السيد نصر الله: أي تغيير بالنظام السياسي يجب أن يحصل بالحوار لا بالإستقواء أو بالنصف زائد واحد أو بالثلثين
أشار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى انه “يجب ان نقف بكل اعزاز وتقدير امام بطولات رجال ونساء وأطفال وشيوخ فلسطين وأمام عظيم الشجاعة والبأس الشديد واقتحام الموت من أجل حياة عزيزة وأملا في تحرير مقدسات الأمة، وبإجلال وتعظيم أمام عائلات الشهداء ومواقفهم الحاسمة وصمود هذا الشعب المجاهد والصابر رغم التاريخ الطويل من المجازر”، لافتاً الى ان “ما جرى ويجري هذه الايام له دلالات كبيرة في ما يتعلق بالصراع مع الكيان ومستقبله، ومن أهم النتائح الاستراتيجية هو ما كنّا نتحدّث عنه قبل سنوات هو انه إذا كنتم تراهنون على ضعف الشعب الفلسطيني فأنتم واهمون”.
وفي كلمة له حول آخر المستجدات، أكد نصر الله ان “اجيال الشباب الفلسطيني تتوراث المقاومة وارادة القتال جيلا بعد جيل”، داعياً “لبنان وعالمنا الاسلامي الى المشاركة الواسعة في جميع الفعاليات في يوم القدس العالمي، ونحن سنقيم في يوم القدس العالمي مهرجانًا شعبيًا كبيرًا يوم الجمعة في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية”
وشدد على ان “المقاومة في حرب نيسان استطاعت أن تفرض على العدو أن لا يمس المدنيين والا سيدفع الثمن وهذه المعادلة ما زالت سارية اليوم”، لافتاً إلى انه”يجب أن نسجل الجهد المميز الذي قام به الرئيس الراحل حافظ الاسد والرئيس الراحل رفيق الحريري الذي ادى الى ما سمي بتفاهم نيسان”.
وحول الاوضاع في لبنان، قال نصر الله “ذهب بعضهم ومنهم أحد الرؤساء السابقين للقول أن هناك خطرًا ان يحصل هذا الفريق السياسي على الثلثين، والحصول على الثلثين في المجلس النيابي المستقبلي ليس هدف فريقنا السياسي وهذا الهدف ليس واقعيا ومنطقيا، وما يقال ان فريقنا السياسي يريد الحصول على الثلثين هو للتحريض”، مشيراً إلى انه “في فريقنا السياسي تمكنا في أغلب الدوائر ان نكون في لائحة واحدة ولو من باب التحالفات الانتخابية، والفريق الآخر تشتتوا في لوائح كثيرة”.
وأكد ان “ثقافتنا ورؤيتنا أنّ أيّ تغيير في النظام السياسي يجب ان يحصل بالحوار لا بالاستقواء والنصف زائد واحد او الثلثين”، مشيراً إلى ان “هناك أمور بحاجة الى تأمل مثل اضراب عدد كبير من القضاة والمعلمين وموظفي البعثات الدبلوماسية ويفتح الباب امام الطعن بنتائج الانتخابات، وهؤلاء مطالبهم محقة وأدعو الحكومة بما تستطيع ان تستجيب لمطالبهم وأقول لهم لا تجعلوا الانتخابات النيابية المقبلة رهينة لمطالبكم المحقة، معتبراً ان “هناك انتخابات حقيقية ستجري في 15 ايار ومعركة انتخابية ديمقراطية شعبية تخوضها كل الاطراف وأيًا تكن استطلاعات الرأي والتقديرات يجب ان لا يؤثر ذلك على فعاليتنا وحماستنا في كل الدوائر”.
