“كورونا” يسبب أزمة جديدة..
عاد فيروس كورونا ليسبب أزمة بين بكين وعدة دول، شبيهة بتلك التي نشبت قبل نحو 3 أعوام مع بدء تفشي المرض من داخل الصين، واتهامها بالتسبب في تحوله إلى وباء عالمي.
ومؤخرا هددت بكين باتخاذ “إجراءات مضادة” ضد الدول التي أعلنت فرض فحوص استثنائية على القادمين إليها من الصين، بعد أن ألغت الأخيرة بشكل مفاجئ الإجراءات الصارمة التي كانت تفرضها للحد من تفشي الوباء، ومنها الإغلاق والفحوص الجماعية والحجر الصحي الإجباري.
ووسط احتمال تصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الصين، تضمنت الفحوص الاستثنائية التي طلبتها عدة دول الخضوع لاختبار PCR، وإمكانية التعرض لحجر صحي، مما أثار غضب بكين.
تحذير صيني
وفق المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، فإن “القرارات غير مقبولة”، حيث “يمكن أن تظهر المتحورات في أي مكان في العالم”، مشيرة إلى أن بكين “سترد بإجراءات مضادة”.
وأكدت المتحدثة على شفافية بلادها فيما تعلنه بشأن تطورات الوباء، قائلة إن الصين تبادلت مع دول أجنبية معلومات بشأن التفشي الأحدث للفيروس، وأنه “لا ينبغي لأحد أن يغتنم الفرصة للانخراط في التلاعب السياسي أو الاستجابات التمييزية”.
كيف سترد بكين؟
يستبعد أميد شكري، كبير مستشاري السياسة الخارجية في مركز “تحليلات دول الخليج” (مقره واشنطن)، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” أن تستطيع الصين اتخاذ إجراءات مؤلمة تجاه الدول التي تطبق إجراءات استثنائية على المسافرين من الصين، لعدة أمور ليست في صالح بكين، منها:
• هناك اتهامات أميركية لبكين بأنه عندما بدأ وباء كورونا لم توقف سفر مواطنيها للخارج مما أدى لانتشاره، كما أنها لم تبلغ الدول الأخرى عنه، ولو تم الإبلاغ لاتخذت الدول إجراءات كانت ستحد من انتشاره في مهده.
• لا يمكن للصين اتخاذ الكثير من الإجراءات ضد الدول التي تفرض لوائح جديدة، فكل دولة لها الحق في اتخاذ ما يلزم لصحة مواطنيها.
• هناك توجس كبير من ظهور متحور جديد أكثر تفشيا في الصين، قد يصبح عالميا.
• لم يتمكن اقتصاد الصين وبقية الدول من التعافي تماما من التبعات الاقتصادية لتفشي كورونا، وبالتالي لا يمكن لبكين أن تطلب من أي دولة ألا تكون صارمة أمام احتمال عودة تفشي الوباء.
• الظروف الاقتصادية للصين ليست جيدة الآن بالشكل الذي يسمح لها بفرض قيود اقتصادية على الدول التي تراها تتحرك ضد مصلحتها بخصوص سفر الصينيين.
مواقف دولية
وتتوالى تعقيبات دول ومنظمات مؤيدة لفرض إجراءات استثنائية على القادمين من الصين، وأبرزها:
• المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يعلق قائلا: “في ظل عدم وجود معلومات شاملة من الصين، من المفهوم أن الدول في أنحاء العالم تتصرف بطرق تعتقد أنها قد تحمي سكانها”.
• الولايات المتحدة: القادمون من الصين أو من كانوا فيها قبل 10 أيام سيضطرون لإظهار اختبار PCR سلبي أو إجراء اختبار الأجسام المضادة لفيروس كورونا.
• تايوان: الأشخاص القادمون من الصين بين 1 و31 يناير سيخضعون إلى اختبار PCR، ومن تثبت إصابتهم سيخضعون للحجر الصحي 5 أيام.
• اليابان: القادمون من الصين أو المسافرون الذين كانوا فيها آخر 7 أيام سيجري لهم فحص PCR، ويخضعون للحجر الصحي لمدة أسبوع إذا ثبت إصابتهم.
• الهند: القادمون من الصين وهونغ كونغ واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند يخضعون لاختبار PCR، ومن تثبت إصابته سيخضع للحجر الصحي.
• بريطانيا: على القادمين من الصين إبراز نتائج اختبار كورونا سلبي قبل صعودهم على متن الرحلة.
• ألمانيا: أطباء الصحة العامة يدعون لإجراء اختبار “كوفيد 19” على مستوى الاتحاد الأوروبي للقادمين من الصين.