عربي و دولي

“القمح الأوكراني للبقر قبل البشر!” باحث عربي يكشف قضية خطيرة

سلط الباحث والأستاذ الجامعي الجزائري الدكتور محمد سليم قلالة، في مقال نشره أمس السبت، الضوء على قضية الحبوب الأوكرانية، حيث يدعي الغرب خوفه على الدول الفقيرة من المجاعة، لكن الكاتب كشف حقيقة هذه المخاوف والأهداف الحقيقية للغرب من التركيز على مشكلة الحبوب الأوكرانية.
وقال الباحث في مقاله المنشور على موقع “الشروق”، تحت عنوان “القمح الأوكراني للبقر قبل البشر!”: “يزعم الغرب أنه يسعى لتصدير القمح الأوكراني خوفا على البلدان الفقيرة من المجاعة”، معتبرا أن هذه الحجة قد تبدو “منطقية في الظاهر عندما ننطلق من كون البلدان الفقيرة هي الأكثر اعتمادا على الحبوب لضمان معيشتها”.

الغرب أكبر مستهلك للحبوب لكنها لا تذهب للبشر!

لكن الكاتب ركز على نقطة مهمة جدا، وهي أن الغرب هو أكبر مستهلك للحبوب لكن بطريقة غير مباشرة، حيث أضاف:
“إلا أننا عندما نعرف أن البلدان الغنية التي تعتمد في غذائها على البروتينات الحيوانية هي في الواقع أكبر المستهلكين للحبوب في العالم بطريقة غير مباشرة، تتبدل لدينا المعطيات وتبدو أقوال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صحيحة، عندما أعلن أثناء منتدى الشرق الاقتصادي المنعقد في فلاديفوستوك في 7 سبتمبر/أيلول الماضي أن 3% فقط من كميات القمح التي خرجت من أوكرانيا ذهبت إلى الدول الفقيرة”.
وبين الكاتب في مقاله طبيعة الارتباط بين استهلاك الحبوب من جهة، وعلاقتها باستهلاك اللحوم، حيث أكد الباحث الجزائري أن “أكثر الشعوب استهلاكا للحوم هي أكثرها استهلاكا للحبوب بطريقة غير مباشرة، وليس العكس”، وأضاف:
“لذلك تأتي الدول الغنية في المقدمة وليست في آخر الترتيب، وهي التي تحتكر (استهلاك الحبوب) لحاجاتها من البروتينات الحيوانية أغلب إنتاج العالم وتتسبب بذلك وبطريقة غير مباشرة في الندرة المعروفة على الصعيد العالمي في هذا المجال سواء فيما يتعلق بتقليص المساحات المزروعة من القمح لصالح الذرة وعلف الحيوانات، أو في استهلاك أكبر كمية من المياه الصالحة للسقي في إنتاج أغذية الحيوانات على حساب أغذية البشر أو في ارتفاع أسعار هذه المادة الاستراتيجية!”.
وأشار الباحث إلى أن قائمة الدول الأكثر استهلاكا للحوم في العالم تبين “أن هناك فرقا شاسعا بينها والدول الفقيرة”، حيث “يَستهلك الأميركي في المتوسط 315,5 غراما من اللحم في اليوم، والكندي 248.7 غراما والفرنسي 237.7 غ في اليوم، على سبيل المثال في حين لا يزيد استهلاك الفرد في بنغلاديش عن 11.3 غراما في اليوم، وفي غامبيا على 17.6 غراما في اليوم، وفي إثيوبيا عن 19.3 غراما يوميا، وقس على ذلك بقية الدول الفقيرة مقارنة بالغنية”.

كيف ترتبط تربية الماشية باستهلاق الحبوب؟

واستشهد الباحث بموقع “slowfood.com”، من خلال استخلاص العديد من المعلومات المتعلقة بارتباط المحاصيل الزراعية بتربية المواشي، حيث بين أنه “إذا علمنا أن كل 100 سعرة حرارية نطعمها للحيوانات على شكل محاصيل صالحة للأكل للإنسان، لا نحصل منها في المتوسط سوى على 17-30 سعرة حرارية على شكل لحوم”، نستطيع من خلال ذلك معرفة الدول التي تحتاج بشدة للقمح الأوكراني في العالم، و”نجد تفسيرا لذلك التباكي على الفقراء الذين لا غذاء لهم سوى البروتينات النباتية وفي الحدود الدنيا”، على حد تعبيره.
واختتم الكاتب مقاله معتبرا أنه “لا عجب أن نصل وفق هذا المنطق إلى وجود 900 مليون من الجوعى عبر العالم، يتباكى عليهم 1.9 مليار من آكلي اللحوم أصحاب الوزن الزائد”، في إشارة إلى الدول الغربية، وتابع:
“وبما أن معظم هؤلاء السِّمان من العالم “الديمقراطي” و”الحر” (الدول الغربية) كما يسمون أنفسهم، فإنهم لا يتوقفون عن اتهام (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين “بالدكتاتورية” وهو الذي أعلن بالأمس استعداد بلاده لتزويد الفقراء بما يحتاجونه من حبوب ومجانا”، في إشارة إلى الادعاءات الغربية الكاذبة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد أن “تنفيذ الصفقة (الحبوب) بأكملها قد تم بذريعة ضمان مصالح الأمن الغذائي لأفقر البلدان، لكن 4% فقط (من الشحنات) تم تصديرها من أراضي أوكرانيا إلى البلدان الأفقر حسب تصنيف الأمم المتحدة، وكل ما تبقى في الغالب، أكثر من 40%، وتحديدا 46% ذهبت إلى دول الاتحاد الأوروبي”.
وتابع بوتين مؤكدا: “إذا انسحبنا في المستقبل من هذه الاتفاقية إذا انتهكت أوكرانيا التزاماتها، فسنقوم بتوريد الحجم الكامل الذي تم تسليمه من أراضي أوكرانيا إلى أفقر البلدان حتى الآن مجانًا وبدون مقابل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى