عربي و دولي
سفير الجزائر لدى روسيا: علاقاتنا مع موسكو تاريخية و قائمة على الصداقة والثقة والاحترام المتبادل
ثمانية وستون عاما تمرّ على اندلاع الثورة التحريرية الجزائرية المباركة بأيدي الشهداء الأبرار والمجاهدين المناضلين الأحرار، الذين لن ينساهم الجزائريون ولن ينساهم التاريخ أيضا.
وجاءت هذه الذكرى الخالدة بالتزامن مع عقد القمة العربية الحادية والثلاثين واجتماع قادة وزعماء الدول في العاصمة الجزائر. كما أن هذا اليوم يتزامن مع مرور ستة عقود على العلاقات الروسية-الجزائرية التي تتوطد عاما بعد آخر في مختلف المجالات والقطاعات والشراكة الاستراتيجية المتبادلة بين البلدين التي تتعزّز بشكل دائم ومستمر.
أقام السفير الجزائري لدى روسيا الاتحادية، إسماعيل بن عمارة، يوم أمس الثلاثاء، احتفالية عيد الثورة التحريرية الـ 68 للجزائر، ضمن جهوده الرّامية إلى توسيع دائرة العلاقات الجزائرية- الروسية وتعزيزها وإظهار الدور الإستراتيجي للجزائر في الساحة الدولية وأهمية العلاقات الروسية- الجزائرية لا سيما في ظل ما يمر العالم به من أزمات في مختلف الأصعدة. وجاء هذا الاحتفال المميز الذي جمع عدد من الوزراء الروس والسفراء من مختلف الدول العربية والأجنبية وعدد من الشخصيات الدبلوماسية الروسية والملحقين العسكريين ومنسوبي السفارة.
كلمة السفير الجزائري لدى روسيا الاتحادية
وخلال كلمة سعادة السفير، بن عمارة الترحيبية التي استهلها بترحيب كل من معالي الوزير أوليغ هاتويين، والوزير أوليغ ماتنين، ومعالي الوزير المساعد للشؤون الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، والوزير المساعد للدفاع، فورميل، وكل السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المشاركة والسادة والسيدات ممثلي روسيا الاتحادية، وتوجّه بكلمة شكر للحضور بهذا الاحتفال باندلاع ثورة “أول نوفمبر” المجيدة.
وتحدّث سعادة السفير عن تاريخ أول نوفمبر 1954، حينما قرّرت مجموعة من المناضلين الجزائريين الشباب وضع حدّ لليل الاستعمار الطويل والغاشم وتمكين الجزائر من استرجاع سيادتها واستقلالها.
وقال: “بهذه المناسبة نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحّوا بحياتهم طيلة 132 سنة من الاستعمار، أي منذ بداية المقاومة الشعبية إلى غاية الاستقلال في 5 جويلية 1962”.
وأشار السفير بن عمارة إلى أن الجزائر شقت طريقا مهما في الميدان الاقتصادي، وأنها شرعت في بناء اقتصاد وطني لتلبية احتياجات المواطن الأوليّة كالسكن والصحة والتعليم والبنية التحتية.
كما أبدى السفير، بن عمارة تفاؤله بشأن المستقبل المزدهر للبلاد، مشيرا إلى الإمكانيات البشرية المتوفّرة والموارد الطبيعية الموجودة خاصة في الصحراء والتي لا تزال غير مكتشفة ومستفلة كالنفط والغاز والطاقة الشمسية والمناجم والمعادن النادرة.
ونوّه السفير، بن عمارة إلى أنّه “في الـ 22 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي صدر تقرير من طرف صندوق النقد الدولي صنفت الجزائر ضمن الدول الناشئة بفضل معدل النمو وإمكاناتها الهائلة”.
الجزائر وروسيا تربطهما علاقات إنسانية تاريخية
وأشار كذلك إلى أن هذا اليوم التاريخي بالنسبة لكل الجزائريّين، وهذه السنة أيضا تمرّ ستون عاما على العلاقات الجزائرية- الروسية، وقال:
“إنّ هذه العلاقات التاريخية والمتميزة القائمة على الصداقة والثقة والاحترام المتبادل بدأت مع مساهمة حرب التحرير واستمرت بعد الاستقلال بالمساعدة في بناء بلادنا من خلال تعاون في عدّة مجالات، المجال الطاقوي والصّناعي والعسكري والعلمي والموارد المائية وعرفت هذه العلاقات تقدما ملحوظا ابتداء من سنة 2001، مع إبرام اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين كما هو الشأن بين روسيا والدول الأخرى”.
وتابع: “والمثال الثاني للمساهمة الروسية في الجزائر كان هذه السنة، عندما زوّدتنا روسيا بطائرة لمكافحة حرائق الغابات التي كانت خطيرة خاصة في الشرق الجزائري وتسبّبت في وفاة عدد من المواطنين”.
وأكّد بن عمارة التزام بلاده مع المحيط الجيوسياسي، وقال: “وفيما يتعلق بالعالم العربي، فإن أكبر دليل على التزامنا هو تنظيم القمة العربية في نفس اليوم الذي نحتفل فيه بيومنا الوطني وبيوم الثورة التحريرية المباركة، واليوم القادة العرب يجتمعون في العاصمة الجزائرية”.
واختتم حديثه، وقال: “نحن نأمل أن نرى تقدما ملموسا في عدة قضايا عربية خاصة القضية الجوهرية، القضية الفلسطينية وتعزيز العمل العربي المشترك والمساهمة الفعالة في الأمن الدولي، وأغتنم هذه الفرصة لأذكر المبادرة العربية التي أخذتها جامعة الدول العربية بإنشاء لجنة وزارية من وزراء الشؤون الخارجية، لكل من العراق، السودان، الإمارات، الأردن، مصر والجزائر والتي انتقلت في أبريل الماضي إلى موسكو، وهذه المبادرة تدخل في إطار إيجاد حل سياسي ودبلوماسي للأزمة”.