غير مصنف

الياس عوده ذكر الدولة بواجباتها: أملنا ألا تستغل مواطنيها وتفرض عليهم الضرائب

أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خلال قداس في الذكرى الأولى لكاهن رعية القديس نيقولاوس الأرشمندريت ألكسي، في كاتدرائية القديس جاورجيوس، إلى أنه “في الأسبوع المنصرم غطى الثلج جبال لبنان وقراه. وعوض أن يكون هطول المطر والثلج نعمة في بلد يشكو الجفاف وقلة المياه، جاء نقمة على اللبنانيين العاجزين عن تأمين الطعام والدواء، المفتقرين إلى وسائل التدفئة والوقاية من موجات الصقيع وتدني الحرارة على الساحل، فكيف بالمرتفعات، مع انقطاع الكهرباء وغلاء المحروقات، وغياب الدولة عن المساعدة. أما التجار وبعض فاقدي الضمير فيستغلون حاجة الناس من أجل جني الأرباح دون أي عقاب. هنا لا بد من تذكير الدولة بواجباتها تجاه مواطنيها، وضرورة منع كل استغلال لهم. وبما أن مجلس الوزراء يناقش الموازنة، أملنا ألا تستغل الدولة أيضا مواطنيها وتفرض عليهم الرسوم والضرائب فيما نحن نمر بأوقات عصيبة بالكاد يستطيع المواطن فيها تأمين بقائه على قيد الحياة”.

 

وأوضح أن “زكا العشار، الذي تحدث عنه إنجيل اليوم، كان عبدا للمال، الأمر الذي جعله ظالما تجاه أخيه الإنسان. لكنه، عندما تعرف على الرب، عندما لمس المسيح قلبه، أصبح إنسانا جديدا رحوما ومعطاء. قصة زكا هي قصة توبة عميقة ورحمة من الله غزيرة. خلاص زكا، بعد كل الخطايا التي ارتكبها، كان نتيجة وعيه لخطاياه وندمه وتوبته. أدرك ضعفه وكل المعوقات التي تبعده عن الخلاص، فرماها وتعالى عليها وعلى ذاته، وطلب الرب، فكان أن استجاب له وأتى إلى بيته. إنها دعوتنا جميعا، أن نعرف أن الله وحده هو مصدر الشفاء من علل الجسد ومن أهواء النفس، وهو واقف على أبواب قلوبنا، يقرع وينتظر الجواب. إرادتنا، حريتنا هي التي تقودنا إليه أو تبعدنا عنه. يقول في سفر الرؤيا: “من يسمع فليقل تعال، ومن يعطش فليأت، ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانا” (رؤ 22: 17)”.

 

وجدد عوده، “دعوتنا اليوم، إلى جميع المسؤولين، أن اعملوا مثل زكا، تعرفوا على الرب، دعوه يعلمكم كيف تحبون، وكيف تعطفون على المساكين والأيتام والأرامل والفقراء والمرضى، كيف تضحون من أجل الآخر وكيف تساوون أنفسكم بالمواطنين عوض التكبر عليهم واستعبادهم واستغلالهم، عندئذ ستفعلون عكس ما أنتم مرتكبون الآن، عندئذ ستصبحون مسؤولين حقيقيين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى