الشرق الأوسط عالق في نزاعات بين الصين و أميركا
قال موقع شبكة “سي إن إن” الأميركية إنه في عام 2021 الذي شهد تغييراً عميقاً في كثير من أنحاء العالم، أن الشرق الأوسط الذي مزقته الصراعات قد طوى الصفحة أخيراً. فقد أثمرت موجة دبلوماسية سعت إلى رأب الصدع الطويل الأمد، إذ تحول العراق من بؤرة العنف في المنطقة إلى مركز للتوسط في محادثات نادرة بين الخصمين القديمين، السعودية وإيران. فبعد الموجات الساحقة لتفشي لوباء كورونا وأربع سنوات من الاضطرابات العالمية خلال رئاسة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أظهر عدد من دول الشرق الأوسط أدلة على أن هذا المستوى من الصراع لا يمكن ببساطة أن يستمر.
وأضاف الموقع أنه مع اقتراب العام 2021 من نهايته، ومع تسارع زوبعة الدبلوماسية، ظهر خط صدع جيوسياسي آخر، حيث أصبح الشرق الأوسط ساحة معركة سياسية واقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، على الرغم من محاولات المنطقة المستمرة البقاء خارج هذا التنافس القوي.
وأعرب مسؤول إماراتي رفيع المستوى في وقت سابق من هذا الشهر عن شعور باليأس من المواجهة بين الولايات المتحدة والصين.
وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي للقيادة الإماراتية، أمام معهد دول الخليج العربية في واشنطن الأسبوع الماضي: “ما نشعر بالقلق منه هو هذا الخط الدقيق بين المنافسة الحادة والحرب الباردة الجديدة”.
وأضاف: “لأنني أعتقد أننا، كدولة صغيرة، سوف نتأثر سلباً بذلك، لكن لن تكون لدينا القدرة بأي شكل من الأشكال على التأثير في هذه المنافسة، حتى بشكل إيجابي”.
وأكد قرقاش تقارير تفيد بأن الإمارات – وهي حليف إقليمي رئيسي للولايات المتحدة – قد أغلقت منشأة صينية بسبب مزاعم أميركية بأن الموقع كان يستخدم كقاعدة عسكرية. وأوضح أن الإمارات لم توافق على توصيف واشنطن للموقع. فأبو ظبي ببساطة لم ترغب في إثارة غضب حليف استراتيجي.
عندما سئل متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية عن المنشأة، قال إنهم “ليسوا على علم” بالتفاصيل التي قدمتها شبكة “سي إن إن”، مضيفاً أن الصين “تعارض بشدة ممارسات البلطجة للولايات المتحدة التي تمارس ضغوطاً غير مبررة وتدخلت في تعاون الصين مع الامارات”.
وجاء في البيان أن “الصين والإمارات تقومان بتعاون طبيعي في نطاق السيادة، وهو تعاون معقول وقانوني ولا يستهدف وليس له أي علاقة بأي طرف ثالث”.
وتابعت شبكة “سي إن إن” أن الولايات المتحدة لن تربح دائماً معركة النفوذ في الإمارات. فبعد أيام من تصريحات قرقاش، قررت أبو ظبي على ما يبدو الحد من إهانات أميركا، فعلقت صفقة بمليارات الدولارات لشراء طائرات أميركية من طراز F-35، وهي أول صفقة من نوعها مع دولة عربية. كانت الولايات المتحدة قد جعلت البيع مشروطاً بإسقاط الإمارات شركة هواوي الصينية من شبكة اتصالاتها. وزعمت واشنطن أن التكنولوجيا تشكل خطراً أمنياً على أنظمة أسلحتها، وخاصة بالنسبة للطائرة التي تسميها الولايات المتحدة بـ”جوهرة التاج”.
وقال مسؤول إماراتي إن “تحليل التكلفة / الفائدة” كان وراء قرارهم بالتمسك بشركة هواوي على حساب طائرات “أف-35”. وبينما حاول المسؤولون الأميركيون التقليل من أهمية الحدث وأصروا على أن اتفاق البيع لم يُلغَ نهائياً، وضعت أبو ظبي نغمة جديدة بأنها لا تنوي دائماً الرضوخ لمطالب الولايات المتحدة بشأن الصين، وهي ترفض أفكار واشنطن حول الاتفاقات التجارية مع الصين، المقنَّعة في صورة نشاط عسكري سري.
ورأت “سي إن إن” أن التمرد الإماراتي حدث يمكن أن يمهد الطريق، ليس فقط للقوة الخليجية، ولكن لمنطقة بأكملها حيث تتجاوز العلاقات التجارية الصينية المتنامية بسرعة الخصومات الجيوسياسية القديمة، وحيث يمكن أن تنتهي الهيمنة الأميركية الطويلة الأمد.
نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت