا بأولى القبلتين، ان المسجد الأقصى سيعود وسنصلي فيه”.
وتطرق الى الشأن السياسي، فقال: “نحن في الحكومة نصر على العمل، ولكن للأسف وبسبب الوضع الإقتصادي السيئ فقدت الناس الثقة بالدولة والحكومة، ولكن الحكومة مجتمعة وبجهود فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مصرة على العمل، فقد أنشأنا لجانا بعد الإجتماع الإقتصادي الذي عقد في القصر الجمهوري، لمتابعة الشؤون الإقتصادية في البلد، وحتى تمشي بالتوازي مع دراسة مشروع الموازنة، وهذه اللجنة تشتغل على عدة أمور لها علاقة بالإصلاحات، إصلاحات التهرب الضريبي، وفي أمور لها علاقة بالهدر والفساد”.
وأضاف: “علينا في هذه الحكومة ان نعيد ثقة الناس، وان نحمل ملفين ونركز عليهما بالتوازي مع الموازنة، والحلفاء في الحكومة واخواننا وزملاؤنا وزراء حزب الله، لديهم نفس الفكرة ويعملون عليها. اولا، لا يمكننا ان نستمر بفرض الضرائب على المواطنين، علينا العمل على وقف الهدر والفساد، ولا يمكننا بهذا الزمن ان نستمر في استئجار المباني الحكومية ولدينا القدرة في بناء المباني اللازمة والمطلوبة. لا يمكننا ان نبقى نغطي سياسيا الموظفين الفاسدين، لأننا نقول يا غيرة الدين بالنهاية، آن الأوان اذا اردنا ان نبني بلدا ان نصل الى اليوم الذي نحاسب فيه هذا الموظف من دون غطاء سياسي. الفساد لا يميز بين طائفة وأخرى، والهدر كذلك، خراب لبنان هو خراب على الجميع، لذلك الحل الوحيد في لبنان هو قانون عادل يحاول الحد من نسبة الطائفية ويكون لبنان دائرة واحدة حتى نستطيع الخروج من المستنقع الطائفي الذي يحمي الفاسدين. لبنان بحاجة الى كل الجهود وكل الرجال الذين ضحوا، وفي النهاية لن يسمحوا ان ينهار لبنان، فمن اجل ذلك نحن في الحكومة يدا واحدة ومصرين المرور بموازنة 20 بالوقت القانوني، وهذه اول مرة تحصل في لبنان، وبنفس الوقت مصرين بالتوازي على القيام بإصلاحات وان نشتغل على الفساد والهدر ومحاسبة الفاسدين، ومن هذا المنطلق هناك ملف يتعلق بالشغل الذي اقوم به، ولكن كل لبنان معني بالعجز التجاري الكبير جدا، وهذا العجز يسبب فارقا بقيمة 16 مليار، 800 مليار دولار له علاقة بالتصدير الى خارج لبنان، للأسف بعض الأفرقاء في الحكومة لا تزال تكابر ولا تريد ان تعترف لتكليف احد الوزراء، أو تكليف شخص بلبنان، حتى يذهب ويتكلم مع الحكومة السورية حى نستطيع التخفيف من الرسوم العالية الموجودة لتصدير بضاعتنا عن طريق معبر نصيب بإتجاه الأردن، ومعبر بوكمال بإتجاه العراق، هذان المعبران يوصلاننا الى العمق العربي، فإنتاجنا منذ بداية الأحداث في سوريا انخفض 800 مليون دولار، اننا ندعو الى التواصل مع الحكومة السورية ومع سوريا الشقيقة، لأن خلاصنا هو بهذا الطريق وبإعادة التصدير، وخلاصنا ان نطلب من الحكومة السورية مساعدتنا في خفض الرسوم لتصدير بضاعتنا، ولدينا كل القناعة ان سوريا على استعداد لمساعدتنا، وبنفس الوقت تعرض علينا حاليا ان تعطينا كهرباء، تبعينا الكهرباء من معمل ايراني نحن رفضناه، وهذا المعمل تم اعماره في سوريا ويعطيها كهرباء 24/24. لا يجوز انه بعد 9 سنوات من الحرب وسوريا فيها كهرباء 24/24، بينما نحن لا يوجد عندنا كهرباء”.
ورأى انه “طالما اننا نعرف وجعنا ومشاكلنا، الحلول سهلة، وهي آتية، لأن الإرادة موجودة في حكومة الى العمل التي فيها نخبة ممثلين عن الأحزاب ونخبة الحلفاء، ونتشاور مع بعضنا البعض، واعتقد ان النتيجة التي سنصل اليها ستكون اعادة ثقة المواطن بنا كحكومة الى العمل، وبإرادة وتوجيهات رئيس الجمهورية، ومن أجل ذلك كان الكلام جديا بالأمس بموضوع الليرة والدولار، وكان الكلام حاسما من رئيس الجمهورية وبتوافق كل مجلس الوزراء، وتم تكليف المعنيين لوقف هذا الموضوع، لأننا لن نسمح ان ينهار لبنان، ولن ينهار، فمصالحنا جميعا تقتضي ان يبقى لبنان واقفا في ظل الأزمات التي تحيط بنا”، وأكد ان “العدو الصهيوني يحاول محاربتنا اقتصاديا، وهذا ما لمسته من خلال لقاءاتي مع عدد من السفراء، والحكومة بصدد استراتيجية لحماية لبنان في هذا الموضوع”.
وفي موضوع النفط، قال: “سوف نأخذ البلوك رقم 9 فهذا حقنا، ولن نقبل ان يعتدوا على متر من مياهنا طالما عندنا ارادة ورجال قادرة ان تحمي حدودنا وتضحي من اجل لبنان وكرامته”.
وختم مراد: “نحن رفعنا سياسة مد اليد مع بداية الإنتخابات النيابية، ومازلنا نمد يدنا للجميع من اجل لبنان وان كان الطرف الآخر يرفض ذلك، لاننا هكذا نبني بلدا لنا ولأجيانا القادمة، ونحن نرفع مبدأ وشعار: معا نحو غد أفضل”.