رئيس وزراء اليابان يقرر الانتقال إلى “قصر الأشباح”
من المقرر أن ينتقل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا هذا الأسبوع، إلى مقر إقامة يعود بناؤه إلى قرن من الزمان، وذلك على الرغم من امتناع زعماء سابقين من العيش فيه، بسبب الشائعات والأساطير التي أحاطت به، ولاسيما وجود أشباح بداخله.
وسيكون كيشيدا بحسب تقرير لوكالة “بلومبرغ” الأميركية، أول رئيس وزراء ينتقل إلى هذا المقر الرسمي التاريخي منذ ما يقارب العقد من الزمن.
وذكرت إذاعة “NHK” الوطنية، أن القصر الذي شُيّد عام 1929 من الحجر والطوب، يتألف من طابقين على مساحة 5 آلاف و183 متراً مربعاً، ويهدف إلى أن يكون رمزاً لدخول اليابان إلى حداثة القرن العشرين.
وكان المنزل قد خضع لعملية تجديد وصيانة اكتملت في 2005، قالت وسائل إعلام محلية إنها تضمنت شروع أحد الكهنة في طرد الأرواح الشريرة التي أثارت القلق بين الأوساط السياسية على مدى عقود.
وأوردت صحيفة “جيجي برس”، أن كيشيدا الذي كان يعيش في منزل بالمجمع السكني المخصص لنواب البرلمان، سيكون أول رئيس وزراء في اليابان ينتقل إلى القصر التاريخي منذ يوشيهيكو نودا عام 2012.
وعاش رئيس الوزراء شينزو آبي في منزله الخاص بمنطقة شيبويا بطوكيو، على بعد حوالي 15 دقيقة بالسيارة من مكتبه.
وعلى الرغم من أن السكن الرسمي لرئيس الوزراء كان شاغراً طيلة 10 سنوات، إلا أنه لا يزال يكلف دافعي الضرائب في اليابان حوالي 1.4 مليون دولار سنوياً للصيانة.
وكان بالفعل موطناً لـ6 رؤساء وزراء لم يستمروا في منصبهم أكثر من عام بقليل، لكن في ما بعد أصبح يُنظر إليه على أنه مكان مشؤوم للقادة الجدد.
ويعود بناء المقر الأصلي إلى الفترة التي أعقبت خروج طوكيو من زلزال مدمر عام 1923، أودى بحياة عشرات الآلاف، واستوحي شكله من فندق “إمبريال” الذي صممه المهندس المعماري الأميركي فرانك لويد رايت.
وشهد المبنى العديد من الأحداث الدموية، إذ بعد 3 سنوات من افتتاحه، اقتحمه ضباط البحرية الشباب واغتالوا رئيس الوزراء تسويوشي إينوكاي عام 1932.
وبعد 4 سنوات لاحقة كانت المنشأة موقعاً لانتفاضة عسكرية أخرى، حيث استطاع رئيس الوزراء كيسوكي أوكادا النجاة بعد أن اختبأ في خزانة.
ومع خروج اليابان من الدمار الذي خلفته الحرب العالمية الثانية وعلى مدى العقود التي تلت ذلك، لم تكن هناك مراجعات كبيرة للمنشأة التي أصبحت بنظر الكثيرين مجرد مبنى عفا عليه الزمن، إلى جانب النظرة القاتمة والمتشائمة التي أحاطت به، حتى أن رئيس الوزراء السابق يوشيرو موري قال ذات مرة إنه رأى أشباحاً هناك.
وكانت القاعات الكبرى للقصر حتى وقت ليس ببعيد لا تزال تستخدم في استقبال الضيوف الأجانب، على غرار الرئيس جورج بوش الأب، الذي أصابته وعكة صحية خلال مأدبة عشاء عام 1992، حيث تقيأ آنذاك بحضور رئيس الوزراء كيتشي ميازاوا.
وأنفقت الحكومة اليابانية حوالي 8.6 مليار ين لتحويل السكن إلى بيئة عائلية، حيث تم ترميم منحوتات والغرف المزخرفة بعناية، والحفاظ على الزخارف الفريدة.