لبنان

دعموش: الخيار الموصل إلى رئيس للجمهورية هو الحوار والتوافق

أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش أن “المقاومة اليوم أقوى وأصلب وأقدر وأشد تصميما وعزما من أي زمن مضى، وأنه بفضل المقاومة ومعادلاتها وبركة دماء الشهداء واستعداد وجهوزية مجاهدينا، بات لبنان يحقق الإنجازات”.

ورأى دعموش خلال احتفال تكريمي أقامه الحزب لشهداء بلدة برعشيت، لمناسبة “يوم الشهيد”، أن “النتيجة التي حصل عليها لبنان في ملف الترسيم البحري هي إنجاز كبير وكبير جدا، وما كانت لتحصل لولا التكامل بين الدولة والمقاومة والشعب”.

ولفت إلى أن “البعض قد يكون قلقا من أن تقوم إسرائيل بالإخلال بهذا الاتفاق خصوصا بعد فوز نتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية، لأن نتنياهو كان هدد بإلغاء الاتفاق في حال فوزه بالانتخابات، ونحن نقول إن نتنياهو ليس قادرا على إلغاء الإتفاق، أولا لأن المؤسستين العسكرية والأمنية الإسرائيليتين أجمعتا على أهمية الإتفاق تجنبا للحرب في لبنان وفي المنطقة، ولا يمكن لنتنياهو أن يتجاوز ذلك ويتخذ قرارا سياسيا يناقض القرار العسكري والأمني، وثانيا لأن معادلة المقاومة التي فرضت على الأميركي والإسرائيلي الإذعان للمطالب اللبنانية لا تزال قائمة، وستبقى هذه المعادلة هي ضمانتنا الحقيقية لاستمرار الاتفاق، وليس الالتزام الأميركي، لأن أميركا لا تفي عادة بالتزاماتها”.

وقال: “طالما أن المقاومة حاضرة وجاهزة ومتيقظة وتتابع، فهي التي تشكل الضمانة الحقيقية لاستمرار هذا الاتفاق، فلا داعي للقلق، بل يجب أن نكون ‏مطمئنين وأن نثق بأن المقاومة التي فرضت هذه النتيجة، ستفرض على العدو الالتزام بها وحتى النهاية”.

ورأى أن السبب الرئيسي مما يعاني منه اللبنانيون هي الإدارة الاميركية، “التي تحاصر لبنان وتزيد في معاناة اللبنانيين، وتعمل على تعميق الأزمات والمشكلات، من خلال منع المساعدات عن لبنان، ومنع وصول الكهرباء والغاز إليه، والمنع من حل قضية النازحين، وأيضا التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، ومحاولة فرض رئيس للجمهورية مرتهن لإرادتها”.

وأشار إلى أن “الإدارة الأميركية تخطط اليوم لانهيار البلد وإثارة الفتن وتفجير الأوضاع في الداخل وصولا إلى تدمير البلد، وهذا ما كشفت عنه مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، التي تحدثت عن سيناريو خطير للبنان نتيجته تدمير البلد بالكامل وإعادة بنائه وفق المصالح الأميركية والإسرائيلية، أي بلا مقاومة، لأن المقاومة تشكل تهديدا لإسرائيل، وتجعل لبنان قويا في مواجهة أطماعها”.

وقال: “يجب أن يعرف اللبنانيون الذين ما زالوا يعتبرون أميركا صديقا ويراهنون عليها في حل الأزمات، أن ما تريده أميركا للشعب اللبناني هو الفتنة والموت والخراب والدمار وتحويل بلدهم إلى رماد، وكل ذلك من أجل عيون إسرائيل وأمنها”، معتبرا أن “أميركا لم تكن في يوم من الأيام صديقا حقيقيا للبنان، بل كانت على الدوام سببا في خرابه ودماره وويلاته ومعاناته”.

وأضاف: “يجب أن لا ينسى اللبنانيون أن الذي دعم الاجتياح الإسرائيلي الذي دمر لبنان العام 1982، وأيده وحماه ورعاه وموله هو الولايات المتحدة الأميركية، وأن السلاح الذي قتل اللبنانيين ودمر أجزاء واسعة من لبنان العام 93 و96 وصولا إلى العام 2006 هو السلاح الاميركي، وأن الذي جاء بالارهاب التكفيري وداعش إلى منطقتنا وإلى لبنان وفجر وقتل في البقاع والضاحية وبيروت هو الأميركي، وأن الأميركي هو من صنع الفوضى وعمل من خلال أدواته على إثارة الفتن في لبنان وفرض الحصار والعقوبات على اللبنانيين منذ العام 2019 وحتى الآن، وكان سببا أساسيا للانهيارات الاقتصادية والمعيشية والمالية”.

وشدد على أن “هذا وغيره يجب أن لا ينساه الشعب، ويجب أن لا يغيب عن بال أحد، أن الذي وقف بوجه كل هذه الحروب والاعتداءات والمؤامرات والفتن، وصمد وثبت بوجه الحصار والعقوبات، وهزم العدو وحرر الأرض وحمى لبنان، ولا يزال يقف في مواجهة المشاريع الأميركية الخبيثة في لبنان، هم اللبنانيون الشرفاء، وفي مقدمهم حزب الله والمقاومة وجمهور المقاومة والمعادلات التي صنعتها ببركة دماء الشهداء الأبرار”.

وقال: “طالما أننا نتسلح بروحية الشهداء ونملك إيمانهم ويقينهم ووعيهم وبصيرتهم وشجاعتهم وصلابتهم وقوتهم وعزمهم وإرادتهم واستعدادهم للمواجهة والتضحية من أجل حماية أهلنا والحفاظ على كرامة وسيادة بلدنا، فلن تستطيع الإدارة الأميركية تنفيذ مخططاتها وتحقيق أهدافها والسيناريوهات الكارثية التي تتوعد اللبنانيين بها، وستفشل وتخيب من جديد كما فشلت في كل التجارب السابقة”.

ورأى دعموش أننا و”أمام التحدي الجديد الذي تحاول الإدارة الاميركية أن تفرضه على لبنان للقضاء على قوته، من حقنا الطبيعي أن نرفض الاتيان برئيس للجمهورية يخاف من الأميركي ويعمل وفق إرادته”، مشددا على أننا “نريد رئيسا شجاعا ووطنيا لا يخاف ولا يباع ويشترى، ويقدم المصلحة الوطنية على المصالح الأخرى”.

وقال: “من حقنا كمقاومة وبيئة مقاومة وجمهور مقاومة تستهدفه الإدارة الاميركية وتريد سحقه وإنهاءه وإسقاط قوته، أن نطالب برئيس للجمهورية مطمئنن للمقاومة، وليس برئيس تحد يريد أن يواجه جزءا كبيرا من الشعب، ويتآمر على المقاومة ويطعنها في ظهرها”.

وختم دعموش مشددا على أنه “من مسؤولية الجميع البحث عن رئيس يجمع ويوحد اللبنانيين ويساعد على إخراجهم من أزماتهم ومشكلاتهم ويحافظ على عناصر قوتهم ويحمي البلد، وليس رئيسا يعمق الأزمات ويزيد الانقسامات”، مؤكدا أن “الخيار الموصل إلى رئيس من هذا النوع في ظل عدم وجود غالبية في المجلس النيابي، هو الحوار والتوافق، وهذا ما نعمل عليه وندعو كل المخلصين للعمل عليه حتى نصل ببلدنا إلى بر الأمان”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى