لبنان

نقابة المستشفيات: لا بصيص أمل

صدر عن نقابة المستشفيات في لبنان البيان الآتي: 

“بالرغم من الإجتماعات المتعددة مع المسؤولين، لا يوجد لغاية الآن بصيص أمل في حل المشكلات التي يعاني منها القطاع الإستشفائي. والتخوّف الذي صارحنا به الرأي العام من ان يصبح الإستشفاء محصوراً بالاغنياء والميسورين فقط يتأكد يوماً بعد يوم. لقد بات متعذراً على المستشفيات استقبال المرضى على عاتق الجهات الضامنة الرسمية والخاصة دون تحميل المريض فروقات في أسعار المستلزمات الطبية والفحوصات المخبرية والشعاعية.

أما لناحية الدعم، فلقد أصبح مثل حوار الطرشان لا نعلم ما هو مدعوم وما هو غير مدعوم لا بل حتى المدعوم منه فلقد تضاعف ثمنه لأن معظم الموّردين لا يسلّموه إلى المستشفيات إلا وفق شروط قاسية تنعكس على المريض.

الضياع والفوضى هما سيّدا الوضع وكل يوم يحمل إلينا مفاجآت لا تكون في الحسبان، ومنها اليوم على سبيل المثال الشح ّ في المواد المظللة التي تستعمل في عمليات تمييل شرايين القلب وبعض الصور الشعاعية، كذلك الشحّ في مادة المازوت الذي يهدد المستشفيات بالإقفال. ولا ندري بماذا سيطلّ علينا غداً.

وفق المعطيات المتوافرة حالياً لا حل لمشاكل القطاع الإستشفائي دون دعم خارجي. وهذا الدعم لن يأتي قبل تشكيل حكومة، وجميع الإجتماعات التي نعقدها وجميع التنبيهات التي نصدرها لا فائدة تذكر منها.

لقد داهمنا الوقت ونحن عاجزون، والجهات الدولية التي يمكن أن تساعدنا والتي تواصلنا معها في إطار سعينا كنقابة مستشفيات للبحث عن الحلول قد ربطت أي مساعدة تنوي تقديمها بحكومة جديدة ثنال ثقة المجتمع الدولي.

مشكورة نائبة رئيس مجلس الوزراء السيدة زينا عكر، ومشكور معالي وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن على جهودهما لإدارة الازمة، ولكن المشكلة تبقى في عدم وجود الأموال الكافية لتحمل طبابة المواطنين. فلقد أصبحنا من افقر بلدان العالم والحد الأدنى للأجور لا يتعدى الدولار ونصف الدولار يومياً، فيما نستورد من الدول الغنية المصنّعة معظم حاجياتنا وهذا هو لبّ المعضلة.

إننا مع القائلين أنه في هذه الساعات العصيبة علينا جميعاً أن نتكاتف ونتساعد كي نتمكن من الوصول إلى شاطئ الآمان. ولكن هذا يبقى في إطار النوايا الحسنة، وهو مفيد فقط إذا ما اقترن بحلول عملية ونحن نمد يدنا بكل إخلاص إلى جميع الجهات الضامنة الرسمية والخاصة لتخفيف الحمل عن كاهل المريض.

إن تعديل التعرفات الإستشفائية أمر لا مفر منه بإعتراف الجميع، ولكن ما العمل إذا كان الجميع أيضاً يقولون أنهم لا يملكون الموارد المالية لذلك؟ وما هو المطلوب من المستشفيات في مثل هكذا أوضاع؟ السؤال نضعه برسم المسؤولين، لعّل وعسى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى