لبنان
النائب فضل الله: استقالة الحكومة عطلت الورقة الإصلاحية
قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله: “لقد ميزنا منذ اليوم الأول، بين الحراك الشعبي المحق الذي يشكل عصب المطلب الشعبي للبنانيين وبين من استغلوا وجع الناس وبعضهم من ساهم بتراكم هذا الوجع على مدى 30 عاماً من وجودهم في السلطة”.
أضاف في حديث إلى صحيفة “القدس العربي”: “أن الأزمة الاقتصادية والمالية تحتاج من دون شك، إلى معالجات فورية وإلى خطط بعيدة الأمد لأنه لا يمكن أن تعالج خللاً في البنية المالية والإقتصادية مضى عليه 30 سنة بخطوات سريعة أو خلال فترة زمنية قصيرة. نحن منذ اليوم الأول كانت وجهة نظرنا القيام بخطوات اصلاحية فورية عبر عنها في موازنة 2020 وفي بنود الورقة الاصلاحية، ولكن استقالة الحكومة عطلت الورقة الإصلاحية”.
وتابع: “عندما قلنا إننا لا نؤيد استقالة الحكومة فلأننا كنا نرى المشهد أمامنا من حيث الصعوبة في إعادة تشكيل حكومة جديدة نتيجة التعقيدات الموجودة في البلد أو نتيجة حجم المشكلة أو ما نسميها كرة نار التي سيتقاذفها البعض ويحمل المسؤوليات بين هذا الفريق وذاك. ولأننا كنا نرى هذه الصعوبة قلنا لنبدأ من الحكومة التي كانت قائمة لأن بتطبيقها الورقة الإصلاحية كانت ستتم صدمة ايجابية، لكن هذا لم يحصل وأصبح وراءنا”.
وأردف: “ليست المرة الاولى التي تكون لدينا حكومة مستقيلة وتكون لدينا أزمة سياسية في تشكيل الحكومة لكن هي ربما المرة الأولى التي وصلت فيها الأزمة الإقتصادية والمالية إلى هذا الحد، نحن لا نناقش اليوم في أسباب الأزمة لأن هذا الأمر يحتاج إلى نقاش مفصل ومن أوصلنا إلى هنا وإلى 85 مليار دولار ديناً؟ تتذكر كم مرة منذ 2016 و2017 و2018 و2019 ونحن نطرح بدائل ونضع الإصبع على الجرح في موضوع خفض النفقات وزيادة الإيرادات وفي مكافحة الفساد وتخفيض خدمة الدين وبتخفيض عجز الموازنات، إنما هذا الأمر لم يكن يلقى آذانا صاغية من الممسكين بالقرار المالي الإقتصادي الذين ما زالوا هم ذاتهم منذ 30 سنة ممسكين بهذا القرار. في كل الأحوال، لن ندخل في هذا النقاش اليوم، لأنه يحتاج إلى جردة إنما اليوم، المطلوب من الجميع تحمل المسؤوليات فلا أحد اليوم بإمكانه أن يدير ظهره ويقول لا دخل لي واذهبوا وابحثوا كيف تعالجون المشكلة؟”.
وسئل فضل الله: هل من أجل ذلك تصرون على بقاء الرئيس سعد الحريري؟
أجاب: “لم نؤيد استقالة الحكومة التي يرأسها الرئيس سعد الحريري ولم تكن لدينا مشكلة حينها، الموضوع الآن يخضع للمشاورات التي تقوم بها الكتل السياسية، والإستشارات الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية هي من يحدد إسم الرئيس المكلف، ونحن نحاول الإسهام في هذه المشاورات على أمل التفاهم على حكومة جديدة تعمل على معالجة الأوضاع، والإتصالات مستمرة بين المعنيين للوصول إلى مثل هذا التفاهم الذي يحتاجه البلد”.
أضاف: “الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يقل لا لإسقاط الحكومة ولم تكن من لاءاته بل قال لا نؤيد استقالة الحكومة، وكانت لديه لاءان: لا لإسقاط العهد ولا لانتخابات نيابية مبكرة”.
وعن وجود استهداف أميركي للدور الإيراني في لبنان، قال: “هذا الأمر تحدث عنه بومبيو وهو عندما يتحدث عن الذراع الإيرانية يقصد المقاومة، والسياسة الأميركية التي اعتمدت تجاه لبنان هي التي سببت هذه الأزمة المالية الإقتصادية بمنع لبنان من استثمار خيراته وثرواته في النفط والغاز ومنع لبنان من فتح أسواق له في الدول العربية وتصدير بضائعه ومنتوجاته عبر معبر بو كمال، ومن منع أي شركات لا تتلاءم مع الاقتصاد الأميركي من العمل في لبنان وأيضا بالعقوبات التي فرضتها على الشعب اللبناني.
وأكرر ما قاله سماحة السيد أن حزب الله لن يتأثر كحزب بالمعنى التفصيلي بل إن البلد كله يتأثر من خلال تحويلات المغتربين التي كانت تأتي إلى لبنان والإستثمارات واستهداف القطاع المصرفي من قبل الولايات المتحدة، كل هذا أثر على الوضع الإقتصادي وأوصل البلد إلى ما وصل اليه”.