وأضاف “سمعت من مسؤول سعودي ان مئات ملايين الدولارات أنفقت في انتخابات 2009 وحجب الصوت في بعض الدوائر كان مقابل 500 دولار، وقد يدخل مال انتخابي كبير في هذه الانتخابات وبدأ ذلك بحجة أن الناس محتاجة وقد يلجأ كثيرون لبيع أصواتهم، لا تركنوا لاستطلاعات الرأي ويجب أن تدخلوا الى هذه الانتخابات بكامل الحماسة والجهد حتى لحظة اقفال الصناديق”.
وشدد على ان “هدفنا في هذه الانتخابات انجاح مرشحينا وأيضًا انجاح اصدقائنا وحلفائنا ولا أحد يتعاطى أن المعركة محسومة، وفي الفريق الآخر مقسومين ولذلك لم يستطيعوا التوحّد في لوائح واحدة، واذا كنا نريد أن ندعم لائحة في بعض الدوائر ووجدنا مصلحة أن ندعم لائحة أخرى في نفس الدائرة هذا سيكون فوق الطاولة وبعلم اللائحة الأولى، في تشكيل اللوائح رفضنا أن نعطي التزامًا مسبقًا بأن نجيّر أصواتا تفضيلية وهناك من طلب منا ذلك ورفضنا، وحزب الله لا يعد أحدًا بإعطاء أصواته بالكامل بل يصوت لدعم الحلفاء بكل وضوح وتنسيق معهم”.
وأوضح أننا “لا نريد الغاء أحد كما سوّق البعض بل نحن نريد أن يتمثل كل أحد بحسب حجمه الطبيعي والقانون النسبي يتيح المجال امام أي حزب وزعامة ان تتمثل في المجلس النيابي، وأردف: الالغائي هو من شكل حكومة في 2006 ووزراء امل وحزب الله استقالوا بسبب طريقة اقرار المحكمة الدولية ولكن لم يقف عند طائفة غائبة وأكمل عشرين شهرًا، والالغائي هو دائمًا يحضر نفسه للخارج بأنه جاهز أن يفتعل حربًا أهلية، والالغائي هو من لا برنامج انتخابي لديه بل همه الغاء المقاومة وسحب سلاحها فيما نحن حريصون على الشراكة وتعاون الجميع، قائلاً إنه في المقابل نحن من 2005 كنا ننادي بحكومة وحدة وطنية وفي ألـ 2018 أصرّينا على حكومة وحدة وطنية وتشكلت حكومة برئاسة الحريري.
ورأى أن البعض تضليلًا يحاول أن يقول للبنانيين أن سلاح المقاومة هو سبب المشاكل، إذ يركزون على عناوين هيمنة حزب الله والسلاح والاحتلال الإيراني لأنها تسترضي الخارج والغرب والسعودية وبعض الدول العربية التي لديها مشكلة مع المقاومة وتحديدًا حزب الله ليقولوا لهم أنهم في وجه حزب الله لاستدراج الدعم المالي، متسائلاً ما البديل لديكم لحماية البلد؟ الواضح من طرح هكذا عناوين أن الهدف استرضاء الخارج لاستدراج دعمه.
وتساءل السيد نصرالله، أليس تهريب الودائع والفساد المتجذر له علاقة بالأزمة؟، وقال إننا توسعنا في البرنامج الانتخابي لأنه برنامج العمل لأربع سنوات، والناس انتخبتنا قبل اربع سنوات بناء على برنامجنا ووعودنا وواجب علينا أن نبيّن ما حصل خلال هذه السنوات من انجازات، وأضاف أسأل القوى السياسية المخاصمة لنا أنتم خلال السنوات الماضية وكنتم بأغلبكم بالسلطة من ثلاثين سنة وأربعين سنة مثل حزب الكتائب، ماذا فعلتم؟.
وقال ايضًا إنه بعد العيد سنقيم ثلاثة مهرجانات انتخابية وسنتحدث بالمباشر، وفي سياق آخر قال إنه من ثلاثين سنة لم يطالب أحد من حزب الله الدولة اللبنانية بحماية المقاومة بل المقاومة هي التي حمت البلد والدولة.