من أين انطلقت فكرة السلسلة البشرية في التظاهرات ومن هو أول من استخدمها؟ وكيف تم استغلال بعضها أمريكياً في بعض الدول؟
على امتداد الطريق الواصل بين طرابلس وصور مرورا بصيدا بدأ ناشطون بتكوين سلسلة بشرية متكاملة بعد الدعوة للمشاركة فيها تحت عنوان “إيد بإيد”.
وهي خطوة قام بها المتظاهرون في لبنان ترمز إلى تواصل الوطن على امتداد الأراضي اللبنانية من الشمال إلى الجنوب لليوم الحادي عشر وتحتاج هذه السلسلة إلى 171000 شخص لتغطية 171 كلم.
وتعتبر السلسلة البشرية من أساليب التعبير عن المطالب تجنح إليه المنظمات أو الأفراد من أجل نشر أفكارهم بطريقة مبتكرة، وإيصال أصواتهم بعيداً عن صخب المسيرات، مرة بعفوية وأخرى بأجندات لدول خارجية والأمثلة كثيرة.
فقد سبق السلسلة اللبنانية سلسلة هونغ كونغ حيث تشابكت أيادي آلاف المتظاهرين في هونغ كونغ لتشكيل سلسلة تعبر كل البلاد في عرض يظهر التضامن من أجل الحركة المؤيدة للديمقراطية في الوقت الذي لم تخلو فيه هذه الأيادي المتشابكة من تدخل الأيادي الخارجية لا سيما الدعم الأميركي الواضح لتظاهرات هونغ كونغ في وجه الصين لتصبح أداة من أدوات الصراع بين البلدين رغم أحقية مطالبها!
الفكرة الأولى لهذا الشكل من التعبير تعود لعام 1989 حيث جمعت سلسلة بشرية امتدت على مئات الكيلومترات أكثر من مليوني نسمة من سكان جمهوريات البلطيق السوفيتية – أي ما يعادل ربع سكانها – لتشكّل واحدة من أكبر المظاهرات الاحتجاجية في العالم التي لعبت دوراً رئيسياً في انهيار الاتحاد السوفيتي والذي كان لأميركا الدور الأكبر في إسقاطه وفي دعم المظاهرات واللعب على أوجاع وهموم الناس لتحقيق نصر أميركي على الإتحاد السوفيتي، ففي الثالث والعشرين من آب من عام 1989 وبدعم أميركي للمنشقين والمطالبين بالثورة تظاهر الملايين من سكان جمهوريات البلطيق السوفيتية وهم: لاتفيا، وإستونيا، وليتوانيا، وقاموا بأكبر احتجاج على الإطلاق في الاتحاد السوفيتي فتشابكت أيديهم ليشكّلوا أطول سلسلة بشرية تربط بين عواصم الدول الثلاثة وهي ريغا وتالين وفيلنيوس، وامتدت على طول 600 كيلومتراً، حيث دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأطول سلسلة بشرية في التاريخ ، واستطاعت أميركا أن تخرج بدعمها لهذه التظاهرات منتصرة باسقاط الاتحاد السوفيتي.