باريس: على الاتحاد الأوروبي التحاور مع روسيا حول القضايا الأمنية
أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمان بون، أن فرنسا تدعو إلى حوار مباشر بين الاتحاد الأوروبي وروسيا حول رسم السياسة الأمنية في أوروبا.
وقال بون أمام وسائل الإعلام اليوم الأحد: “ينبغي أن تكون لدينا كاتحاد أوروبي (…) اقتراحات، حوار منظم ومنتظم مع روسيا، مع بقائنا صارمين”.
ورأى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعطي أولوية للحوار مع الولايات المتحدة لأن ذلك “يذكّر بزمن الحرب الباردة وتصادم القوى العظمى” ويسمح له أيضاً باحتمال “تقسيم” الأوروبيين.
واعتبر الوزير الفرنسي أن “ما علينا فعله هو البقاء موحّدين كغربيين، وأن نكون حاضرين كأوروبيين. هل يفعل الاتحاد الأوروبي ما يكفي؟ ليس اليوم على الأرجح”.
وقال: “يجب أن نبنيه بين الأوروبيين ثم أن نتشاركه مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي ونقترحه للتفاوض عليه مع روسيا”.
وأكّد بون “سنكون مخطئين إذا سعينا للعب ضد بعضنا البعض”، مضيفاً “الانقسام سيكون أحلى هدية يمكن أن نقدّمها لروسيا”.
وأشار بون إلى أن باريس وبرلين تحاولان في الوقت الحالي “إحياء” وساطتهما بين روسيا وأوكرانيا من خلال صيغة “النورماندي”، متحدثاً بدون إعطاء مزيد من التفاصيل، عن “مبادرات” ومحادثة جديدة بين ماكرون وبوتين في “الأيام المقبلة”.
واعتبر أنه من “غير المنطقي” التحدث عن “قرقعة أحذية” الجنود الروس في أوكرانيا، بينما لم تستنفد بعد القناة الدبلوماسية.
وأضاف “نرى تحركات القوات والدبابات والشاحنات (…) يجب أن نكون حذرين لقول ماذا يريد فلاديمير بوتين بالضبط، وماذا تريد روسيا. لا أحد يعرف ذلك بالضبط”.
وسبق أن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء أمام النواب الأوروبيين إلى حوار بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بشأن تأسيس “نظام جديد للأمن والاستقرار”.
وفي وقت سابق اليوم، صرّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن روسيا تتوقع حدوث استفزازات عسكرية، وليس فقط إعلامية، من قبل الدول الغربية في المرحلة المقبلة، خاصةً في ما يتعلق بالملف الأوكراني.
وبالتزامن مع تصريحات زاخاروفا، نقلت وسائل إعلام تصريحات لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال فيها إنّ واشنطن تعتقد أنّ فرض عقوبات على روسيا الآن قد لا يكون له تأثير رادع لوقف “العدوان المحتمل ضد أوكرانيا”.
وفي السياق ذاته، قال بلينكن في حديث إلى قناة “NBC” الأميركية، اليوم الأحد، إنه “ليس لديه أدنى شك” في استعداد ألمانيا لدعم الرد الغربي المشترك على “غزو” روسي محتمل لأوكرانيا.
في المقابل، كانت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبريخت، صرّحت يوم أمس، وفق وسائل إعلام ألمانية، بأنَّ “تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا لن يكون مفيداً في الوقت الحالي”، مؤكِّدةً أن حكومة بلادها أجمعت على ذلك، وهي تنحاز إلى خفض التصعيد بين أوكرانيا وروسيا.
وتابعت الوزيرة أنَّ “فكرة اندلاع حربٍ في وسط أوروبا، بمبادرة من روسيا، وإمكان إقامة تعاون اقتصاديّ، في الوقت نفسه، هي فكرةٌ عبثيةٌ”.
وأعربت أوكرانيا عن خيبة أملها فيما وصفته بـ”التصريحات الألمانية التي لا ترى جدوى في إمداد كييف بالسلاح، وسط التوتر القائم مع روسيا”، معتبرةً أنَّ “الموقف الألماني لا يخدم الوضع الأمني، أو العلاقات بين البلدين”.